وهذا الوعي الفردي يقتلني

06.07.2017 01:33 PM

كتبت: الشاعرة نداء يونس

وهذا الوعي الفردي يقتلني
لو كنت مثل كل الاشياء
مرتبة بعناية كالوصايا
كالكلام العبثي
كالحكي البريء السطحي
كالقول المحفوظ من كتاب قديم
أؤدي وظيفة في الحب
في الشوق والكلام الغزلي
وأمضي
دون ان أفكر
دون ان اتجاوز رغبة الاخرين
وفهمهم المنسوخ
وادراكهم البدائي

هذا الوعي الفردي
فكرتي عن العبث حين تتهاوى مسألة اليقين
ماذا يفعل اله على غيمة الغيب
كيف يصير النص مقدسا وتحكمني التفاسير
كيف أبرر جهلي
كيف أدافع بجسدي الطري عن فكرة متوحشة
كيف اموت لتحيا الفكرة الطائشة
كيف أجزم بما لم أعرف
حكايات، حكايات، وعيي فردي
والفرد نكرة

هذا الفهم يربكني
هذا اليقين من أين يأتي

لو كنتُ وعاءا ويكفي
وفي كل يوم يموت قلبي الذي يرى
واصير مثل الاشجار
بيتا ومأوى
وظلا بسيطا
وفي الليل، في آخر الليل، حطبا

لو كنت غيما
من ذا يطالبني
ان أخاف ومن يحدد لي من أي فكرة أذعر
ومن سيسألني ان كنت عارية
ام ان لي جسدا
او ان كنت سارمي ظلا في أرض الشرق
ام سأفيض مطر

لو كنت يا صديقي عصفورا
الطيور مفردة
لكنها
لا تحكي ولا ترد وتكفي لوجبة
ولا تنتحر
لا أثر تتركه
لا تبحث عن حل للتشابه
مفردة ولا تميزها
واحدة وكثير
مثل الشك والشبك والشراك والغباء والخطر

هذا الفهم يربكني
كثيرة مثل الرمل ومثل الرمل تنقصني يد
ومثل الحصى
يغسلني النهر ويتركني
ومثل النهر
أترك ما أريد
كمسافة بين رمشين مفتوحين على الاسئلة
والاجابات
ومثل أسباب كثيرة تدفعني لاتمنى
ان يكفي جسدي لمعركتي
ان يكفي شكي ليمسكني
ليقبض بيد من ضوء على فكرتي
لأميز وجهي
لأدرك اختلاف الصفات
لأكف عن وظيفة الشئ
لادركني

هذا اليقين يتعبني
أبحث عن أثر لفراشة الى الفتيل
جسد الفراشة ملحمي التكوين
رقصها الوثني
يجذبني
ومصيرها اللاعبثي

تصميم وتطوير