نبيل عمرو يكتب لوطن: انبعاث يجب ان لا يكون موسمياً

30.04.2017 11:23 AM

امتلأت شوارع المدن والقرى الفلسطينية بالصور واليافطات التي تضم الاف المرشحين لعضوية المجالس المحلية.

البعض يشتكي من كثرة القوائم والمرشحين، وبعض

آخر يشتكي من تشتت الفصائل وتعدد القوائم المحسوبة عليها، وبعض آخر أشاد بالمجالس التي اختارت أعضائها بالتزكية، معفية نفسها من تكاليف واعباء المعارك الانتخابية، خصوصا في القرى التي ما زال الولاء العشائري فيها اقوى من أي ولاء آخر.

وتزامن هذا الحدث الشعبي الكبير، مع اضراب الاسرى الذي تفاعل فيه الفلسطينيون مع أبنائهم الذين لم تكسر سنوات الاعتقال همتهم وعزيمتهم، والاهم من ذلك لم تلغي سلطات الاحتلال باعتقالهم طويل الأمد دورهم الكفاحي الذي مارسوه وهم

طلقاء، ليستكملوه وهم وراء الزنازين.

الانتخابات المحلية واضراب الاسرى ايقظا الروح الفلسطينية التي بدا لكثيرين انها نائمة، وأشركت أوسع قطاع شعبي في عمل ديموقراطي ووطني، بعد ان كاد اليأس يستولي على

النفوس ويقضي على الامال ويسد الافاق.

وفي مكان آخر من المشهد، يجري حديث مكثف عن إعادة فتح الملف السياسي، وإعادة القضية الفلسطينية الى التداول على اعلى المستويات، غير ان الامل بان يكون فتح الملف هذه المرة مختلفا في نتائجه عن

المرات السابقة ما زال ضعيفا بل ومشكوكا فيه، الا ان المشهد الراهن السياسي والجماهيري، إن لم يشجع على التفاؤل بتسوية ترضينا، فهو ضرورة لتنبيه العالم الغافل عنا بأن لدينا أوراقا كثيرة نستطيع استخدامها، وابعاد شبح التجاهل والإهمال عن قضيتنا.

غير ان لذلك شرطا حتميا لابد من توافره وهو ان لا يذهب النضال الفلسطيني الى حالة الموسمية، فيهب أياما ويخبو شهورا، فالعالم يمتلك ذاكرة هشة سريعة العطب، إن لم تغذى يوميا بوقائع واحداث تجر الاهتمام العالمي جرا الى قضيتنا، وحتمية معالجتها ليس بمنطق

العدالة فحسب، وانما بمنطق أهمية الاستقرار وانتفاء بؤر التوتر في العالم.

الحيوية التي ظهرت خلال هذه الأيام تضامنا مع الاسرى، واحياءً للخيار الديموقراطي الغائب، قد تتحول الى خمول وجمود اذا لم يتبعها انتخابات لا تستثني شيئا من شؤون حياتنا...

تشريعية ورئاسية ونقابية وفصائلية من اصغر تشكيل حتى اكبر تشكيل، ان لم نفعل ذلك وبمجرد انتهاء فصل الانتخابات المحلية، فسيكون حالنا حال من يعيد عقارب الساعة الى الوراء في زمن لا يرحم المتخاذلين ولا يقيم وزنا للكسالى والمترددين.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير