الأورومتوسطي: استقالة ريما خلف صفعة للعدالة الدولية

18.03.2017 07:51 AM

رام الله- وطن: أكد المرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن المنظمات الأممية خسرت واحدة من المدافعات الشرسات عن الحريات، وذلك في أولى ردود الفعل على استقالة المسؤولة عن منظمة الـ"إسكوا"، ريما خلف، أمس الجمعة، إثر رفضها قرار سحب تقرير يدين إسرائيل.

وفي بيان له صدر مساء الجمعة، قدّر المرصد "الموقف الصلب والمدافع للأمينة التنفيذية لمنظمة إسكوا".

وأعلنت خلف استقالتها اليوم بعد ضغوطات تعرضت لها للتراجع عن التقرير الحقوقي الأخير، الذي أدان إسرائيل واعتبرها دولة فصل عنصري "ابارتايد".

وأعرب المرصد الأورومتوسطي عن بالغ أسفه لطلب الأمانة العامة للأمم المتحدة من منظمة "إسكوا" سحب التقرير والتراجع عن محتواه، رغم كونه معدّ بطريقة علمية واحترافية.

وطالب المرصد الحقوقي المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب الأمم المتحدة التي "تتعرض لضغوطات عديدة وواسعة، أدت لاستقالة واحدة من أبرز الشخصيات المستقلة فيها"، مشيراً إلى أن استقالة خلف هي صفعة للعدالة الدولية.

وقال مدير المرصد الدكتور رامي عبده، إن "ما فعلته خلف يعبر عن تمسكها بمبادئها حتى على حساب عملها، ولو تنبه العالم لما قالته سيكتشف أنها عمليا كان من الأجدى تكريمها كونها كانت مسؤولة عن تقديم تقرير شفاف ويعكس الحقيقة".

وأضاف عبده "لم تتمكن أي من الجهات التي لم يعجبها التقرير من نقض او التشكيك بمضمونه وانما اكتفت جميعا بالضغط بهدف سحبه بدلا من التعامل مع محتواه ومحاولة تصويب الأوضاع الحقوقية السيئة التي يعكسها بمعاملة اسرائيل للفلسطينيين".

هذا وأثنى عبده في البيان على مقترح خلف بأن تتبنى جامعة الدول العربية خلال القمة العربية المقبلة التي ستنعقد في العاصمة الأردنية عمّان التقرير ذاته، باعتباره أحد الوثائق المرجعية للقمة.

وكان المرصد الاورومتوسطي قد أشاد سابقا بالتقرير، باعتباره اول تقرير أممي يكشف الانتهاكات الإسرائيلية ويوضحها بجرأة وبأسلوب علمي.

وقالت خلف خلال مؤتمر صحفي، عقدته اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت، إنها قدمت استقالتها بعد أن طلب منها غوتيريش أمس الخميس، سحب تقرير يدين إسرائيل، مشيرة إلى أنها دعته إلى مراجعة قراره، وقدّمت استقالتها بعد تمسكه بطلبه، فقبلها مساء اليوم.

وأشارت إلى أن تعليمات صدرت لها خلال الشهرين الماضيين بسحب تقريرين يدينان الممارسات الإسرائيلية، مؤكدة أنها تُصر على استنتاجاتها في التقرير أن إسرائيل تمارس سياسة الفصل العنصري.

وأضافت خلف "أجد نفسي غير قابلة للضغوط التي مورست عليّ خلال الفترة الأخيرة، وأؤمن أن التمييز على أساس البشرة أو الدين أو العرق أمر غير مقبول (..) استقلت لأنني أرى أن واجبي أن لا أكتم شهادة حق عن جريمة ماثلة".

وشددت على أن "الواجب يفرض تسليط الضوء على الحقيقة، وأن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها".

وفي نهاية المؤتمر الصحافي قدم السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور، لخلف خريطة فلسطين محفورة بالخشب بأسماء جميع المناطق الفلسطينية إضافة الى الكوفية الفلسطينية.

وكانت خلف قد استعرضت الأربعاء الماضي، في مؤتمر صحفي، تقريرا أعدته لجنتها حول "ممارسات إسرائيل تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري".

وقالت خلف آنذاك، إن "تقريرها يخلص إلى أن إسرائيل قد أسست نظام فصل عنصري تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله"، وهو التقرير الذي تبرأ منه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة.

وقال المتحدث باسمه استيفان دوغريك، إن "التقرير لا يعكس آراء الأمين العام، وما ورد فيه إنما يعكس فقط آراء هؤلاء الذين قاموا بكتابته، ونحن نعرفهم".

وبتكليف من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، كتب هذا التقرير كل من: ريتشارد فولك الخبير في القانون الدولي وحقوق الإنسان، المقرر الخاص الأسبق المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، وفيرجينيا تيلي الباحثة والأستاذة في العلوم السياسية، والخبيرة في دراسة السياسات الإسرائيلية.

وخلص التقرير الأممي إلى أن إسرائيل أسست نظام فصل عنصري تجاه الشعب الفلسطيني بأكمله، لاسيما مع مجموعة قوانين إسرائيلية، منها ما يتعلق بالاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.

كما ندد التقرير بـ"الهندسة الديمغرافية، الممثلة بقانون العودة، الذي يمنح اليهود، أيا يكن بلدهم الأصلي في جميع أنحاء العالم، حق دخول إسرائيل والحصول على الجنسية الإسرائيلية، بصرف النظر عما إذا كان بوسعهم تبيان (إثبات) صلات بالأرض، بينما يُحجب عن الفلسطينيين أي حق مماثل، بما في ذلك من في حوزتهم وثائق تثبت وجود منازل عائلاتهم التي تعود إلى أجيال في البلاد".

تصميم وتطوير