في وثيقة نشرتها سي اي ايه: منذ 30 سنة خططوا لاسقاط حافظ قبل بشار الاسد

13.04.2017 04:30 PM

وطن:  الحلقة الاولى

ضمن الوثائق التي افرجت عنها وكالة السي اي ايه نقدم لكم هذه الترجمة لوثيقة كتبت عام 1986 حول ضرورة التخلص من نظام حافظ الاسد وفيها تطرح سيناريوهات متعددة، لاسقاط الاسد في بؤرتها دعم دور الاخوان المسلمين في سوريا.
التاريخ: 3/7/86 ملف36 مختومة بتاريخ 30/7/ 1986
رقم الوثيقة: GIM86-20099L
 

من: مدير الشؤون الدولية
 

الى: عدد من الشخصيات والمسؤولين الامريكيين الكبار بينهم دينيس روس وريتشارد ميرفي وآخرين
الموضوع: سوريا: سيناريوهات التغيير السياسي الدراماتيكي

1. هذه المذكرة تعرض عدد من السيناريوهات الممكنة والتي يمكن ان تقود الى اسقاط الرئيس الاسد او تغيير دراماتيكي في سوريا.  ولهذا فهي تكمل تقديرات مجتمع المخابرات والتقديرات التي تركز على التطورات المستقبلية المحتملة في سوريا. ربما يكون التحليل مستفزا، ويهدف الى الوضوح ويقفز الى واجهة تفكيرنا تعدد التحديات التي تدفع نحو التغيير السياسي في سوريا في السنوات القادمة، ولان التحليل خارج السياق سيكون عرضة لسوء الفهم فقد تم تقييد توزيعه خارجيا، لذا نرجو ان تقيدوا تدويره في مكتبكم ولا تعيدوا صياغة او نسخ الوثيقة، ونرحب بافكاركم  واقتراحاتكم حول التحليل .

2. سوف نرسل لكم اوراقا مشابهة حول بلدان اخرى حينما تكتمل.

مقدمة

تكشف هذه المذكرة سيناريوهات يمكن ان تقود الى اسقاط الرئيس السوري حافظ الاسد، وبالتحديد تسعى هذه المذكرة لتوضيح الاشخاص والمجموعات التي يمكن ان تدفع او تعيق محاولات الاستيلاء. وتعرض المذكرة مؤشرات يمكن ان تؤدي الى بيان  سيناريوهات محددة. التحليل مستفز قصدا، ولا يحاول ان يتنبأ بنتائج مرغوبة  الا في التوجهات العريضة. عدا عن ان التحليل يقدم طريقة مبنية للتفكير حول التغيير السياسي الدراماتيكي  في سوريا على قاعدة الاحداث الملاحظة  وفي نفس الوقت توليد قدرة اعلى على تمييز التبعات المحتملة  للتطورات المهمة.

ملخص تنفيذي:

السنوات الستة عشرة التي حكم فيها حافظ الاسد،تبرز التوتر تحت سطح السياسة السورية،، تحكم سوريا من قبل اقلية علوية يمتعض منها اغلبية السنة  حيث حرموا من الحكم عقدين من الزمن ، الطائفية تنخر النخبة السياسية والعسكرية السورية، ويمكن هنا ان تعود سوريا للانقلابات العسكرية التي اعتادتها سابقا قبل حكم حافظ الاسد.

اننا نقدر ان السيناريو الاكثر احتمالا للتغيير الدراماتيكي في سوريا  هو صراع في السلطة على الخلافة، ورغم صحته العليلة ، اما ان يفشل الاسد في تحديد خليفة او ان يوفر عملية انتقال للسلطة، هل سيسمي شقيقه رفعت لخلافته او هل سيقوم شقيقه بفرض نفسه بعد وفاة الاسد  او عدم قدرته على ادارة البلاد، نعتقد ان خصوم رفعت من العسكريين سيطيحون به.

ان سوء ادارة الصراع مع اسرائيل او دور سوريا في لبنان يمكن ايضا ان يستدعي انقلابا على الاسد. سوف يتحرك العسكر الذين يسيطر عليهم العلويون سريعا  وفي رأينا  اذا حصلت نكسة في احدى المناطق  تؤدي الى عدم استقرار داخلي فان ذلك سيعرض السيطرة العلوية للخطر.

لقد توقف التوتر في السنوات الاخيرة بين العلويين والسنة ، لكن احتمال اندلاع عنف مجتمعي لا زال قائما ، فقد انتهى تمرد سني جرى في اواخر السبعينات واوائل الثمانينات  عندما سحق الاسد الاخوان المسلمين  الذين كانوا رأس حربته. ورغم اننا نقدر ان الخوف من الانتقام ووجود مشاكل تنظيمية  داخلية جعلت من قيام تحد سني ثان صعب الاحتمال، الا ان رد فعل الحكومة  المفرط  تجاه تمردات هامشية للسنة  يمكن ان يستدعي  اضطرابات من الحجم الاكبر. في كل الاوقات يمتلك النظام الموارد لسحق حركة المعارضة السنية ، لكننا نعتقد  ان العنف المنتشر في كل المواقع بين المجموعات الشعبية  يمكن ان يثير اعدادا كبيرة من الضباط السنة ويجيشهم لاجل تجهيز المسرح لحرب اهلية.

تحت كل الظروف سيبقى موقف موسكو في سوريا قويا، ولكن هل ستعاني سورية من هزيمة عسكرية مدمرة اخرى على يد قادة اسرائيل الجدد يدفعها للبحث  في كل الاتجاهات عن مصادر تسليح،  الانتقال الى مصدر تسليح غربي يمكن ان يستدعي جهودا موازية للحصول على معونات مالية غربية  ودعم غربي.
بعيد عن تأثير هزيمة كبيرة على يد اسرائيل ، يعتمد موقع موسكو في سوريا  على تجميل وجه النظام، استمرار السيطرة العلوية  سيكون الاكثر فائدة للمصالح السوفياتية ، ان قيمة النظام العلوي بالنسبة لموسكو  سوف تضمحل اذا وقعت الحكومة الجديدة ضحية للحروب السياسية الداخلية، دافعين السوفيات لاتخاذ موقف الى جانب طرف من اطراف صراع النخبة الدائر ، اذا كسب السنة السلطة سيضعف موقع السوفيات  بسبب انتقام السنة من دعم السوفيات للعلويين.

من جهة واشنطن، نعتقد ان النتيجة الاسوأ هي قيام انقلابات عسكرية متعاقبة  بسبب الصراع على خلافة الاسد او بسبب نكسة عسكرية كبيرة، ان ممارسة الاسد لتوزيع السلطة بين مساعديه  يمكن ان يصعب على قائد واحد  الامساك بلالسلطة ، والصراع الطويل بين النخب سيعيد سوريا الى نمط من عدم الاستقرار المزمن  ساد قبل الاسد وسيكبد سوريا خسارة ، ان تغيير القيادة يمكن ان الجهود  لتشكيل اتفاقات دبلوماسية مع سوريا، وحكومة ضعيفة في دمشق يمكن ان يرفع من جاذبية سوريا كقاعدة للارهاب.

موقف الولايات المتحدة من سوريا  ربما لن يتغير بتشكل نظام عسكري علوي جديد يقوم باتباع نفس سياسة الاسد. اننا نتوقع ان النظام سيستمر في تواجده في لبنان اضافة لاستمرار مواجهته مع اسرائيل عدا عن استمرار دعمه للارهاب  وحفاظه على الروابط القوية مع الاتحاد السوفياتي.
اننا نقدر ان مصالح امريكا في سوريا يمكن ان تكون افضل حالا مع نظام سني والذي يمكن ان يشمل معتتدلين نسبيا مهتمين بتأمين مساعدات غربية  واستثمارات، مثل هذا النظام ربما يكون اقل اندفاعا نحو تصعيد التوتر مع اسرائيل.

المشهد الحالي

حسب السفارة الامريكية  في دمشق فان موقف الرئيس حافظ الاسد قوي ، حيث تتمتع سوريا باستقرار غير مسبوق ودرجة كبيرة من الاحترام في العالم العربي، وآخذا بعين الاعتبار الانقلابات السابقة عليه قبل عام 1970، فقد سيطر الاسد على العسكر من خلال شبكة من الهيئات الامنية وبوحدات عسكرية متخصصة  يقودها موالون طوع يده. ان تقديم بعض التنازلات لمجموعات سنية مؤثرة  وبشكل خاص التجار السنة وجرعات كبيرة من قوة القمع قلصت احتمالات العصيان المدني. ان مواجهة الاسد لاسرائيل ومناوراته في لبنان قد اضافا الى مكانته بين الشعب السوري من خلال جعل سوريا لاعبا اساسيا في الشرق الاوسط.

ان استقرار سوريا يستند الى مهارة الاسد الذي تتدهور صحته ، فقد تعرض لنوبة قلبية عام 1983. (فراغ فقرة محذوفة) لم يعين خليفة له، وألية الخلافة المحددة في الدستور السوري لم تختبر حتى الان.، هناك طائفية خطرة تحيط  برفعت تحاول استقطاب النخب السورية منذ عام 1985، لكن رفعت يعيش في منفى اختياري في باريس.

حسب السفارة الامريكية نعتقد ان افعال رفعت تحركها مخاوفه من ان معارضيه حاولوا تجريده من السلطة.
تدخل الاسد لينهي معركة مفتوحة وعين من خلال تسوية بين متنافسين ثلاثة نواب للرئيس ، وبعد اقالة رفعت من قيادة سرايا الدفاع عوضه بان يكون نائبا للرئيس للشؤون الامنية، فيما خصم رفعت اللدود عبد الحليم خدام اصبح نائبا للرئيس للشؤون الخارجية، والقائد البعثي محمد زهير مشارقة نائبا للرئيس للشؤون التربوية والثقافية.

على كل حال لم يقتنع لا رفعت ولا شركائه بالتفصيل الجديد، تاركين نظام الاسد الهش لمزيد من الصراعات الداخلية . لاحظ عدد من الاكاديميين الغربيين ان الطائفية في النخبة الحاكمة  يوازيها توتر طائفي في المجتمع . فالعلويون الذين يسيطرون على الحكومة السورية  كانوا ريفيين مهمشين ويعملون في الغالب عند ملاك كبار من الاغلبية السنية  وحسب السفارة الامريكية فان برامج التنمية التي قادها الاسد قد افادت المناطق الريفية  على حساب المدن حيث يتركز السنة فيما كان التأميم وبناء الصناعات الكبيرة قلص حظوظ تجار السنة ورجال اعمالها. الاصلاحات الاشتراكية للنظام الاقتصادي والصحوة الاسلامية  قادت الى انتفاضة مسلحة من قبل الاخوان المسلمين ومجموعات سنية اخرى ، ولكن بعد هجومه على حصون السنة القوية استطاع الاسد سحق التمرد عام 1982 مخلفا آلاف الضحايا.

الاقتصاد هو المشكلة الاكثر ضغطا في سوريا فيما الامال بتحسن قريب ضئيلة ، لقد تناقص الناتج القومي الاجمالي  خلال السنوات الثلاث الاخيرة، كما تقلص حجم الاحتياطي من العملات الصعبة مما صعب من الاستيراد للسلع الاستهلاكية الاساسية  فيما يمتص المجهود الحربي اكثر من نصف مصروفات الحكومة ، وقالت السفارة الامريكية في دمشق ان الغالبية العظمى من السوريين يجدون بصعوبة احتياجاتهم الاساسية ، لقد اعتمد الاسد بشدة على المساعدات الخارجية  للحفاظ على اقتصاد نشط، لكن المساعدات من الدول العربية المعتدلة تناقصت من 1.8 مليار دولار عام 1981 الى 800 مليون فقط في عام 1985 ، كما ان التوترات الخليجية مع ايران تشكل تهديدا يقلص المساعدات القادمة من طهران.

الجهودالمبذولة من وزير الاقتصاد محمد العمادي عبر توسيع مجال عمل القطاع الخاص  ربما تكون فعالة، لكن السفارة في دمشق  تقول ان العمادي يواجه مقاومة من متشددي البعث  يقودها عبد الرؤوف الكسم. وحسب السفارة فان الاكتشاف الحديث لبئرين نفطيين  يمكن ان يحسن الاقتصاد  ولكن ليس قبللا سنتين من الان  مؤقتا  نعتقد ان تأثير اكتشاف النفط وريعه ربما يضعف توجهات الاسد  لاصلاح الاقتصاد المصاب بسياسات اشتراكية غير فعالة  ومدراء ليست لديهم حوافز.

ان تواجد سوريا في لبنان  ومواجهتها مع اسرائيل  ربما يولدان تحديات لحكم الاسد، وفي نظرنا فان الاسد قلص الدور المباشر في لبنان من خلال العمل فقط مع المليشيات، لكننا نعتقد انه مصمم على الهيمنة السورية  وذلك لفحص تأثير اسرائيل ومنع لبنان من التحول الى قاعدة لعدم الاستقرار ضد سوريا. يستطيع الاسد ان يوسع الدور السوري في لبنان الى مستويات غير مقبولة للعسكر والناس او بالعكس  ربما يحبط العسكريون من ردوده باتخاذ اجراءات اكثر قوة، لقد تجنب الاسد بشكل عام  تحركات يمكن ان تستفز اسرائيل نحو حرب، لكننا نعتقد ان طريقه لتحقيق التوازن الاستراتيجي  مع اسرائيل  يمكن ان يؤدي الى صدام مسلح  ربما يقوض وضع الاسد الداخلي  اذا اساء ادارة الموضوع او تلقى نكسة قوية.

تشكل سوريا مركز تأثير موسكو في الشرق الاوسط  ولهذا فان لموسكو  مصلحة كبيرة في التحولات السياسية الرئيسية في القيادة السياسية السورية، يزود الاتحاد لالسوفياتي وحلفائه في اوروبا الشرقية  سوريا بكل سلاحهاويزود السوفيات سوريا  بالسلاح اكثر من اي دولة في العالم الثالث، ورغم اعتماده على المساعدات العسكرية الروسية بقي الاسد حذرا من التأثير السوفياتي المتعاظم  وفي نظر المراقبين الدوليين  استعرض استقلاليته  باتخاذ اجراءات ضد الرغبات الروسية مثل غزو لبنان عام 1976، لقد تسامح الروس مع استقلالية الاسد ولكننا نعتقد ان اجراءات الاسد هذه  او من يخلفه ستثير موسكو بجد  وربما تدفعها للتدخل المباشر عبر دعم فصائل تريد حماية المصالح السوفياتية.

اللاعبون الرئيسيون

الدائرة الداخلية للاسد

السلطة في سوريا محصورة بدائرة داخلية من خمسة مستشارين اثنان علويان يشرفان على المؤسسة الامنية والعسكرية، مع مسؤوليات خاصة لفحص التحديات الداخلية للنظام، فيما القوة المضادة للانقلابات تحزم القصر الجمهوري، كل مستشار هو مقرب جدا للاسد وهو جزء من القرار وبهذا فان كلهم في مواقع قوية تجعلهم خلفاء للاسد.
 

رفعت الاسد

قوة رفعت في مستوى منخفض لكننا نعتقد انه سيظل لاعبا رئيسيا وخليفة متوقعا ، لقد فقد رفعت قاعدة قوته في صراع السلطة عام 1984، رفعت انتهازي وقح وسمعته كفاسد وقمعي اضرت بصورته

وبالرغم من القضية الواسعة والفرص الواضحة له فان حافظ الاسد لم يطرد رفعت خارج البلاد هذا يشير الى ان مصدر قوة رفعت – علاقته بحافظ- لا زالت قائمة . في عام 1985 وحسب السفارة في دمشق قام الاسد بافشال محاولات خصوم رفعت  ازاحته من الجسم الحاكم في حزب البعث.  وفي رأي السفارة ربما يرى الاسد في رفعت جزءا اساسيا من النظام الذي حافظ على الرئيس حاكما اكثر من اي رئيس سوري آخر.

شخيصات اخرى مرموقة

هناك اشخاص قويون لكن ليس في مستوى دائرة الاسد الضيقة بل في مواقع يمكن ان تجعلهم يلعبون دورا في مستقبل الصراع على السلطة  وتتضمن:
مصطفى طلاس: وزير الدفاع ونائب رئيس الوزراء ، يمكن ان يكون خليفة للاسد ولكن كونه سنيا لن يكون سوى رئيسا اسميا.
حكمت الشهابي:  رئيس اركان الجيش وهو سني ويعتبر مرشحا مثل طلاس وبصفاته

عبد الحليم خدام: نائب الرئيس للشؤون الخارجية  وهو سني آخر  ربما يصبح رئيسا شكليا، انه شريك الاسد في الانقلاب  وهو مستشاره السياسي الاساس.
عبد الرؤوف الكسم: رئيس الوزراء ، سني يتعرض لانتقادات كثيرة
محمد العمادي: وزير معين حديثا للاقتصاد والتجارة الخارجية ، تكنوقراطي متعلم في الغرب  وسني ربما يقوى تأثيره  اذا نجح برنامجه حول توسيع القطاع الخاص في تحسين الاقتصاد.

الجيش

لا زال الاسد مسيطرا بشكل محكم على 400 الف عسكري من خلال انخراطه في الشأن العسكري مباشرة مستخدما المخابرات  كرقيب عليه كما يعين بشكل سياسي علويين يركن اليهم كضباط كبار ، لذا لا يوجد دليل على نشاط  مهم مضاد للنظام في جيوب الجيش الطائفية  او على الاقل تعرض التماسك للخطر. يشكل السنة 60% من الضباط لكنهم متركزين في الرتب الصغيرة والمتوسطة، كما ان غالبية المجندين من السنة. اننا نعتقد ان تجديد العنف المجتمعي بين العلويين والسنة ربما يحفز السنة في الجيش  الانقلاب ضد النظام.

حزب البعث

يترأس الاسد حزب البعث كما ان بع غالبية من الضباط العلويين ، بعد القوات المسلحة، يشكل الحزب المؤسسة المفتاحية في حكم سوريا حيث يمتلك شبكة من المنظمات تغطي مساحة القطر ترعى تطبيق  برنامج النظام الاشتراكي ، لذا فالبعث يضع سوريا بعيدا عن اقطار اخرى في المنطقة  وخاصة ايران حيث ان المؤسسات الدينية  وقادة المذهب يشكلون الحياة السياسية ، ورغم ان الحزب وآليات عمله توالي النظام الا اننا نعتقد انهم سيقاومون التغييرات التي يمكن ان يتخذها الاسد او خليفته لتقويض مكانة الخزب.

العلويون

يشكل العلويون حوالي 12% من السوريينوهم داعمون اساسيون للنظام، وقد ضمن الاسد ولاءهم عبر تركيزهم في المراتب العليا في الجيش والحكومة وعبر تبني سياسات تفضل الارياف.  ورغم ان الامية بين العلويين متدنية 10-15% هناك علويون متعلمون ونخبة منهم تنتقد الحكومة  ينقسم العلويون الى اربع مجموعات كل مجموعة تضم ما بين 7-10 قبائل وكل واحدة لها زعيمها الديني الخاص وتوجد هناك منافسات بين القبائل  ويمكن ان ينشأ صراع في الجيش او الحكومة بين العلويين انفسهم  ونعتقد ان التقسيم القبلي والولاء للقبيلة يمكن ان ينتعش.

السنة

يشكل السنة حوالي 60% من المجتمع السوري وهم يشكلون الغالبية العظمى من سكان المدن، استولى العلويون على الحكم من السنة في الستينات وامموا الصناعات الرئيسية  وتركوا السنة في زاوية صغيرة من الاقتصاد الذين كانوا سادة فيه، لقد تحمل السنة  التراجع الاقتصادي  الذي اثر على المدن اكثر من الريف. وصلت معارضة السنة للحكم العلوي ذروتها في اواسط السبعينات عبر صحوة اصولية  عنيفة  قادها الاخوان المسلمون، وانتهت مقاومة السنة عام 1982 عندما قتل الجيش الافا من السنة في مدينة حماة.

ورغم ان قمع الاخوان المسلمين قد قلص العصيان المسلح نقدر ان هناك احتمالا مهما لتجدده  ولو عبر حركات سنية اخرى. جزئيا كان دور الاخوان استغلال وادارة نشاطات معارضة من خلال منظمات اخرى بما فيها نقابات مهنية التي تشارك في اضرابات عامة، طلاب يتظاهرون اساتذة جامعات يقدمون استقالات جماعية وتجار يغلقون محلاتهم ، مثل هذه الجماعات لا زالت موجودة  وتحت قيادة مناسبة يمكن ان يتجمعوا في حركة قوية.

هل يمكن لتحد سني جديد للنظام ان يولد، هناك قطاعات معينة من السنة يمكن ان تلعب دورا كبيرا . انها تضم تجار المدن وصناعيين تأثروا من التأميم  والذين يشكلون دعامة للاخوان، الطلاب السنة ، المثقفون  والمهنيون الشباب  الذين شكلوا في السابق عمود القوة المسلحة للاخوان، ومادة الاخوان التي يمكن ان تشكل قيادة مستقبلية لها  وللسنة .

ترجمة جبريل محمد

تصميم وتطوير