اين وصلت الديمقراطية في تركيا؟

19.03.2017 12:24 PM

وطن- وكالات: بعد إقرار البرلمان التركي تعديلات دستورية في كانون ثاني/يناير تعطي الرئيس صلاحيات أوسع، طفا على السطح سؤال عن الديموقراطية في هذا البلد الذي خرج مؤخرا من محاولة انقلابية فاشلة.

مجلة "فورين بوليس الأميركية" عالجت الأمر في مقال بعنوان "هل لا تزال تركيا ديموقراطية؟".

يرجح المقال أن يؤدي الاستفتاء المقرر إجراؤه الشهر المقبل على تحويل النظام السياسي في البلاد إلى رئاسي، والحرب الكلامية مع دول أوربية، إلى أن يصبح أردوغان أكثر قوة، لكن أكثر عزلة.

يشير كاتب المقال إلى أن أكثر النقاشات الدائرة في تركيا تتمحور حول أسلوب أردوغان في مهاجمة المؤسسات الديموقراطية في البلاد لتركيز السلطات كلها في يده.

في الـ 16 من نيسان/ أبريل المقبل سيصوت الأتراك على تعديلات دستورية ستمنح المكتب الرئاسي، الذي يشغله أردوغان الآن سلطات أكثر، في حال صوّت الشعب بـ"نعم".

وفي اجتماع استمر ثلاثة أيام في أنقرة الأسبوع الماضي، حسب ما يكشف المقال، دافع مسؤولون حكوميون عن التعديلات، معتبرين أنها تدابير عقلانية لضمان استقرار إداري وإصلاح دستور غير ديموقراطي وضعه الدكتاتوريون السابقون للبلاد.

وفي المقابل تقود المعارضة التركية حملة "لا" ضد طموح أردوغان، مشبهين طريقة حكمه بالدكتاتوريين أمثال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.

وقد سبب الاستفتاء المقبل أزمة ديبلوماسية بين تركيا ودول هولندا وألمانيا اللتين منعتا حملات من قبل مسؤولين أتراك للدعاية للتعديلات الدستورية بهدف تشجيع المغتربين الأتراك على التصويت بـ “نعم".

وهذه الأزمة مجرد مثال واحد حسب المقال، فهناك قضايا أخرى يرفض الغرب تبني الرؤية التركية لها مثل الدور التركي في القضية السورية، ومطالبة أنقرة الولايات المتحدة بتسليم المعارض فتح الله غولان الذي تتهمه بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية.

وفي اجتماع مع صحافيين غربيين في أنقرة الأسبوع الماضي استمر أربع ساعات، وفق المقال، فشل عمدة أنقرة مليح غوكشيك في تقديم دليل واحد يشير إلى تورط غولن في المحاولة الانقلابية الفاشلة.

هزة أرضية وغوغل

واتهم غوكشيك الذي ينتمي إلى الحزب الحاكم إسرائيل والولايات المتحدة بالمسؤلية عن "الهزة الأرضية" التي ضربت حديثا الساحل الغربي في تركيا.

ويعتقد هذا المسؤول أن الرئيس السابق باراك أوباما ووزيرة الخارجية في عهده هيلاري كلينتون مسؤولان عن تأسيس تنظيم الدولة الإسلامية داعش.

وحين سأله أحد الصحافيين عن الدليل قال: "لدي أكبر جهاز استخباري في العالم، هل تعرف ما هو؟ غوغل"، حسب كاتب المقال الذي حضر اللقاء.

ويقول كمال كليجدار أوغلو الذي يقود حملة "لا" للاستفتاء القادم، إن المعارضة التركية تخشى دور "الرجل الواحد" في الحكم، وفق تصريحات أدلى بها لكاتب المقال.

وكان لحالة الطوارئ التي شهدتها البلاد بعد الإنقلاب تأثير على النقاش العام، واعتقل كثير من قادة المعارضة، خاصة قيادات حزب الشعوب الديموقراطي، حيث يقبع 13 منهم خلف قضبان السجون التركية،حسب المقال.

 

المصدر: فورين بوليسي

تصميم وتطوير