جهاد حرب يكتب لـ"وطن": 17 نيسان تحدي الفلسطيني

07.04.2017 10:57 AM

اعلان الحركة الاسيرة الاضراب عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني (السابع عشر من نيسان) عمل له رمزية ومفاعيل متعددة وابعاد كثيرة. وهو "الاضراب عن الطعام" حالة من التضحية الجسيمة بالنفس، لا يعلمه الا من قام بذلك لخطورته على الانسان لكنه في الوقت نفسه هو السلاح الأخير للأسرى للحفاظ على حياتهم وكرامة نضالاتهم في مواجهة الاحتلال وسجانيهم.

أولى رمزية هذا الاضراب أنه يأتي في يوم الاحتفال بالأسير الفلسطيني الذي قدم على مذبح الحرية سنين عمره وزهرة شبابه في أقبية التحقيق وزنازين سجون الاحتلال الامر الذي يمثل تحديا للكل الفلسطيني لتدبر موقعة الاضراب بحد ذاتها. وثاني رمزية تتمثل بأن موعد هذا الاضراب يصادف الذكرى الثلاثون لأول اضراب عن الطعام موحد خاضته الحركة الاسيرة عام 1987 في سجون الاحتلال الإسرائيلي؛ حينها أحدث الاضراب فارقا في مسيرة هذه الحركة رغم ما شابه من ضعف في التنسيق من جهة ومسيرة الحركة الوطنية في بواكير انتفاضة الحجارة من جهة ثانية.

والرمزية الثالثة تتمثل بوحدة الحركة الأسيرة ما يشير الى وحدة الفعل النضالي الفلسطيني بالتضحية بدلا من العِراقِ على الكراسي والنفوذ والسيطرة مما ينعكس، في حال توسعت حركة الاضراب وضمت جميع الطيف الفلسطيني، على حالة البلاد التي تعاني من شرذمة وتباعد وانقسام يقترب من الانفصال أكثر من ذي قبل.

بكل تأكيد الاضراب عن الطعام رسالة واضحة للسجان وغيره بحيوية أسرى الحركة وقدرتهم على الفعل المؤثر ليس فقط في حياتهم داخل سجون الاحتلال بل في حياة الشعب الفلسطيني وكتابة التاريخ الوطني بما فيه من تطوير للأدوات النضالية واستعادة الوحدة وتعزيزيها.

هذا الفعل النضالي الجماعي يعيد مسيرة العمل الوطني إلى طريقه القويم، بعد ما أرهقته النضالات والبطولات الفردية، بتجسيم بطولة جماعية لأسرى الحرية وعشاقها. ربما يفعل الاسرى ما عجز عنه الاخرون من توحيد الجهود لإنهاء الانقسام. كما أن هذا الفعل يفرض على المؤسسات العاملة في شؤون الاسرى، بأطيافهم واطيافها، بالسمو الى مكانة الفعل والتحدي بأدوات اسناد ومناصرة بشكل موحد تنسجم مع عظيم فعل أسرى الحرية وعشاقها ويحترمه، وبشكل تصاعدي يترافق مع أيام الاضراب المتواصلة وصولا للنصر المحتم للحفاظ على حياة الاسرى وكرمتهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير