ازمات غزة الى متى...ومن المسؤول؟

16.04.2017 11:23 PM

كتب يوسف حسين: لا يغيب عن علم احد الازمات التي يعيشها قطاع غزة والتي تتوالى واحدة تلو الاخرى فما ان يعيش اهل غزة معاناة الا وتتبعها اخرى اقوى منها واشد ما بين ازمة البطالة والكهرباء واعادة الاعمار والمعابر والسفر والتنقل والفقر وغلاء المعيشة وكثيرا من الازمات والتي لا ولم يوجد لها حل حتى اللحظة بل تزداد وتشدد على اهل غزة مما تزيد من معاناتهم المتواصلة.

وفي ظل ازمة الرواتب الاخيرة والتي يعيشها موظفو السلطة بغزة والتي تضاف الى جانب الازمات السابقة لها والتي لم يعرف المسؤول عنها بالتحديد لما نراه من تبادل الاتهامات بين طرفي الانقسام وتحميل المسؤوليات على الطرف الاخر جاءت تلك الازمة لتلقي بظلالها على  القطاع ككل وليس الموظفين فحسب بما ترتب عليها من زيادة نسبة الفقر لكثير من الاسر والركود الاقتصادي للقطاع ككل.

يبقى السؤال الكبير المتداول بين الناس بخصوص هذه الازمة عن سبب الخصم من الرواتب هل كما عزت الحكومة بسبب نقص الموازنة؟ ام لأسباب اخرى تريدها السلطة تمثل انتقال من حالة القول الى الفعل للضغط على حكومة غزة للتنحي عن الحكم لصالح الحكومة؟ لماذا استخدمت السلطة هذا الوتر الحساس؟ ولماذا استخدمت الشعب والذي يرفض اغلبه حكم حماس وخاصة ابناء السلطة كورقة ضغط على حكومة غزة ولماذا في هذا الوقت بالذات؟ الم تعلم السلطة ان حماس ستستغل هذه الازمة لتعزي المشاكل والمعاناة التي يعيشها اهل غزة الى السلطة وحكومة الوفاق؟ والذي لا يوجد ادنى شك لدى كثير من الناس ان حماس جزء من هذه الازمات باعتبارها صاحبة الحكم في غزة بخلاف السلطة ان كان لها دور ايضا.

ففي ظل هذه الازمات يتساءل المواطنون في غزة الى متى ستبقى هذه الازمات تثقل كاهلهم وتعكر معيشتهم ومن المسؤول المباشر عنها هل السلطة؟ ام حكومة حماس في غزة؟

كما الفنا من الاطراف المنقسمين ما ان تحصل ازمة الا وتبدا المسرحية السياسية المألوفة من تبادل الاتهامات والتراشقات الاعلامية بين تلك الاطراف ويبدا كل طرف باتهام الاخر بانه السبب الرئيسي وراء تلك الازمة ويحمله المسؤولية الكاملة الا ان الشعب يكون هو المتفرج والمتابع لفصول تلك المسرحية والتي الفها من قبل بين تلك الاطراف المنقسمة على الوطن الممزق من الاحتلال اصلا في كل ازمة تحصل حيث وصل المواطن الغزي الى حالة من الياس والملل تجاه تلك المسرحية لأنه يعلم نهايتها حيث لن تأتي له بجديد ولا تحل مشاكله المعضلة بل وتزيد من ماسيه بما الف ايضا بان تلك المسرحية تكون مقتصرة على التشهير بالأخر والتراشق المخذل والمؤسف دون ان توجد اية حلول.

استغلت حكومة غزة ازمة الرواتب الاخيرة وبدأت بما هو مألوف عنها من تحميل المسؤولية لحكومة التوافق عن جميع ازمات القطاع من الكهرباء وغيرها مطالبة الحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاه القطاع في حين تطالب حكومة الوفاق حماس بتمكينها وتأكد جهوزيتها من ادارة شؤون القطاع فمن المسؤول اذا عن هذه المعضلة؟ ولكن حتى اكون اكثر موضوعية ان كانت حكومة غزة هي احد الاسباب التي تعرقل تنفيذ المصالحة والتي ستحل المشاكل كافة فمن ماذا تخشى؟ وعلى ماذا تراهن هل تراهن على القوى الخارجية الداعمة لها؟ هل تستطيع تلك القوى ان تدعم حركة حماس بان تتحمل المسؤولية الكاملة في قطاع غزة؟

بطبيعة الحال لن يرضى شعب غزة والشعب الفلسطيني كافة الانقسام وان تقوم حكومتين في بلد واحد فربما ما اثار الاستفزاز المبادرة التي تم طرحها على حركة حماس لإنهاء الازمة والتي تمثلت بتخيير الحركة بين ان تقوم بتسليم القطاع لحكومة الوفاق او ان تتحمل جميع مسؤوليات قطاع فكأن الوطن والشعب اصبح عندهم مزادا يتقاسمونه ولو كانت هذه المبادرة مجرد تهديد لرضوخ حكومة غزة للمصالحة حيث يجب المطالبة بشكل صريح بان تترك حماس الحكم لصالح حكومة الوفاق فحكومة غزة لا تحكم حماس فحسب بل تحكم الشعب كافة بكافة اطيافه.

ارى انه لن ولم تنتهي ازمات غزة طالما بقي طرفي الانقسام يتبادلون الاتهامات وهذا ما نراه في ظل ازمة الكهرباء المتجددة والتي تعد من الازمات المعضلة لقطاع غزة فحكومة غزة تطالب حكومة الضفة برفع ضريبة ما تعرف "البلو" عن السولار القادم للمحطة وتأكد بانها غير قادرة على شرائه وهذا هو رد الشركة في غزة وحجتها كلما اشتدت الازمة وفي المقابل تأكد حكومة الضفة بان شركة الكهرباء تملك من اموال الجباية التي جنتها من المنحة القطرية ما يمكنها من تشغيل المحطة لمدة شهر وبطبعة الحال يبقى المواطن هو الخاسر الاول من جراء تلك المناكفات المستمرة والمتجددة في كل ازمة "فمن المسؤول"؟؟

في ظل هذا الوضع الراهن والمقيت يتساءل المواطن عن من هو المسؤول الحقيقي عن تلك الازمات؟ والى متى ستبقى تثقل كاهله؟ انا اسلم بان تسليم القطاع لحكومة التوافق كي تتحمل مسؤولياتها بشكل رسمي وتدير مسؤولياتها تجاه قطاع غزة بشكل مباشر والتمهيد لإجراء الانتخابات بكافة اشكالها لتسهيل وصول حكومة منتخبة لإدارة جميع شئون الوطن غزة والضفة هو الحل والخروج من المأزق فمن يغضب من اشكال الديمقراطية والتعددية السياسية فمن لا يرضى بتلك الاستحقاقات للمواطن يكون خارج عن الصف الوطني الا ان هذا الحل لا يعدو عن كونه حلم في ظل ما نراه من تعنت المنقسمين وحكومة غزة بشكل خاص كما ارى.

وفي النهاية يبقى المواطن الفلسطيني هو الخاسر الاول والمتقلب في الازمات واحدة تلو الاخرى فليخجل المنقسمون المتعنتون وليتوحدوا ليحافظوا على هذا المواطن الذي هو اكبر كنز في المجتمع حتى يتفرغ لمواجهة صاحب الازمات الاكبر الاحتلال والذي يشكل وجوده بحد ذاته ازمة على الجميع والكل الفلسطيني لا لينشغل الفلسطيني بتلك الازمات الداخلية "فمن المسؤول"؛؛؛لنا الله...

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير