نبيل عمرو يكتب لـ"وطن": خيمة يمزقها المستظلون بها

09.07.2017 10:45 AM

فصائل منظمة التحرير تسامحت كثيرا وطويلا في كارثة تهميش المنظمة وإلغاء دورها السياسي والقيادي، ومهما صدر من تصريحات وبيانات تمجد في المنظمة وتتغنى بأهميتها وأساسية دورها في المشروع الوطني، الا ان ذلك لن يبرأ الفصائل من المسؤولية عن ما آلت اليه المنظمة، ولأنهم أي الفصائل تعاملوا مع المنظمة كشركة مساهمة لكل فصيل نسبته المئوية من أسهمها، فقد أدّت هذه الطريقة في التعامل الى مزيد من التفتت والشرذمة وانعدام الانسجام الداخلي،

فحين ينظر كل فصيل الى أسهمه الخاصة، دون الالتفات الى الدور الرئيسي للمنظمة ككيان سياسي يشكل وعاء الحركة الوطنية بأسرها، فهذا نوع من اقتسام تركة دون اعلان.

الفصائل فيما يبدو سعيدة بهذا الوضع مكتفية بظل التراث القديم الذي يؤمن الموقع واللقب دون ان يكون له فعل يذكر، وحين تلتقي بعضو من اللجنة التنفيذية التي هي القيادة الشرعية العليا للشعب كله، فلا تسمع منه غير مر الشكوى على حاله وحال زملائه الذين لا يعرفون شيئا اكثر مما يعرف صحفي مبتدىء يغطي الاخبار المحلية، وحين تسألهم ، لماذا وصلت الامور الى هذا الحد وكيف يمكن ان تتعدل الامور او تستعيد المنظمة محتواها المفقود، تسمع منهم مرافعة طويلة حول المؤامرة والمتآمرين الذين اوصلونا الى ما نحن فيه، اما المخرج فتارة يقال لننتظر ما في جعبة ترمب او انتهاء الربيع العربي على خير، فلعل وعسى تتعدل الأمور وتتحسن الأوضاع .

لم اسمع ولو مرة واحدة من قال علينا ان نفعل كذا وكذا، ذلك ان انتظار ما سيأتي من الاخرين صار مهنة قيادية عندنا، وكأن العالم جمعية خيرية توزع الهبات على المنتظرين المحتاجين.

القيادة العليا او الأعلى هذا حالها وهي لا تنكره ولا تجادل فيه، وحين يكون الامر كذلك فلم لا يلعب نتنياهو كما يشاء ويعرض ترمب ما يشاء وتفعل الجرافة على الأرض ما تشاء؟

كانت المنظمة في حياتنا خيمة تقينا برد ومطر الشتاء وحر الصيف وعواصف الخريف، ونستمتع بها في الربيع، أي في زمن الانجازات المهمة ، اما الان فهذه الخيمة التاريخية التي لم تنجح كل العواصف والرياح والثلوج والامطار والحرائق في النيل منها ، فها هم أهلها يمزقونها بالعجز والإهمال، ان لم اقل وبأمر آخر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير