كلاسيكو سياسي بين برشلونة ومدريد حول استفتاء استقلال كاتلونيا

13.06.2017 02:23 PM

وطن:  لم تفلح الحكومة الإسبانية في ثني القوميين الكتالونيين عن ترك مشروع إجراء استفتاء لتقرير المصير، الذي أعلنت الحكومة الإقليمية الكتالونية أنه سيجرى في الأول من أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

لكن الحكومة المركزية في مدريد تقول إن القوميين يعتمدون إستراتيجية لشحن سكان هذا الإقليم، والبحث عن ردة فعل من جانب مؤسسات الدولة الإسبانية، حسب تصريحات لنائبة رئيس الحكومة الإسبانية سورايا ساينث دي سانتاماريا.

وإذا كانت إسبانيا نجحت حتى الآن في إدارة هذا النزاع بشكل سلمي، فالفضل يعود حسب المحلل السياسي ومدير موقع "أوكي دياريو"، إداردو إيندا إلى زعيم المحافظين الإسبان ورئيس الحكومة ماريانو راخوي، الذي اعتمد كافة الخيارات التي يمنحها القانون الإسباني للرد على ما تصفه مدريد "باستفزازات القوميين".

ويضيف إيندا "ماريانو راخوي يرفض تحويل القوميين إلى ضحايا، ولذلك يعتمد فقط على الإجراءات القانونية والدستورية، لكنه لن يتردد في تطبيق البند رقم 155 من الدستور الإسباني الذي يمنح الحكومة المركزية حق إنهاء صلاحيات الحكومات الإقليمية التي تخرق الدستور".

ولأن القوميين الكتالونيين يأخذون بعين الاعتبار هذه الإمكانية، تتواصل في كتالونيا تحركات السياسيين ومهرجانات المؤسسات المدنية المؤيدة لحق تقرير المصير، التي كان آخرها ذلك التجمع الحاشد الذي دعت إليه جمعية "المجلس الوطني الكتالوني"، وشهد حضور وجوه بارزة من عالم الفن والأعمال والرياضة في هذا الإقليم.

تجاذب
ومن أبرز هؤلاء القوميين مدرب فريق مانشستر سيتي بيب غوارديولا، الذي فاجأ المتابعين بخطاب ألقاه أمام هذا الجمع الحاشد، وطالب المجتمع الدولي بتقديم الحماية لمن وصفهم بالملاحقين من طرف مدريد لا لشيء سوى لأنهم يطمحون إلى الحرية والتعبير عن رأيهم عبر صناديق الاقتراع.

وفي رده على تلك التصريحات، اعتمد النائب الشاب عن الحزب الشعبي الحاكم بابلو كاسادو تعبيرات كرة القدم قائلا "عندما تكون في وضع تسلل فإنك تخرق القانون، والحكم في هذه المباراة، هي الحكومة والعدالة، سيصفر ضد هذا الهجوم غير القانوني".

وأمام "حوار الطرشان" هذا، كما جرت تسميته في الإعلام الإسباني، يبدو أن الصدام بين الحكومة المركزية الإسبانية والحكومية الإقليمية الكتالونية لم يعد بعيدا، فمن المنتظر أن يوقّع القوميون في مطلع سبتمبر/أيلول المقبل مرسوم الدعوة إلى الاستفتاء، وهو ما ستقابله الحكومة المحافظة باستئناف أمام المحكمة الدستورية.

ويرى عدد من المحللين أن هذا الإجراء لن يوقف مساعي الانفصاليين الذين يتوقع أيضا أن يصادقوا على قانون للانفصال عن المؤسسات الإسبانية.

من جهته، يأمل زعيم القوميين كارلس بوتشديمونت إجراء استفتاء يحظى بموافقة الحكومة المركزية، وفي هذا الإطار أعلن أنه سيرسل قريبا رسالة إلى رئيسة البرلمان الإسباني آنا باستور، لترتيب مداخلة له أمام البرلمان يشرح فيها ما الذي يجري في كتالونيا، والأسباب التي أملت اللجوء إلى استفتاء لتقرير المصير.

هذا العرض يبدو كما المقترحات السابقة محكوما عليه بالفشل، إذ سارعت نائبة رئيس الحكومة للتقليل من أهميته، مؤكدة أن مجلس النواب ليس قاعة ندوات لإلقاء محاضرات، بل يجب أن يخضع خطاب الزعيم القومي الكتالوني بعد إلقائه إلى التصويت عليه من جانب ممثلي الشعب، وهو ما يرفضه كارلس بوتشديمونت جملة وتفصيلا.

الجزيرة

تصميم وتطوير