كلنا مع الأسرى

17.04.2017 06:34 AM

كتب: مصطفى البرغوثي*

في يوم التضامن مع الأسرى غدا، يبدأ أكثر من الف أسير فلسطيني الإضراب الأوسع عن الطعام، وفي مقدمتهم القادة المناضلون مروان البرغوثي وأحمد سعدات وحسن يوسف وكثيرون غيرهم ، دفاعا عن كرامتهم وكرامة شعبهم ومن أجل حقوقهم التي تطاول عليها المحتلون.

ومثلما إجترح مناضلون مثل هناء شلبي ومحمد القيق وخضر عدنان وثائر حلاحلة مآثر باستخدام السلاح الذي يملكونه في غياهب السجون بالإضراب عن الطعام ورفض التعامل مع إدارة السجون ، يلجأ المئات اليوم الى نفس السلاح، بعد أن تجاوزت القوانين العنصرية الإسرائيلية المقرة، والتي في طريقها للإقرار ضد الأسرى والأسيرات كل الحدود، من قانون التغذية القسرية ،الى رفع الأحكام على الأطفال الى 20 عاما بتهم رشق الحجارة ،الى محاكمة الأطفال دون 14 عاما ، الى إدانة الفلسطينيين دون الحاجة الى شهود ، الى حرمان الأسرى من التعليم.

وبعد أن اصبح نظام الإعتقال الإداري المخزي سلاحا يشهر في وجه كل من يعبر عن إرادة الحرية، وفي وجه حتى النواب الفلسطينيين المنتخبين من قبل شعبهم والذين يقبع ثلاثة عشرمنهم الآن في زنازين الاحتلال .

هناك ما لايقل عن ستة ألاف وخمسمائة أسير وأسيره في سجون الاحتلال، بينهم أكثر من 300 طفل، و500 معتقل إداري ،و62 أسيرة بمن فيهن أربع عشرة فتاة قاصر.

وبينهم من سجل أعلى رقم للأسر في العصر الحديث كنائل البرغوثي بأكثر من ستة وثلاثين عاما، وهناك عشرات الأسرى المرضى الذين يعاني 21 منهم من مرض السرطان أو يعانون من جراح مميتة أو بتر للأعضاء ، ويموتون كل يوم بعيدين عن أهلهم وأحبتهم .

وهناك ستة وأربعين أسيرا محررا، ممن حرروا في صفقة وفاء الأحرار، أعيد اعتقالهم وتجديد أحكامهم المؤبدة ، بالاضافة الى الأسير المحرر مازن الفقهاء الذي إغتالته يد الغدرفي قطاع غزة.

وفي كل يوم يشن جيش الأحتلال حملات المداهمة والاعتقال التي تتجاوز حصيلتها عشرين اسيرا جديدا يوميا، وفي اذار الماضي وحده إعتقلت قوات الاحتلال خمسمائة وتسعة أسرى جدد.

لا يوجد بيت في فلسطين لم يكن فيه أسير أو أسيرة . وتجاوزعدد حالات الاعتقال منذ الإحتلال عام 1967  رقم المليون .

وإذا كان شعب الجزائر يحمل لقب شعب المليون شهيد فإن شعب فلسطين استحق لقب شعب المليون أسير وأسيرة.

وإذا شئنا الدقة فإن غالبية الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والقطاع يعيشون ،منذ خمسين عاما، أسرا إحتلاليا. فغزة سجن محاصر برا وبحرا وجوا.

والضفة مقطعة الأوصال ومحاصرة بقوانين الإحتلال العنصرية .

اضراب الأسرى البواسل سيكون معركة لكل الشعب الفلسطيني ولاستنهاض طاقاته النضالية .

ومن واجبنا جمعيا الوقوف الى جانبهم ومناصرتهم واسنادهم. فقضيتهم لا تخص فصيلا أو حزبا أو جماعة، انها قضية الشعب الفلسطيني الأسير بكامله.

وباضرابهم فإن الأسرى والأسيرات يثبتون أن إرادة الفلسطيني أقوى من كل قهر، وأكبر من كل سجن، وأعظم من كل قمع، وأسمى من كل خلاف أو انقسام.

لهم كل التحية ولهم النصر، وهم الذين ضحوا بحريتهم من أجل حرية شعبهم.

 

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير