نادية حرحش تكتب لوطن مهاترات وطن .. بأي حال تأتينا يا عيد

25.06.2017 08:20 PM

 اتابع التهنئات بالعيد، انظر حولي فاسمع هدوء الاجواء التي يحملها دوما العيد عندما يهل علينا، احاول التفكير بايجابية، بفرح، اتمتم في نفسي بعض الدعاوي، واتمنى ان يجلب العيد لنا هدوء وامن ونقاء.

ولكن .. بينما ننشغل في تحضيراتنا، والاولاد فرحون والنساء يستعددن لتحضير وجبة الغداء بعد صيام شهر والرجوع الى ايقاع الحياة العادية، والرجال يتجولون من بيت الى بيت للمعايدة، هناك بيوت لم يجلب لهم العيد الا الالم ، وفيض دموع لم تنقطع على فراق حبيب.

حبيب فارق الدنيا بلا عودة من اجل وطن نعيد انفسنا عليها الان .

في هذا العيد، علينا ان نعيد اهالي الشهداء في دير ابو مشعل، شهداء رمضان الذين غيبهم الاحتلال عن ذويهم، عن احبتهم، عن حياة كانوا اليوم سيكونوا جزء من العيد .

العيد هذا العام هو دمعة لم تجف من عيون امهات باغتهن الفراق، اباء وابناء واصدقاء واحبة يجلسون امام الاضرحة في فقدان لم يجف التراب عنه بعد.

لامهات اولئك الابناء، لابائهم، لاحبتهم يجب ان تكون وجهة العيد هذا العام .

لقرية داهمها بطش الاحتلال الذي لا يكل .

العيد رغم الم الفراق في هذا العام هو عيد دير ابو مشعل، العيد لقرية تبكي ابناءها ، ويحاصرها الاحتلال عقابا لبطولة شباب بذلوا ريعان حياتهم من اجل ان نبقى نحن .

نحن اولئك الذين نسرق من الحياة لحظات لان نكون، فقلوبنا اليوم هناك في دير ابو مشعل ، ومع كل ام واب واخ وصديق فقد غالي في سبيل هذا الوطن .

باقات حب وسلوان يجب ان تقدم لكل ام وزوجة وابنة صابرة تنتظر فك الكرب عن ابن او زوج او والد اسير .

في حياتنا هذه المليئة بالظلم الذي نحياه مع كل نفس، ونرى بام اعيننا كل من سبقنا بالاحتراق بنيران الالم والفقدان ، لا بد ان نتوقف امام انفسنا ونتعظ ، وان كان هناك عرفان وتقدير يجب ان نقدمه ، او ان كان هناك ما تبقى من عيد ، فليكن لاولئك الصابرون على كرب وفقدان والم لا يلتئم .

لعل ارواح من فقدنا في هذا العيد ترتاح في سموات بين يدي رب عنده حق وعدل .

لأمهات الشهداء وذويهم في كل مكان التحية ومعايدة لا تعوض فقدان ولا تذلل مصاعب . ولكن لنقول نحن معكم ، في قلوبنا ووجداننا.
المجد والخلود لشهدائنا والعزة لذويهم واحبتهم .

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير