بالفيديو.. توثيق انتهاك إسرائيلي جديد بحق أطفال الخليل

24.03.2017 09:49 AM

الخليل- وطن: ظهر يوم 19.3.17، نحو الساعة 13:30، اعتقلت مجموعة مكونة من أكثر من 15 جنديًا في جيش الاحتلال الطفل سفيان أبو حتة (8 أعوام)، وكان قد خرج من بيته حافيًا ليبحث عن لعبة ضاعت منه. أمسك جنديّان به، وجرّه الجنود معًا إلى حارة الحريقة في الخليل وهم يطالبونه بأن يؤشّر على أطفالا كانوا قد رشقوا حجارة وقذفوا زجاجة حارقة، حسب اقوالهم، نحو مستوطنة كريات أربع.

في اليوم نفسه كانت والدة سفيان، أماني أبو حتة، برفقة اثنين من إخوة سفيان الصغار (3 و4 سنوات) ضيفة في بيت والديها في الحيّ. كانت الأمّ قد طلبت من سفيان أن يصطحب في نهاية اليوم الدراسي أخاه محمد، تلميذ الصفّ الأوّل، إلى بيت جدّه. نحو الساعة 13:30 وصل سفيان وأخوه محمد إلى بيت جدّهما. بعد أن خلع سفيان حذاءه اكتشف أنّه قد ضيّع لعبته التي اشتراها في الطريق. لم تسمح والدته بالخروج، لأنها علمت عن وجود جنود في الحيّ؛ ولكنّ سفيان تسلّل خارجًا ليبحث عن لعبته.

بعد دقائق عدّة وصل أطفال من الحيّ وأخبروا أماني أنّ جنودًا قبضوا على ابنها وأنّهم يسوقونه في اتّجاه مستوطنة كريات أربع المتاخمة.

وذكرت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية المتخصصة بتوثيق انتهاكات جيش الاحتلال، أن المتطوعة لديها مي دعنا (25 عامًا، متزوّجة وأمّ لولدين)، وثّقت ما جرى في شريط فيديو.

وقالت دعنا لـ "بتسيلم"، "في يوم الأحد 21.3.17، حين كنت أعدّ وجبة الغداء، هاتفني شقيق زوجي، الذي يسكن في الطابق الأسفل من بيتنا، وقال إنّ جنودًا قبضوا على طفل صغير وطلب منّي أن أصوّر ما يجري. أخذت الكاميرا وتوجّهت سريعًا إلى نافذة في بيتي تطلّ على الشارع. رأيت بضعة جنود، ما يقارب 12 - اثنان منهم يمسكان بطفل صغير عمره 8 سنوات كحدّ أقصى - ويركضون به نحو بوّابة كريات أربع. سمعت أحد الجنود يطالب الطفل، باللغة العربية، أن يعطيه أسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة وزجاجة حارقة على المستوطنة. كان الطفل يبكي، وكان خائفًا جدًا. حاول إقناع الجنود أنه لا يعلم شيئًا. لفت نظري أنه كان حافيًا، فقط بالجوارب".

وأضافت دعنا: رأيت أكثر من 15 جنديًا يحيطون بسفيان. اثنان منهما أمسكاه من ذراعيه وجرّوه في اتّجاه بوّابة كريات أربع. كان بعض الجيران قد تجمّعوا في الشارع وأخذوا يحاولون تخليص سفيان من أيدي الجنود.

وقالت والدة الطفل : توجّهت إلى أحد الجنود وطالبته بإعادة ابني إليّ. رفض وقال: "إذا كنت تريدين أخذه، عليك إقناعه بأن يخبرنا بأسماء الأولاد الذين رشقوا الحجارة". حاولت أن أُفهم الجندي أنّنا لا نسكن في الحيّ حيث جئنا زيارة لبيت والدي، وأنّ الولد لا يعرف أسماء أولاد الحيّ؛ ولكن الجندي تجاهل أقوالي وجرّ الجنود سفيان تارةً إلى كريات أربع وتارة إلى الطريق الصاعدة نحو منطقة جبل جوهر.

كان سفيان يرتجف من الخوف ويحاول اقناع الجنود بأنه لا يعلم شيئًا، لكن دون جدوى. استمرّ الجنود في سحبه حيث بدأوا يقتادونه نحو منازل في الحي، ومنها منزل محمد النهنوش. عندما خرجوا من هناك - بعد نحو 5 دقائق، كان سفيان يبكي. لم يعتقلوا أحدًا من هذا المنزل. لا أدري إن كان الجنود قد ضربوا سفيان داخل ذلك المنزل أو ما الذي جرى هناك. كنت أشعر بخوف كبير وقلق على سفيان. أخذت في البكاء وكنت أركض خلف الجنود من مكان إلى مكان محاولةً تخليصه من أيديهم. رأيتهم يُدخلون سفيان إلى منزل آخر، منزل عائلة أشرف أبو غزالة في هذه المرّة، وعادوا به بعد دقائق، وفق ما أوضحت الأم.

جرّ الجنود سفيان إلى شارع جبل جوهر، وهناك حاولت إحدى النساء سحبه من أيديهم. وفي هذه الأثناء تجمّعت نساء أخريات حول الجنود، وفي النهاية نجحن في تخليص سفيان وإعادته إلى أمّه.

تصميم وتطوير