وفاة رضيع ثالث وتحذير من نفاذ الأدوية، صحة غزة تتهم السلطة وصحة رام الله ترد

27.06.2017 07:52 PM

وطن: توفي صباح اليوم، الثلاثاء، رضيع في مستشفى الرنتيسي شمال مدينة غزة، بعد منعه من الحصول على تحويلة علاجية لخارج قطاع غزة.

ويعاني الرضيع من مرض الليفي الكيسي، وهي الحالة الثالثة منذ الأمس عقب وفاة رضيع من عائلة غبن وسبقه أخر من عائلة العرعير.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إن الرضيع (9 أشهر) كان يرقد في العناية المركزة بمستشفى الرنتيسي شمال المدينة، وأنه توفي بعد مرور شهر على عدم منح الرضيع التحويلة العلاجية والموافقة على سفره عبر معبر إيرز شمال القطاع.

وكان الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، اشرف القدرة قال لوطن، أمس الاثنين، ان 9 حالات وفاة منذ مطلع العام لمرضى طلب لهم تحويلات ولم يتم الرد على تحويلاتهم من قبل وزارة الصحة في رام الله ، من بينهم طفل رضيع قدم له طلب تحويل لحظة ولادته قبل أسبوع، وهناك طفل ينتظر وقد يلقى نفس المصير.

وبوفاة الطفلين اليوم يصل عدد حالات الوفاة منذ مطلع العام الحالي الى 11 حالة وفاة بسبب عدم تحويلهم للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية او اسرائيل او الخارج.

وزارة الصحة في غزة: 1622 تحويلة أوقفتها السلطة في رام الله

في غضون ذلك، حذّرت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، من ارتفاع أعداد الشهداء الأطفال في قسم الحضانات بمستشفى الشفاء.

وقال وكيل الوزارة، يوسف أبو الريش، خلال مؤتمر صحفي عاجل نظمته وزارة الصحة بالتعاون مع هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار في مدينة غزة، إنه "في الوقت الذي ينتظر فيه أطفال العالم هدايا العيد وفرحته، كان أطفالنا هنا يُهدى إليهم هذا الموت من خلال الحصار الظالم ومنع التحويلات العلاجية".

واعتبر أبوالريش أن وفاة الأطفال الثلاث "تأتي ضمن جريمة مكتملة الأركان كان آخر فصولها هو منع المرضى من العلاج، وحرمانهم من الدواء اللازم".

يشار إلى أن يعاني القطاع الصحي بغزة من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الصحية حيث وصل رصيد "الصفر"للمستهلكات الطبية أكثر من 42%، بالإضافة إلى حرمان القطاع الصحي من الوقود والكهرباء، وقطع رواتب العديد من الأطباء.

ووصل أعداد التحويلات الطبية ممن أوقفتهم السلطة الفلسطينية إلى 1622 تحويلة.

الأمم المتحدة تحذر من نفاذ الأدوية في غزة

من جهته، حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة "أوتشا" من تزايد نقص الأدوية في قطاع غزة لاسيما الأساسية منها.

وتوقع "نفاد احتياطي وقود الطوارئ الذي تقدمه الوكالات الإنسانية في المؤسسات الصحية بالقطاع في نهاية حزيران/يونيو الجاري".

وقال "أوتشا" في بيان، اليوم الثلاثاء، إن مناحي الحياة المختلفة في غزة بما في ذلك قطاع الدواء تأثرت بالحصار المفروض على القطاع لاسيما في القطاع الصحي حيث بات المخزن المركزي للأدوية في المدينة يفتقد لنحو 34 بالمائة من الأدوية الأساسية بسبب التأخر في إرسال الشحنات المطلوبة وتواصل الفجوة في التمويل منذ فترة طويلة.

وأوضح أن هناك تخوفا من تعطل عمل حوالي 186 مرفقا حيويا تقدم خدمات الرعاية الصحية والمياه والصرف الصحي وخدمات جمع النفايات الصلبة خلال أيام قليلة بسبب النقص الحاد في الوقود، مشيرا إلى أن من بين تداعيات هذا الوضع حصول العائلات على المياه مرة واحدة كل أربعة أيام لمدة تتراوح بين 6 و8 ساعات.

صحة رام الله توضح موقفها من تحويلات مرضى عزة

أكدت وزارة الصحة برام الله، مساء اليوم، أنه لا يوجد أي قرار من أي جهة فلسطينية بوقف التحويلات الطبية للمرضى في قطاع غزة، محملة مسؤولية عدم خروجهم للاحتلال الإسرائيلي.

وقال المتحدث باسم الوزارة أسامة النجار في تصريحات صحفية، إن  الإجراءات  تسير كما بالسابق والتحويلات تجري كالمعتاد، والمرضى موجودين في مستشفيات الضفة الغربية بالعشرات.

وحمل النجار الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن التأخير في خروج المرضى للعلاج خارج قطاع غزة.

وأرجع النجار السبب في عدم خروج المرضى إلى التعنت والرفض الإسرائيلي المتواصل لإعطاء تصاريح خروج للمرضى في قطاع غزة إلى مستشفيات الضفة الغربية والداخل. ولفت إلى وجود ارتفاع في نسبة الرفض من الجانب الإسرائيلي حيث أن نسبة الموافقة خلال هذا العام تدنت بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي".

وأضاف: " حتى الحالات الطارئة التي من المفترض أن يخرج المريض خلال 24 ساعة حسب الاتفاق مع الإسرائيليين ، إلا أن إسرائيل لا توافق على خروجه إلا بعد 4-8 أيام.

وأوضح قائلا:" حتى في ظل الموافقة فإن الاحتلال يماطل بعد صدور التصريح لمدة أربعة أو خمسة أيام حتى يسمح للمريض بالدخول، حيث يكون موعد المستشفى قد انتهى وتبدأ إجراءات تحديد موعد جديد للمريض".

وتابع النجار: " أخطر شيء هو التلاعب بقضية المرضى الأطفال خصوصا المصابون بالسرطان، مشيرا إلى أن الاحتلال في كثير من الأحيان يرفض المرافقين لهم، وهو ما خلق أزمة كبيرة الفترة الأخيرة".

وأشار النجار إلى أن وزارة الصحة توجهت إلى كل المؤسسات الدولية وسلمتهم قوائم بأسماء المرضى الذين رفضت إسرائيل منحهم تصاريح طبية، وطالبتهم بالتدخل لدى الجانب الإسرائيلي لإصدار تصاريح خروج لهم للعلاج بمستشفيات الضفة والداخل. وتتهم وزارة الصحة بغزة السلطة الفلسطينية بوقف التحويلات الطبية للمرضى في قطاع غزة.

وقالت الصحة بغزة خلال مؤتمر صحفي نظمته اليوم أن السلطة أهملت  نحو 2500 تحويلة أرسلت لرام الله، مشيرة إلى انه لم يصدر منها سوى تحويلة واحدة. وأضافت أن ما تقوم به سلطات الاحتلال والسلطة في رام الله من قرصنة لحقوق المرضى العلاجية جريمة مكتملة الأركان أدت الى استشهاد 11 مريضاً جراء عدم وقف توريد الأدوية التحويلات الطبية.

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد نشرت على موقعها الإلكتروني، صباح أمس الإثنين، ان السلطة الفلسطينية اعطت تعليمات لوزارة الصحة الفلسطينية بوقف كافة التحويلات المرضية من قطاع غزة الى اسرائيل، او حتى للأردن .

ونقلت "هآرتس" عن عدة منظمات صحية وانسانية فلسطينية قولها، ان وزارة الصحة برام الله اوقفت أكثر من 3500 حالة مرضية كان من المفترض ان تسافر لتلقي العلاج بالخارج ، تحديدا في المشافي الإسرائيلية.

تصميم وتطوير