كايد ميعاري يكتب لـ"وطن": الطلبة بين فوز الشبيبة وخسارة الكتلة

20.04.2017 07:36 AM

استطاعت جامعة النجاح الوطنية، وحركتها الطلابية  إنجاز انتخابات مجلس إتحاد الطلبة بعد تأجيل استمر 4 سنوات، لم يستطع فيه عدد لا بأس به من الطلبة ممارسة حقهم الطبيعي في إختيار من يمثلهم.

دون الخوض في سياق ومبررات تأجيل الإنتخابات، نكتفي بالتصفيق لنجاح الجامعة وطلبتها في إنجاز هذا الإستحقاق الديمقراطي والوطني، الذي تمخض عنه فوز الذراع الطلابي لحركة فتح " كتلة الشهداء" وخسارة للكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، وحضور متواضع لقوى اليسار.

الملفت في النظر لهذه الانتخابات، هو خروج قادة ومقربين من حركة حماس بتصريحات تفيد بمعرفة مسبقة بما ستؤول له نتائج الانتخابات، من خلال وضعها في سياق الملاحقة، وصعوبات العمل. فيما لم يتوقع أكثر الفتحاويين المتفائلين حسم مقاعد مجلس الطلبة، وكانوا يستشعرون حدة المنافسة.

فيما بقي اليسار الفلسطيني يراوح مكانه من حيث نسبة ما يمثله من جمهور الطلبة، وإن ساهم تدني نسبة التصويت في تمكين بعضها من تجاوز نسبة الحسم بصعوبة.

وبالمجمل تعكس هذه النتائج قدرة الكتل الطلابية المتنافسة على حشد كوادرها ومناصريها، التي تشكل نواتها الإنتخابية الصلبة، وفي الوقت ذاته برز إخفاقها في إستقطاب 42 % على الأقل من جمهور الطلبة في المشاركة الفاعلة في العملية الديمقراطية داخل أروقة الجامعة.

ويحق للمحللين الاجتهاد في دوافع العزوف لشريحة واسعة من طلبة الجامعة عن المشاركة، وأجتهد بأن فقدان ثقة الطلبة بالأداء التقليدي للكتل الطلابية المتنافسة، وتوجهها نحو المبادرات الفردية او الجماعية المستقلة جعلها غير معنية بما ينتجه السباق الإنتخابي.

هذه الحقيقة لا تنفي تفويض العملية الديمقراطية لحركة الشبيبة الطلابية بقيادة مجلس اتحاد الطلبة، لكنه تفويض مشروط بكيفية ادارة دفته هذه المرة، ومدى قدرة رواده على إعادة الحركة الطلابية لواجهة النقابي والوطني، وفعاليته في التواصل مع إحتياجات الطلبة المتنامية.

ويمكن القول، أن على شبيبة فتح وضع هذا الفوز في سياقه الموضوعي النقابي، دونما غرق في رسائل ودلالات سياسية يبدو أنها لا تعني جمهور الطلبة من قريب او بعيد، ولا يعبر ايضا عن رضى الشارع عن نهج سياسي دون أخر وهذا ما تشير له غالبية إستطلاعات الرأي التي جعلت من القضايا السياسية في آخر سلم اولويات الشباب، وقد أخطأ السيد مشعل حين اتكأ على نتائج جامعة بيرزيت العام الماضي، وتخطأ فتح إن مارست الفعل ذاته. وأقصى ما تحمله هذه الإنتخابات رسالة للفتحاويين: الشباب يمنحكم الفرصة للريادة من جديد فلا تفقدوها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير