معركة جديدة في اليونسكو .. تسجيل الخليل القديمة والمسجد الابراهيمي على لائحة التراث العالمي

27.06.2017 12:34 PM

رام الله- وطن: لاتنفك اسرائيل عن بذل جهودها لتجنيد كتلة مانعة قبيل اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "اليونيسكو"، الاسبوع الاول من الشهر المقبل، لمناقشة اقتراح يعتبر المسجد الإبراهيمي والبلدة القديمة في مدينة الخليل موقع تراث عالمي.

ومن المتوقع أن يصوت على الاقتراح ممثلو 21 دولة تتشكل منها اللجنة، في كراكوف في بولندا.

في هذا الصدد يقول مدير عام جنوب المحافظات الشمالية في وزارة السياحة والاثار أحمد الرجوب لـ"وطن"، إن دولة فلسطين فازت بعضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بتاريخ 30 أكتوبر/تشرين الأول 2011، في عام 2012 تم تسجيل بيت لحم في قائمة التراث العالمي وعام 2014 سُجّلت بلدة بتير، و سعت فلسطين الى حماية الخليل وبالتحديد البلدة القديمة والحرم الابراهيمي، وهذا من الملفات الصعبة في "اليونسكو" بشكل اساسي وخاصة ان الخليل مازالت تحت الاحتلال ومُقسّمة، وهذه المنطقة بالتحديد تحت سلطة الاحتلال والاحتلال ضمن سياسته التهويدية للبلدة القديمة والحرم الابراهيمي دائما يسعى لتغيير معالم المدينة، فكان التوجه من قبل دولة فلسطين الى تسجيلها على قائمة التراث العالمي كتراث انساني بمعنى ان مسؤولية حماية الخليل تكون من المجتمع الدولي.

الرجوب: اجراءات الاحتلال في الخليل دفعت فلسطين لتقديم المشروع بصفة طارئة

واكد على ان اسرائيل موقّعة على هذه الاتفاقية ايضا، وهذا ملزم لاسرائيل بأن تحافظ على هذا التراث كتراث انساني، فارتأينا من خلال هذه الالية انه يمكننا نحافظ على البلدة القديمة والحرم في الخليل، بالطبع حكومة الاحتلال كالعادة تحاول ان تحبط اي مبادرة فلسطينية من قبل المؤسسات الدولية خاصة في "اليونسكو"، مضيفًا: "لنأخذ بتير على سبيل المثال، بتير سجلت على قائمة التراث العالمي لحمايتها من الجدار ونجحنا في هذا الامر وتم تجميد بناء الجدار في هذه المنطقة، وفي نفس الوقت بالنسبة للخليل تسجيل الخليل على قائمة التراث العالمي سيحمي المدينة والحرم من الهجمة الاسرائيلية التهويدية وهذا ينطبق على القدس، والمسجلة بمبادرة من الاردن على قائمة التراث العالمي منذ عام 1981، رغم المحاولات التهويدية للقدس الا ان هناك قرارات دولية تحمي القدس وتعتبر اي نشاط اسرائيلي في القدس بالتحديد وفي موقع التراث العالمي هي انشطة غير قانونية ويعتبرها باطلة، وفي نفس الوقت قرارات المجلس التنفيذي في "اليونسكو" خلال العاميين الماضيين تعتبر الخليل ومايجري فيها اجراءات احتلالية باطلة وهذه المنطقة تعتبر جزء اساسي من الاراضي الفلسطينية وليست الاسرائيلية".

واضاف الرجوب، أن فلسطين قدمت هذا الملف في نهاية شباط الماضي، ليتم ادراج الخليل على قائمة التراث العالمي، في حينها قُدّم الملف كوضع عادي وليس طارئا، وتم تسليم الخليل كملف عادي وهذا يعني ان الامر يأخذ حوالي سنة ونصف لحين دراسته ورفعه فيما بعد الى لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو والتي تضم 21 دولة وهي من تقرر البت في هذا المووضوع وفيها 3 دول عربية وهي لبنان تونس والكويت.

وتابع حديثه: "بعد تقديمنا هذا الملف كملف عادي استمرت الاعتداءات الاسرائيلية على البلدة والحرم، وزادت وخاصة على ابنية ومساجد تاريخية، كتل الرميدة، فطلبنا من "اليونسكو" تحويله من ملف عادي الى طارئ، بمنعى أن يتم دراسته هذه السنة، وحاليا تجري استعدادت "اليونسكو" لمناقشته كملف طارئ خلال الاسبوع الاول من تموز القادم.

حراك اسرائيلي ضاغط على الاعضاء للتصويت ضد مشروع القرار

وأكد الرجوب أن اسرائيل قبل هذا القرار ومازالت تبذل جهودًا دبلوماسية وسياسية وبأعلى مستوى ابتداء من رئيس الدولة الى سفرائها المعتمدين في الـ21 دولة، فيحاولون الضغط على هذه الدول ليقنعوها التصويت ضد القرار، وطبعا هناك مراسلات رسمية، مثلا سفير اسرائيل في "اليونسكو" وجه رسالة "وقحة" لمدير عام "اليونسكو" يطلب منه فيها عدم التعاطي مع المطلب الفلسطيني وأن يعتبر هذه المطلب غير شرعي كون هذا الموقع موقع مهم لليهود، وثاني موقع بعد القدس مهم لهم، وان هذه من الممكن أن تثير حساسية اليهود في العالم وممكن أن تؤثر على الوضع السياسي والامني، مشددًا على أن هذا هو النهج الاسرائيلي المعتاد، وهذه الرسالة لاقيمة لها لاننا نتعاطى مع الخليل ضمن الشرعية الدولية، فهي اراضي محتلة واسرائيل هي القوة المحتلة و"اليونسكو" تتعاطى مع الخليل كجزء من اراضي فلسطينة محتلة وتعتبر اسرائيل هي قوة محتلة فقط.

واضاف أن اسرائيل تحاول دائما ان تستخدم وزنها السياسي في العالم وتستغل الولايات المتحدة والمانيا على الرغم من ان الولايات المتحدة ليست في اللجنة الا ان لها تأثير على الدول الاعضاء، تحاول ان تضغط على هذه الدول بأن لاتصوت مع القرار، والمقابل أكد الرجوب على أن الجهد الفلسطيني وخاصة وزارة الخارجية وسفراءنا في انحاء العالم يبذلون جهدهم لان يجنّدو التصويت اللازم لتسجيل الخليل على قائمة التراث العالمي، وهنا نحتاج لثلثي الأصوات حتى ننجح".

يذكر أن الدول الاعضاء في لجنة التراث العالمي في اليونسكو، هي: انغولا، ذربيجان، بوركينا فاسو، كرواتيا، كوبا، فنلندا، اندونيسيا، ، جمايكا، كازخستان، لبنان ، البيرو، الكويت، بولندا، الفلبين، البرتغال، كوريا الجنوبية، تونس، تركيا، تنزانيا، فيتنام وزيمبابوي، وحظوظ مشروع القرار قوية.

تصميم وتطوير