فلسطين هي الصاعق والهشيم

22.05.2017 12:27 PM

كتب: حمدي فراج : هل اتضحت الصورة لمن كان على عينيه الغشاوة ؟

جاء ترامب الى المنطقة الاولى التي تطأها قدماه منذ انتخابه ، للدلالة على اهميتها بالنسبة اليه ، ليس من باب صنع السلام المفقود ، ولا من باب العجوز الذي سرقت دجاجته فأعقب ذلك سرقة الخروف ومن ثم البقرة ، وظل يحث اولاده البحث عن الدجاجة ، حتى اتهموه انه تخرف "نقول له بقرة فيقول لنا دجاجة" .

جاء الرجل وهو اقرب الى رجل اعمال منه الى رئيس اكبر دولة في العالم ، كتاجر سلاح اقرب منه الى قائد مرحلة في العالم كله ، فأعد فتيل آخر من الصراع كفيل ان يستمر عشرات السنين اذا ما اشتعل ، ولهذا شكل حلفا اقليميا دينيا تفوح منه رائحة الطائفية الكريهة وصفقات طغم مالية وصلت الى ارقام فلكية ناهزت نصف ترليون دولار من دولة خليجية واحدة ، سيتبعها مثلها على الاقل خلال المرحلة القريبة القادمة من بقية دول الخليج ، ضاربا عرض الحائط بالديمقراطيات والانتخابات شبه المعدومة في بلادنا ،  وحقوق الانسان المقتصرة على الذكر دون الانثى ، واعتمدوا حركات تحرر وطني ومقاومة الاحتلال والطغيان كحركات ارهابية يتوجب القضاء عليها ، جنبا الى جنب مع داعش والقاعدة الذي اسهم اسلافه بإنشائها .

عقد ثلاثة قمم في يوم واحد ، حتى أن احدهم قال لي : اذا فكرت ان ادعو اولادي الى اجتماع فإن الامر يستغرقني اكثر من ذلك . فهل كان رؤساء هذه الامة وهذا الدين بمثابة اولاده ؟ وهو الذي شن عليهم تهجمات مهينة واذلالية ينأى الانسان عن التلفظ بها إزاء انسان آخر .

فلسطين ايها التاجر ، هي المشكلة وهي الحل ، هي الفرس و المربط ، هي الظلمة و القمر ، هي الصاعق والهشيم ، هي الخيمة والامل ، هي الوطن والعودة، هي الاسرى والحرية، الاسرى الذين يواجهون ملياراتكم وجشعكم وتخمتكم بجوعهم للاسبوع السادس على التوالي، هي مروان البرغوثي واحمد سعدات وعباس السيد وسامر العيساوي ، بكم مليار يمكن ان تشتري جوعهم ، وصبر امهاتهم ، وغضب اولادهم .

فلسطين ايها التاجر الشاطر، وفق المأثور الشعبي "التجارة شطارة"، لا تتضمن دماء الطفلة فاطمة طقاطقة ، التي ووريت الثرى عشية وصولكم الى السوق ، بكم كنت ستبيع دمها لو كانت كريمتك او حفيدتك .

فلسطين ايها الشاطر في بلاد العربان هي محمود درويش ، وغسان كنفاني وسميح القاسم وعبد الكريم الكرمي وناجي العلي ، هل تستطيع ملياراتكم اقناعهم او تغيير بيت قصيد واحد من اعمالهم الخالدة في قلوب شعبهم .

قال رابين عشية التوقيع على اتفاقية اوسلو في بيتكم الابيض : جئناكم من البلاد التي يدفن فيها الاباء ابناءهم . مع فارق ان رابين كان جنرالا ، الوجه الآخر للدولار .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير