قهر

22.03.2017 09:09 AM

كتبت: ناريمان عواد

كان الطريق الى القدس عبر  حاجز قلنديا مستحيلا ، خاصة وان اليوم هو السبت والازدحام يطوف في كل مكان تجاه الحاجز وتجاه الشارع الى اليسار المتجه الى طريق الرام ، جبع.

تفكير سريع يجول في خاطري هل أسلك طريق الحاجز أم الطريق الثاني.

ما الذي يجري ولماذا تقف هذه الطوابير دون أن تتحرك ....بعد ثوان قررت أن أسلك طريق اليسار واتجه الى طريق الرام- جبع الى القدس.

وصلت الى دوار الرام فاذا بالسيارات تلتف عائدة أدراجها.

سالت أحد سائقي السيارات الذي كان يقف على جانب  الطريق، ما الذي يجري ؟ قال لي ان الطريق مغلق. استدرت وعدت أدراجي لاحاول أن أجد منفذا للولوج عن طريق الحاجز ...بعد عودتي تجاه طريق مخيم قلنديا ...شاهدت المئات من السيارات تقف دون تحرك وادركت أن المهمة تبدو مستحيلة للدخول الى القدس من هذا المسرب. وعدت أدراجي ثانية الى طريق الرام- جبع لعل الطريق تكون قد فتحت، دخلت مسرب السيارات لتبدأ رحلة العذاب .. السيارات مكدسة بلا حراك وهنالك أمر عسكري بمنع مرور السيارات من الحاجز الثابت على طريق جبع.

على الرغم من انني اعيش هذه الانتهاكات بشكل يومي ، الا انني في كل مرة احس بالقهر ...قهر لمنعي من المرور وقهر لقتل الزمن  الفلسطيني وقهر لمعاناة النساء والشيوخ والاطفال في المركبات وحاجاتهم الانسانية  الملحة ، قهر بتلذذ الجنود بعذابات المواطنين الفلسطينيين ، قهر بحاجتهم للماء وعدم توفره في هذه اللحظات ، استغاثة طفل بحاجة الى انبوبة حليب ، معاناة شيخ بحاجة للوصول للمشفى للعلاج ، تعطل برامج المواطنين في وجهتهم  الى القدس من اشغال واعمال ولقاءات اجتماعية ومتابعات صحية .

بعد مضي ساعة أو اكثر من الانتظار فكرت ، يجب الاحتجاج ورفض هذا الانتهاك الصارخ والاستهانة بانسانيتنا ، لمع في خاطري تقارير الامم المتحدة التي تسحب بضغط من اسرائيل فيما تستمر سياسات الفصل العنصري والانتهاكات الخطيرة بحق المواطنين الفلسطينيين في مشهد يتكرر في كل وقت.  بدأت  باطلاق زامور السيارة معبرة عن سخطي الشديد لما يجري وتاملت ان يتبعني بقية السائقين ، تحدثت  للسائق خلفي "يجب ان نخلق حالة احتجاج" وفعلا بدانا باطلاق الزامور تلو الزامور كنا ثلاثة فقط كان حراكنا هذا كافيا لاحداث ضغط على الجنود لفتح الطريق وبدات السيارات تتحرك واحدة تلو الاخرى.

لكننا لم نسلم عند وصولنا للحاجز من قنابل  الغاز والقنابل المسيلة للدموع.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير