الجزائرية صوفيا، وراء تقدم مرشح اليسار في انتخابات الرئاسيات الفرنسية

15.04.2017 10:51 AM

وطن-وكالات: يشهد مرشح اليسار الراديكالي تقدما ملحوظا في استطلاعات الرأي. ففي الفترة الأخيرة ارتقى جان لوك ميلنشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، إلى مستوى المرشح اليميني فرانسوا فيون محققا حوالي 19% من نوايا التصويت في الدورة الأولى، وفق استطلاع للرأي أجراه معهد "بي في آ". ويدين ميلنشون بهذا التقدم لمستشارة الاتصال الفرنسية من أصل جزائري صوفيا شيكيرو.

أكدت وسائل إعلام فرنسية إنه يوجد تطور نوعي في استراتيجية مرشح أقصى اليسار جان لوك ميلنشون للوصول للرئاسة، مقارنة بحملته الانتخابية العام 2012. وتعتمد هذه النقلة على التكنولوجيا وعلى أفكار حديثة تقودها مستشارته الجديدة للاتصال صوفيا شيكيرو، ما جعله يسجل 19% من نوايا الأصوات في الدورة الأولى، وفق استطلاع للرأي أجراه معهد "بي في آ".

تشمل أشكال هذا التطور النوعي تحسينا للصورة الشخصية، فيقدم ميلنشون نفسه على أنه ناشط بيئي ويقول إن نظامه الغذائي قائم على الكينوا (نوع من الحبوب)، ويحقق بذلك انسجاما بين أسلوب عيشه وخطابه السياسي المدافع عن سياسة زراعية رشيدة.

من جهة أخرى استعان ميلنشون بالتقنيات الكنولوجية الحديثة عندما أطلق حملته الانتخابية في تجمع في ليون الأحد 6 فبراير/شباط 2017 حيث استخدم صورة ثلاثية الأبعاد (هولوغرام) جعلته يبدو وكأنه يخطب بالتزامن في باريس.

ظهر أيضا ميلنشون على غير عادته في برنامج "طموح خاص" الذي يعرض على قناة "إم6" الفرنسية ليتقرب من جمهوره، فبدى وكأنه يصارحه بأسراره وطموحاته، وقال في نفس البرنامج "نوبات الغضب جزء من استراتيجيتي الاتصالية".

هذه الأفكار المبتكرة تشكل جزءا من استراتيجية جديدة للحملة الانتخابية لميلنشون (65 عاما) تقودها مستشارته للاتصال الفرنسية من أصل جزائري صوفيا شيكيرو 37 عاما.

صوفيا شيكيرو والتحركات الاجتماعية المعاصرة

"ليست قائدته وليست وكيلة إعلاناته، لكنها ذراعه الأيمن وميلنشون في حالة انصهار تام معها"، هذا ما يؤكده المحلل السياسي توماس غينولي لصحيفة "لوبوان" الفرنسية في 8 أبريل/نيسان. مضيفا "فإذا كان ميلنشون قد غير رؤيته لشكل حملته الانتخابية فإن كل الفضل يعود إليها".

صوفيا شيكيرو من أصل جزائري، حصلت على شهادة جامعية في اختصاص الاتصال السياسي وكانت مناضلة سابقة في الحزب الاشتراكي في باريس لكن ظنها خاب فيه، وفق ما نقلت ذات الصحيفة.

في السنوات الأخيرة، سافرت الشابة الثلاثينية إلى الإكوادور وكوبا والجزائر حيث راقبت عن قرب حركات النضال الاجتماعي. ففي إسبانيا، في ربيع العام 2016، درست أساليب الحزب اليساري "بوديموس"، وفي الولايات المتحدة، شاركت لعدة أشهر في الحملة الانتخابية للسيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز الذي أكدت أنها حافظت على علاقات طيبة مع فريقه الانتخابي مشيرة إلى أنه قد يأتي إلى فرنسا لمساندة ميلنشون في حال ترشح للدور الثاني وفق ما أفاد موقع فرانس أنفو.

وسائل التواصل الاجتماعي في قلب الإستراتيجية

من خلال هذه التجارب، تعلمت مستشارة الاتصال لزعيم "فرنسا الأبية" عدم الاقتصار على وسائل الإعلام الرئيسية التقليدية فقط فقد قالت لمجلة لوبوان "ساندرز وحزب بوديموس، قالوا إن الإعلام كان يتطلع إلى تهميشهم، ثم تشويه صورتهم وأخيرا تشويه سمعتهم، لتفادي كل هذا قررنا استخدام الويب".

وأشارت الشابة لتوضيح نظريتها بشأن أهمية الإعلام البديل لمجلة لوبوان الفرنسية "ترامب تدمره يوميا 80٪ من وسائل الإعلام لكنه يتجاهلها، ويوجه خطابه نحو ناخبيه فقط، وقد نجح". بالتالي اعتبرت صوفيا أنه يجب تبني هذه الأدوات الاتصالية كوسيلة أساسية لإنجاح حملة ميلنشون.

الأمر لا ينتهي هنا، فقد نقلت لوبوان عن المتحدث باسم ميلنشون، ألاكسي كوربيار أن صوفيا "تستخدم كامل قوتها على مواقع التواصل الاجتماعي" فالمستشارة الاتصالية تستغل هذه الفضاءات على غرار ساحات "حرب" موازية، فقد علقت صوفيا للوبوان "نستبق تراجعا عندما يظهر ميلنشون في القنوات التلفزيونية، لذلك نبدأ المعركة على مواقع التواصل الاجتماعي بينما لا يزال ميلنشون حاضرا على التلفزيون".

هذه الإستراتيجية التي يشارك فيها فريق من نحو 15 شخصا يساندون هذه الرؤية الحديثة، أعطت نتائج إيجابية في الحملة الانتخابية لمرشح أقصى اليسار وجعلته يحقق تقدما ملحوظا في استطلاعات الرأي وصار محط اهتمام وسائل الإعلام.

 

المصدر: فرانس 24

تصميم وتطوير