"الانوروا" تستجيب للضغوط وتساهم في تشويه الوعي الفلسطيني

رام الله-وطن-خالد كراجة:منذ أن جثم الاحتلال الاسرائيلي على صدر الشعب الفلسطيني، وهو يسعى بكل جهد ممكن لتشويه الوعي الفلسطيني، في محاولة لسلخ المواطن عن أرضه وقضيته معا، ويسعى الى تحويله الى انسان غير منتمي وغير مرتبط لا بقيضته ولا بارضه.

وكان ابرز ما يركز عليه الاحتلال قبل مجيء السلطة الفلسطينية المنهاج الذي يدرس في المدارس، علما ان المنهاج الذي كان يدرس هو منهاج أردني، ولكن كان يمارس عليه الاحتلال دور مقص الرقيب بالشطب والحذف وغيره من الأساليب التي تحاول طمس كل ما له علاقة بفلسطين والشعب الفلسطيني والتعبئة الوطنية.

ولم يتوقف الاحتلال عن هذا الدور حتى بعد مجيء السلطة الفلسطينية، فكان دائما يضغط بكل الوسائل والطرق من اجل ان لا يحتوي المنهاج الفلسطيني على اي من العبارات او المواضيع التي تعزز الانتماء وتحمي الهوية الوطنية الفلسطينية.

ويستمر الضغط  بحجة التحريض على العنف، ومن بداية العام الدارسي الحالي وحين انجزت وزارة التربية والتعليم المنهاج الجديد وتم توزيعه على المدارس الحكومية والمدارس الخاصة ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الانوروا" ، والاحتلال الاسرائيلي يتهمه باحتواءه على مواضيع ومواد تحرض على العنف، ويحاول الاحتلال بشتى الطرق الضغط على وزارة التربية  لتعديل المنهاج ولكن الوزارة لم تستجب لذلك، فكان الضغط على "الانوروا" التي استجابت مؤخرا باصدار تعميم على المعلمين لعدم تدريس بعض المواضيع واستبدال بعض الكلمات والجمل بجمل أخرى.

وتجدر الاشارة الى أن هذا المنهاج لاقى انتقادات واسعة على الصعيد الداخلي، بسبب ورود بعض الاخطاء المطبعية فيه، واعتبره البعض انه تجاهل التاكيد على ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، او لبعض الجوانب الثقافية التي تتماشى مع الثقافة السائدة.

وطن للانباء وفي اطار متابعتها للمنهاج منذ لحظة صدوره حتى الآن ، اجرت حوارا مع مدير عام المناهج في وزارة التربية والتعليم ثروت زيد للوقوف على أبرز ما جاء في تعميم "الانوروا" والموقف منه؟ وكيف ترى الوزارة هذه "التعديلات"؟

ثروت زيد: "الأنوروا" تخرق القوانين الدولية والوطنية بتعديلاتها المطروحة.

وقال زيد، انه بعد اطلاعه على التعميم الموجه من قبل "الانوروا" للمناطق التعليمية فقد لاحظ ان "الانوروا" تتحجج بالحيادية والاعتدال لتشطب ثوابت وحقوق للشعب الفلسطيني.

واضاف زيد ، انه على سبيل المثال يحتوي التعميم تحد بند الحيادية والاعتدال شطب عبارة ان القدس عاصمة الدولة الفلسطينية واستبدالها بانها مدينة مقدسة في الديانات السماوية اينما وردت، اضافة الى ذلك استبدال كلمة اسرى او احتلال أو جدار يجب ان يتم استبدالها بشيء آخر لا يمت بصلة للموضوع.

واستهجن زيد استبدال كملة "اسير" في أحد دروس اللغة العربية بكلمة "أمير" في العبارة التالية : "الناس يصطفون على جانبي الطريق استقبالا الاسير" لتصبح "الناس يصطفون على جانبي الطريق استقبالا للامير"، مشيرا الى ان هذا محاولة لزرع مفهوم العبودية بدل مفهوم التحرر في عقول الطلاب.

واشار زيد ، ان "الأنوروا" خرقت القانون الدولي وقوانيين حقوق الانسان بتعديلاتها، وخاصة ان حذف كلمة الجدار والاسير علما ان قرار محكمة لاهاي أقر بعدم شرعية الجدار، وقوانيين حقوق الانسان تعتبر الاسرى الفلسطينيين هم اسرى حرب.

واكد زيد، ان مرجعية الوزارة في اعداد المناهج هو القانون الاساسي الفلسطيني ووثيقة اعلان لاستقلال، علما ان "الأنوروا" استندت الى اتفاقية "أوسلو" المنتهية أصلا والتي لا يجوز اعتمادها كمرجعية لمناهج تعليمية كونها اتفاقية مؤقتة وتنتهي بانتهاء وقتها.

واوضح زيد ان أيضا تم استبدال المدن الواردة بالمنهاج من ارضي عام 48 مثل يافا وحيفا تم ستبدالها بمدن من الضفة الغربية، وفي احد العبارات التي تشير الى ان "النقب هي صحراء فلسطينية" تم شطبها واستبدالها بعبارة "الصحراء لها بيئتها الخاصة".

وعما اذا كان بامكان "الانوروا" التغيير في المنهاج، قال زيد، ان "الانوروا" لا تستطيع التغيير في المنهاج المطبوع ولكن هي تحاول ان تتلاعب في المنهاج المنفذ من خلال تدريب المعلمين واصدار التعميمات حول كيفية التعامل مع بعض المصطلحات والكلمات والجمل.

ثمة أشياء كثيرة قد تكون ذات أولوية كبرى بالنسبة للشعب الفلسطيني، لكنها لن تكون أكثر من أولوية حماية الوعي الفلسطيني والدفاع عن محاولات تزيفه وتشويهه.