نادية حرحش تكتب لوطن: أجمل الأمهات التي انتظرت طفلها ...ثكلت قلوبنا يا أم الشهيد

24.03.2017 11:02 AM

لا.... انها ليست اجمل الامهات ، هي اكثر نساء العالم حزنا وصدمة ...هي تلك المثكولة المفجوعة ،المتألمة الى الأبد.

كيف يكون للجمال مكانا مع حزن سيعلم ملامح الوجه وصدمة لن تستيقظ منها الا بصيحة في كل لحظة سترافقها الى نهاية عمرها ...الذي انتهى.

ام الشهيد هي تلك ... ام محمد الحطاب بالامس ، وام كل شهيد لا نرى دموعها ونفرض عليها الزغاريد ..لان ابنها صار شهيدا.

كيف لنا ان نقنعها انه استشهد ولن يعود . كيف لنا ان نفسر لها ان ابنها هو قربان في طريق الحرية ؟ كيف لنا ان نواسيها وشهداؤنا تغتسل بهم تربة هذه الارض التي دنسها خنوعنا نحن الشعب ، وتلك القيادة التي تبيع ترابنا المتطهر بكل هذا الدم من اجل مد نفوذ وتواجد لا معنى له.

كم حرقتنا بدموعك يا ام الشهيد ؟

فكيف ستكون حياتك بعد اليوم. اذا ما اشتعلت دموعك المذروفة نارا في عيوننا، فكيف لقلبك المفجوع ؟

اي كلام يمكن ان يقال ؟

اي رثاء ممكن ان يكتب ليخفف لهيب دموعك المتحرقة ؟

اي تعويض سنتمناه لك ؟ اي مواساة سنقدمها ؟

كم خفت من هذه اللحظة وانت تقدمين العزاء لام ليث قبل سنة؟ كم حزنت عليها ؟ كم بكاها قلبك ؟

ايا ام الشهيد عذرا ...

فلن يكفف الكلام جرحك العظيم . ولن ترى تحررا دفعته دماء ابنك عن قريب.

كم نحتاج واياك الى ايمان ، بأن هناك في الاعلى لا بد من وجود حق.

كم نحتاج واياك الى التسليم بأن الجسد فان والروح باقية وسيبقى وليدك في روحه يحوم ارجاءك يخفف عنك.

كم من تمني ؟ كم من رجاء ؟

عذرا يا ام الشهيد ...

حتى الكلمات تخرج باكية غاضبة لا مواساة فيها ...

عذرا يا ام الشهيد واسمحي لي ان ابكي واصرخ معك ...

فبأي حق يتم اختيار ابنك ليكون هو قربان هذا الاحتلال الغاشم ؟

اين الامن والامان ؟

لماذا يحتاج اطفالنا للخروج في رحلة التحرر القاتمة هذه وهناك سلطة جاءت لتكون هي من يقوم بهذا ؟

لماذا تدفع الامهات ثمن هذا الاحتلال ، فيما تحافظ السلطة في المقابل على وجوده ؟

تبا لكم جميعا ....

فحرقة دموع هذه الام ستبقى لتذكرنا الى الابد بهوانكم ، بخنوعكم ، بجبنكم.

ايا ام الشهيد عذرا ...

ستبقى صرخاتك اقوى من كلمات اغنية لم يكن صاحبها اب شهيد ولم يفهم ابدا دموعك الحارقة هذه ...

ايا ام الشهيد عذرا ...

دموعك وصرخاتك هي نفسها دموع كل ام فلسطينية وصرخاتها ...

كل ام لا تزال تربي ابناءها على حب الوطن وحلم الحرية.

دموعك دموعنا ...

صرخاتك صرخانتا ....

ثكلت قلوبنا ...

بكيناك خوفا ورعبا ...

لأننا كلنا نمشي في نفس الطريق ...

تلك التي بها الامن معدوم ، والاحتلال يغلل فيها وجودنا يصفي بنا عرقيا بكل لحظة ولحظاته الممكنة كثيرة ...

ابكي واصرخي واغضبي ...فلا يوجد ما يواسي المك ووجعك ولا يوجد ما يعوض حرمانك وفقدانك...

فلقد تم ابتلاؤك ...

ويبقى الايمان بعدل ما فوق هذه الارض في سماء سنلحق اليها هو الرجاء.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير