المال لا يجلب السعادة

24.03.2017 05:27 PM

وطن: تضاعف دخل الفرد في الصين خمس مرات تقريبًا في ربع القرن الماضي، إذ بات بمقدور مئات الملايين من الناس اقتناء أجهزة تلفاز ملونة ومكيفات هواء وغسالات وثلاجات لأول مرة في حياتهم. ومع ذلك لم تجلب لهم تلك الأموال والمقتنيات السعادة التي ينشدونها.

وفي واقع الحال، تراجعت معدلات السعادة في الصين خلال الفترة من 1995 حتى 2005، وبات الصينيون على الأرجح أقل سعادة عما كانوا عليه خلال الـ 25 عامًا الماضية.

تلك هي النتائج التي توصلت إليها دراسة حديثة تضمنها التقرير العالمي للسعادة لعام 2017 والذي نُشر في وقت سابق من هذا الأسبوع.

واستندت الدراسة إلى بيانات من مسوحات مختلفة عن السعادة والرفاهية الذاتية التي أُجريت في أوقات عديدة ما بين عامي 1990 و2015.

وكانت الصين عام 1990 تتمتع بسعادة نسبية رغم فقرها مقارنة بدول أخرى بسبب ما كان يوفره القطاع العام من وظائف مضمونة مدى الحياة إلى جانب الغذاء المدعوم والسكن والرعاية الصحية ورعاية الأطفال ومعاشات التقاعد، بل حتى ضمان العمل مستقبلا للأجيال الناشئة.

وكان هذا النظام يُعرف حينها باسم "طبق الأرز الحديد".

غير أن هذا ما لبث أن تهشم مع أسرع تحولات اقتصادية تشهدها الصين في تاريخها. ومع أن الاقتصاد نما ومتوسط دخل الفرد ارتفع، فإن الأمن الوظيفي تلاشى تدريجيًا، وتفاقمت معدلات البطالة جراء إغلاق مشاريع القطاع العام الفاشلة كثيفة العمالة.

وارتفعت معدلات البطالة ارتفاعًا حادًا من الصفر تقريبا قبيل عام 1990 إلى مستويات وصلت إلى رقمين بين عامي 2000-2005، بينما شعر الآخرون بأنهم باتوا أقل أمانا وظيفيا.

من ناحية أخرى، بدت الشريحة الأغنى من السكان أسعد حالا بقليل، لكن هذا الشعور طغى عليه إحساس متزايد بالقلق وعدم الأمان لدى من هم في وضع ملائم نسبيا.

وأظهر التقرير العالمي أن الدول الأكثر ثراء وبما لها من مظلات أمان اجتماعي جيدة توفر لمواطنيها وضعا يجعلهم سعداء، وقد تبوأت النرويج المرتبة الأولى باعتبارها الأكثر سعادة من بين 155 دولة شملتها الدراسة. واحتلت جمهورية أفريقيا الوسطى المرتبة الأخيرة بسبب الفقر والحرب.

أما الولايات المتحدة فقد جاءت بالمركز الـ 14 وتايوان الـ 33 والصين الشعبية الـ 79.

وقديما قيل إن "السعادة لا تُشترى بالمال".

المصدر: واشنطن بوست

تصميم وتطوير