الأسرى أيقونة النضال، والانتخابات المحلية استحقاق وطني

29.04.2017 05:13 PM

 كتب فادي جمعة: ما زال اكثر من 1500 أسير فلسطيني يمضون في معركتهم النضالية ضد السجان الاسرائيلي، معركة الامعاء الخاوية، من خلال اضرابهم المفتوح عن الطعام، رافعين مجموعة من المطالب المشروعة، ومقدمين أجسامهم وأرواحهم في سبيل توحيد الشعب الفلسطيني نحو أهداف وطنية موحدة، وفي سبيل اعادة لفت نظر العالم للقضية الفلسطينية.

ويقدم الشارع الفلسطيني نموذجا يحتذى به بالتضامن مع أسراه، فمنذ اللحظة الاولى لاضراب الكرامة انتفض الشعب الفلسطيني بكافة شرائحه وفي كل محافظاته بفعاليات وأنشطة وبرامج شعبوية نصرة للأسرى، فمن خيم التضامن والمسيرات إلى الندوات والمؤتمرات والمحاضرات والحلقات الفنية، مرورا بحملات مقاطعة المنتجات الاسرائيلية، والصلوات داخل المساجد والكنائس وفي الاماكن العامة، والتوجه إلى نقاط التماس مع الاحتلال.

في هذه الاثناء يدخل علينا استحقاقا وطنيا طال انتظاره، متمثلا باجراء الانتخابات المحلية للمجالس البلدية والقروية، وهو حق لكل مواطن فلسطيني، فمدننا وقرانا بأمس الحاجة لهذه الانتخابات لتستمر هيئاتها بتقديم خدماتها على اكمل وجه، خاصة بعد انتهاء المدة القانونية للمجالس الحالية، وعدم مقدرة العديد من الأعضاء على الاستمرار في خدمة هيئته وبلده، وهو حق وطني يحمل في طياته مقدمة لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في كافة محافظات الوطن.

وحيث ان المجتمع الفلسطيني ودولته ومؤسساته السياسية والمدنية دائما ما تعيش في ظروف استثنائية نتيجة الاحتلال، اعتاد هذا الشعب على الحياة رغم محاولة قتلها من أعداء الحياة، فهو قادر على الاستمرار في طريقه نحو الديمقراطية وهو متضامن مع أسراه، وقادر على تحويل كل حملة انتخابية إلى خيمة تضامن، ويستطيع ان يجعل من هذا العرس الديمقراطي برنامجا متكاملا لدعم أسرانا وقضيتهم واضرابهم المشروع.

فكما استطاع كل فلسطيني الجمع بين حبه للحياة ما استطاع اليها سبيلا، وحبه لوطنه وأرضه وأسراه ومسراه، وكما استطاع أن يقيم أفراحه رغم أنف الاحتلال، وكما استطاع ان يشارك في المحافل الفنية والرياضية والثقافية رغم الحواجز الصهيونية، فهو قادر أيضا على انجاح استحقاقه الوطني، وقلبه وعقله معلقا في قضية أسراه البواسل.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير