عبد الرحمن التميمي يكتب لـوطن: نريد فتح الغلابة لا فتح الغلبانة

15.04.2017 09:18 AM

مسيرة فتح التاريخية والطويلة تستدعي الاهتمام من باب المسار التاريخي لهذه الحركة والتعرجات التي إصاب مسيرتها على عدة محاور منها المشروع والبرنامج السياسي وطبيعة وخلفيات القيادات السياسية ، وقدرة الحركة على استيعاب المراحل التاريخية والتأثيرات الإقليمية والدولية , واليات صناعة القرار ، وهنا تقتضي الحاجة لأقصاء البعد الأخلاقي في التحليل .فليس منا من شك في عطائها وتاريخها ورموزها ، ولكن الأهم هو تقييم حالها الحاضر ومستقبلها وهذا يحتاج الى بحث اكاديمي رصين ليس مكانه الان . ولكن دراسة المؤشرات الرئيسية لمسار الحركة قد يدل على مستقبلها المتوقع.

أولا: البرنامج السياسي : يبدو ان فتح لم تعد تمتلك برنامجا سياسيا واضحا فنظره على ما حدث في المؤتمرين الاخرين للحركة يلاحظ ان البرنامج السياسي يعتمد على متغيرات اقليميه ( وهذا ممكن ) ولكن التعامل مع هذه المتغيرات بالضرورة ان يكون لها مرجعية سياسية برنامجيه . بمعنى أخر ان البرنامج السياسي لفتح غير محدد المعالم وخاضع لاجتهادات قد تكون متباينة جدا وهذا تاثيره على المستقبل في حال فشل مشروع التسوية ان تفقد فتح هويتها الجامعة لأطياف فكرية مختلفة .

ثانيا : القيادة السياسية : ان فقدان فتح لعدد كبير من القيادة التاريخية افقدها الصورة الرمزية في ذهن الشباب ( 50% من الشعب) التي لا تحمل صوره ذهنية ذات معنى لقيادة فتح الحالية ، وهو ما يلحظ من ان مركز الحركة القيادي لا يسيطر على أطرافها من الشباب، وهذا مستقبلا يعني أن الأطراف ( الشباب ) ستحاول السيطرة على المركز ( القيادة ) وبالتالي ستخرج فتح اكثر تكنوقراطية من انها ثورية، ونظره فاحصة لبعض اعضاء اللجنة المركزية الشباب (مع احترامي لهم ) فهم أكثر تفكير

تقني منه ثوري سياسي وهو الذي يعني أن الفكر التكنولوجي سيهزم الأيديولوجي

ثالثا : المؤشر المركزي: تحول فتح من حاضنة لسواد الأعظم من الجمهور وراعية مصالحهم بغض النظر عن أفكارهم الى حاضنه حزبية لمصالح أعضائها وهذا بالضرورة سيؤدي الى اتساع الهوة بينها وبين من لا تستجيب لمصالحهم الامر الذي يعني أن فتح ستركز مستقبلا كأي حزب سياسي على السلطة واستلامها وليس على المشروع الوطني الجامع

رابعا : المشروع الوطني : فشل المشروع الوطني بالضرورة سيغير فتح وبالتالي هي تشعر انها لم تعد المسؤول الرئيس في الإجابة على الأسئلة الاجتماعية والاقتصادية وهي مرتبكة في الإجابة وهذا ما حدث في التعامل مع أزمة غزة

خامسا: التعامل مع العامل الإقليمي والدولي : كانت فتح ومنظمة التحرير الى حد ما لاعبا إقليميا ودوليا بنكهة ثورية( كالخبز البلدي) والحاضر يوشي بغير ذلك .وهذا يدل عل ان مستقبلها سيعطيها نكهة متغيره عن الخبز البلدي اقرب الى نكهة الهامبرغر

التاريخ مهم ومفيد ولكنة لا يصنع مستقبلا الا اذا فهمت الحاضر

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير