رسالة مفتوحة الى مجند اسرائيلي مستقبلي: انت تحمي الاحتلال، رفض الخدمة يخلق تغييرا

23.03.2017 12:04 PM

ترجمة: وطن- كتب ايدو ليفين

تهانينا... لقد بلغت الثامنة عشرة هذا اليوم، نحن لا نعرف بعضنا، لكن يوم ميلادك مهم لي بشكل خاص، دعني اصف لك. عندما التحقت انا بالجيش.

لا تفهمني خطأ- كانت حقا عملية تغيير في نمط الحياة، التقيت بافضل اصدقائي خلال الخدمة واكتسبت بعض الخبرات الجيدة، حتى تعلمت كيف اطبخ في نقاط الحراسة على الحدود مع الاردن، وبحق كانت هذه الفترة الحاسمة في حياتي بدون شك قد خلقت الشخص الذي انا عليه الان- الشخص الذي لا يفضل الان ان تكون انت هناك.

اخبروني انني اساعد في حماية بلدي، وصدقتهم، ولكن من الكذب ان اقول ان مشاركتي في الاحتلال- او خدمتي كمحارب على منصة اطلاق صواريخ ، وهي سلاح تعتبر قذائفه محرمة دوليا في معاهدة وقعت عام 2010- كل هذا لا يجعل اي شخص اكثر امانا.
اكاذيب خلقتها لنفسها.

لا زلت اريد ان اعتقد انني صنعت شيئا مميزا، يختلف عن عمل سيء يمكن ان يقوم به شخص يأتي مكاني، وبهذا اؤؤثر ايجابا على اصدقائي، وساعدت في منع اي سوء من الحدوث، وربما اكون قد سهلت الحياة على الفلسطينيين. من خلال تلك الايام كان هذا ممكن، لكن كل هذا غير مهم في الصورة الاكبر ليس فقط في الخدمة العسكرية العامة ولكن ايضا في خدمتي بشكل خاص.
نعم لقد كذبت على نفسي، محاولا اجراء تغيير من الداخل لاجل انهاء الاحتلال، على الاقل في الجيش هذا لا يمكن حتى لو كنت رئيس الاركان. الجيش هو قوة تنفيذية لساسات الحكومة ( وعمليا يديم مبرراتها للوجود) والنظام هنا مصمم لاستيعاب  كل شخص.
نعم، كنت احب ان اعتقد انني فعلت اشياء ايجابية كجندي، ولكن بالتركيز فيها ارى انها ليست اكثر من تنظيف ضمير . ومهما كان الظلم الذي ارتكبته فانه لم يقزم دوري كله، حيث انني غلفت هذا الظلم الذي شاركت فيه، لان كوني جنديا في الجيش- حتى لو كان اخلاقيا- جعلني على الاقل شاهدا وعمليا كنت مشاركا ضمنيا في اضطهاد شعب آخر.

كنت في قاعدة تشرف على رام الله حينما اندلعت الانتفاضة الثانية، بعدها تعهدت ان لا اضع اي انسان في دائرة اهداف بندقيتي، اليوم انا فخور انني متمسك بهذا التعهد او انني مسرور لانني لم ادخل امتحانا كهذا.
ربما يكون كليشيها ، لكن عندما ولدت ، اي يوم دخلت انا الجيش، ربما كانت امك تتمنى الا تجند. تماما كأمي – وكثير من الامهات الاسرائيليات. لكن بعد 18 عاما لم تعد امنيات الامهات والآباء وحدها الثابتة ، الاحتلال ظل ثابتا لنصف قرن وكتابة هذه السطور تعتبر خيانة في نظر كثير.

دفع الثمن وصنع التغيير

لكن هناك شيء: هناك بدائل، هناك عدد من المنظمات الممتازة التي تدعم خيار الشباب في لحظة من حياتهم تكون مفترقا للتغير في نمطها بعيدا عما تم تعليمنا عليه كخيار صحيح يجب ان نقتفيه، لقد قابلت بعضهم وعرفت ان المشاركين في هذه المنظمات تهتم بالمجتمع الاسرائيلي – شخصيته الاخلاقية وليس فقط صورته-  وليس اقل من اي اسرائيلي آخر، اجرؤ على القول ان التزامهم بمستقبل افضل  للاسرائيليين والفلسطينيين هو اكثر من الاخرين.

اذا قرأت ذلك، اعتقد مخلصا انك تريد الافضل للبلاد، واذا كنت مهتما بالمجتمع الاسرائيلي هناك طرق اخرى للتأثير ، عند هذه النقطة، فان الانخراط في الجيش هو ادامة للوضع القائم وهو سيء لاسرائيل واسوأ بالنسبة للفلسطينيين.

هذا لا يعني انه ليس هناك ثمن يدفع ، واعرف ان هذا ليس سهلا ابدا، واذا اخذنا بالاعتبار التبعات ، فانني اتمنى مخلصا ان لا يقوم الناس ابدا بمواجهة هذا الخيار.  ولكن في الحالة التي نعيشها الان، وبالنسبة للفرد الذي يرغب ان يشارك في صنع مستقبل افضل لاسرائيل ، فان مقاطعة الخدمة في الجيش ستخلق احتمالا اكبر للتغيير ، على الاقل الوقوف ضد التيار، وليس الانسياق معه يمكن ان يجمع الناس حولك – اولئك الذين يقدرونك ويهتمون بك- سيفكرون بامانة مع انفسهم حول هذه المعضلة.

لا اتذكر انني فكرت بالرفض عندما كنت على وشك التجنيد، ليس لانني كنت خائفا او انني شاب مطبع، ربما فكرت ان لا اكون مختلفا عن زملائي . كنت مواليا، ربما لم اكن املك شجاعة الادعاء ، كنت سلبيا (رغم اني لم اكن)  ولم اذهب الى ضابط الصحة النفسية للحصول على اعفاء. اعرف اشخاصا فعلوا ذلك، لم اكن سوى شخص لا يعي ما تعنيه الخدمة في الجيش بالفعل.
في اليوم الذي ولدت انت فيه انخرطت انا في الجيش، وليس لدي شك انني قمت بالعمل الصحيح، وانني بجد اعتقدت ان التحديات القادمة هي طريقي، كمواطن خمهتم، ويريد ان يقدم شيئا لبلاده، كنت مخطئا.

اليوم انت تبلغ الثامنة عشرة وعلى ابواب الانخراط في الجيش، لكن حاول ان تفكر مرة اخرى بذلك، حاول ان تفكر بالطفل الذي ولد اليوم، هل ستستطيع ان تقول له انه بالانخراط في الجيش يمكن ان تساعد في تحسين وضع اسرائيل ؟

 

المصدر: +972، ترجمة: جبريل محمد

تصميم وتطوير