فلسطينية تدخل "الطبيعة" إلى العديد من بيوت غزة بمنتج "الياسمين" للعناية بالبشرة

21.05.2017 01:15 PM

غزة- وطن: تخرجت ابنة مدينة الزهراء في قطاع غزة عام 1995 تخصص هندسة كيميائية. تميزت بأنها اختارت وظيفتها بنفسها، ولم تنتظر من يمنّ عليها بواحدة في ظل بطالة مستشرية. إنها كاميليا ثابت، صاحبة منتجات الياسمين الطبيعية. بدأت مشروعها كهواية، وطورته خلال سنوات عديدة كمنتج صديق للبيئة يجذب العديد من الزبائن ويصبح لاحقاً مصدر دخل لها.

احترفت كاميليا صناعة الصابون ومنتجاتٍ للبشرة لتضع بصمتها في مجال الأعمال الريادية، فخطت طريقها بحب وإقدام نحو النجاح ليكون حليفها.

تتحدث عن تجربتها كفتاة استطاعت الخروج من دائرة البطالة لتصنع علامتها التجارية من قلب الطبيعة رغم غزو المنتجات الصناعية للسوق، تقول: "توجهي لانتاج الصابون كان نتيجة تفرغي أثناء بحثي عن عمل، حيث بدأت صناعته كهواية عام 2000 ... فشلت التجربة مراتٍ عدة، وارتكبت الأخطاء في العمل، لكني في النهاية نجحت".

تتابع: "مع تكرار التجربة أصبحت أكثر دقة وحرفية، ما قادني لطرح منتجي مبدئيا ما بين زميلاتي وأصدقائي وأقاربي ومن هم في إطار المعرفة، وقد حظي منتج الصابون بإعجابهم كونه طبيعي وبارد".

صابون الياسمين يقوم بتنظيف البشرة دون أن يسبب لها الجفاف الشائع مع الصوابين الدارجة في السوق، خاصة لمن تعاني بشرتهم من الحساسية أو مشاكل معينة، فهو كفيل بالتقليل من المشاكل الجلدية والحد من تفاقمها، مع التنويه أن الصابون ليس علاجاً لكنه عامل مساعد.

منشأ الفكرة

وفي إجابة على سؤال مراسلتنا حول بداية الفكرة، قالت كاميليا إن مصدر الإلهام لديها كان نور ابنة أختها، والتي كانت تعاني من حساسية، ورغم تلقيها العلاج إلا أن معاناتها مع الحساسية استمرت، ومن هنا جاءتها الفكرة بصناعة صابون من زيت الزيتون والأعشاب الطبيعية.

بدأت كاميليا بالبحث عن مصادر علمية لتخرج بمنتجها المطلوب، فجلبت الكتب وكل ما له علاقة، وأخذت تستشير من حولها من أصحاب الاختصاص لتسألهم، دون أن تتردد في طلب المساعدة من اي شخص داخل او خارج غزة، فكان النجاح حليفها حين توصلت لصناعة الصابون والعديد من المنتجات الأخرى.

تسويق المنتج

تجربة كاميليا في تسويق منتجاتها لم تكن سهلة، كونها لا تمتلك خبرة في ذلك، فهناك مراحل عدة من تغليف وترتيب وما الى ذلك.
في عام 2014 تمكنت من صناعة الصابون دون أن ينتابها الإحباط أي بعد ما يقارب الـ15 عاماً، ثم سعت نحو ترخيص المنتج من وزارتي الصحة والاقتصاد، فقامت بإنشاء معمل صغير أو ما يشبه ذلك، وفتحت محلاً تجارياً وبدأت تحظى بالإقبال شيئا فشيئا على شراء منتجها.

بعد توزيع كاميليا منتجاتها على بعض المحال وتزامنا مع هذه الخطوة، قامت باستخدام الانترنت كوسيلة للتواصل مع الزبائن وتوسيع دائرة المعارف، ومن شخص لآخر تم تناقل الفكرة وانتشارها بشكل جيد، ما وسع دائرة الزبائن وساهم في زيادة الطلب.
ما يميز منتجات كاميليا كما تقول أنها طبيعية 100% دون تدخل أي مادة كيماوية، وهذا ما نمّى الاقبال على منتجاتها.

مصاعب العمل

سوء الأوضاع الاقتصادية في قطاع غزة وتكاليف ايجار المحل فاقت العائد، وأثقلت كاهل كاميليا التي تريد للمنتج أن ينجح ويكون مصدر دخلها، ما دفعها للبحث عن طريقة تقلص فيها تكاليف التسويق، وكان مخرجها من ذلك المأزق بإغلاق المحل والتوزيع على المحال التجارية في محاولة منها لكسب الزبائن.

تنوع في الانتاج

الموضوع لم يقتصر فقط على الصابون، فإلى جانب الصابون هناك منتجات اخرى للعناية بالبشرة مثل منتجات لتقشير البشرة، وهناك 7 انواع منها، وما يدخل في تركيبها الورد والخزامى والقهوة والبرتقال والليمون.
أما بالنسبة للصابون فهناك سبعة أنواع منه، وكل نوع خاص بحالة معينة او ببشرة معينة.
إضافة الى ذلك صنعت كاميليا أقنعة للبشرة وكريمات وحليب للجسم بناء على طلبات من الضفة الغربية، رغم أن إنتاج الكريمات يحتاج دقة أكبر كونه أشد حساسية من الصابون.

وتشير كاميليا الى أنها كانت تتقدم ببطء في انتاج الكريمات، فلا تنتهي من المنتج وتعرضه الا حين تكون متأكدة من كافة الجوانب الكيميائية والصيدلانية والفيزيائية، مشيدةً بالنجاح الذي حققته بهذا المجال.

دعم من الأهل والأصدقاء

وجود الدعم لكاميليا من عائلتها جعلها لا تقف عند الفشل في أول تجربة وتنتهي، بل دفعها والدها لتجاوز التجارب الفاشلة وإعادة التجربة مراتٍ عدة لحين تحقيق النجاح.
إضافة الى الدعم المعنوي حظيت كاميليا بدعم مادي من والديها، وذلك لتوفير المواد والأدوات اللازمة المكلفة، والسير قدما نحو ترخيص المنتجات.

توضح كامليا أنها تقوم بصناعة المنتج لوحدها دون شراكة مع أحد، وعند حاجتها للمساعدة في التغليف والترتيب تستعين بوالديها وأصدقائها.

كما تشيد كاميليا بدعم الاصدقاء والردود الجميلة من الزبائن على المنتج، ما شجعها على الاستمرار في العمل وتطوير منتجاتها، خاصة أن أصدقائها كانوا صريحين معها في الحكم على المنتجات.

موافق عليها من "الاقتصاد"

وبشأن حصول منتجاتها على الترخيص من وزارة الصحة توضح كاميليا أن منتجاتها موافق عليها من وزارة الاقتصاد، وهي في طور إتمام إجراءات الترخيص من قبل الصحة، فالمشروع ما زال في بدايته.

رؤية مستقبلية

تطمح كاميليا بالمستقبل إلى تطوير مشروعها، وأن يشاركها الزملاء والأصدقاء ليس فقط في التعليب والترتيب والتغليف؛ إنما في مشروعها عبر تكبير حجمه وتنويعه.
وتنصح كاميليا شباب غزة بتحدي الظروف الصعبة في القطاع والتغلب على البطالة والحصار بتطبيق الأفكار التي يمكنها أن تكسر عزلتهم نوعا ما، وتفتح السوق أمامهم لتحقيق ما يطمحون له.

 

خاص بآفاق البيئة والتنمية

تصميم وتطوير