حتى لا يكونوا "رجال في الشمس".. رجال في السجون دقوا الجدران

17.04.2017 09:51 AM

رام الله- وطن- رولا حسنين: حتى لا نكرر المشهد الذي عايشناه برواية "رجال في الشمس" لغسان كنفاني، ونتألم على نهايتها وداخلنا يصرخ "كان عليهم أن يدقوا جدران الخزان، لماذا لم يفعلوا هذا حفاظاًَ عى حياتهم؟"، حتى نصبح نموذج الشعب الذي يقرع كل شيء حوله لنيل حريته، حتى نصبح الشعب الذي يطرق كافة الأبواب باحثاً عن كرامة حياة وحياة كريمة، كان لابد للأسرى أن يدقوا أبواب السجون.

يبدأ اليوم أكثر من ألف وخمسمائة أسير فلسطيني في سجون الاحتلال معركة الحرية والكرامة، معركة الأمصاء الخاوية، معركة الاضراب المفتوح عن الطعام لتحقيق عدة مطالب حقوقية يحرمهم الاحتلال منها رغم أحقيتهم بها وفق الأعراف والقوانين الدولية لأسرى الحرب.

لم تكن اتخاذ خطوة صعبة كهذه بسهولة، بل جاءت نتيجة امعان الاحتلال في فرض عقوبات اذلالية ومأساوية ضد الاسرى، ولا من مناصر لهم، ففي العامين الماضيين فرضت سلطات الاحتلال 13 قانوناً عنصرياً ضد الاسرى، واكتفينا كشعب نتابع القوانين دون أدنى تحرك لنصرتهم، حتى انتصر الاسرى لأنفسهم وقرروا خوض اضراب مفتوح عن الطعام، وعلى رأسهم النائب في التشريعي الأسير مروان البرغوثي.

وعودة الى رجال في الشمس، لم تكن رمزية الرواية هباء رغم أقدميتها، بل ما زلنا نقرأ الواقع على حقيقته، فسائق الشاحنة الفلسطيني أبو الخيزران الذي قال للرجال أن أمر عبورهم الى الكويت لن يستغرق الا 7 دقائق، فيما امتدت المدة الى 21 دقيقة فقد الرجال في فارق الزمن حياتهم،  يمثل أبو الخيزران اليوم القيادة الفلسطينية برمتها، والتي تغيب عن عذابات المواطنين دوماً، فيما تطالب بخطاباتها التفافاً شعبياً حول قضية اضراب الأسرى، ولكن هذه المرة الشعب يطالب القيادة بالالتفاف حول قضية الأسرى والعمل على انجاح مطالبهم، وتحريرهم أيضاً.

ويختلف الحال عن الرجال الثلاثة الذين لم يقرعوا جدران الخزان، فالأسرى اليوم يقرعون جدران السجون كافة، بخوضهم اضراب عن الطعام، ليرفعوا صوتهم "كرامة وحرية وحياة"، فهذا القرع سيقيم الحجة على كل مَن يستطيع نصرة الاسرى ولم يفعل، ستقيم الحجة على كل من تهاون وتخاذل وامتعض ووقف جانباً في الوقت الذي كان بامكانه أن يكون رقماً فاعلاً في دعم الأسرى.

حتى لا يكونوا "رجال في الشمس".. رجال في السجون دقوا الجدران.. حتى لا نفقد الرجال الثلاثة مرة أخرى، وهم في عددهم الذي يتجاوز الـ 1500 أسير، وحتى لا نقول "كان عليهم دق جدران السجون"، كونوا مع الأسرى في معركتهم، كما كانوا معنا وبدلاً عنا في معركتنا المستمرة مع الاحتلال الاسرائيلي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير