غسان في الدهيشة .. حدّث بلا حرج

10.07.2017 11:17 AM

كتب: حمدي فراج

إحتفى مخيم الدهيشة قبل يومين بذكرى مرور خمس واربعون سنة على اغتيال غسان كنفاني ، ألقيت كلمات بحضور وطني من ذوي الشهداء وعدد من الجرحى الذين تتزايد اعدادهم باضطراد ، وسيل من الاسرى المحررين في ريعان الشباب ، لا يشملهم قطع الرواتب والمخصصات ، لانهم قضوا وراء القضبان اقل من المدة المحددة لاعتماد رواتب لهم ، وهي مدة خمس سنوات ، كما حضر ممثلون عن معظم الفصائل ، على رأسها حركة فتح ، لكن لوحظ غياب حركة حماس لآسباب لم اعرفها بعد ، فهي عادة في الدهيشة تشترك وتشارك ، ربما لأن الجبهة لم تذهب لتهنئة النائبين الحمساويين عن بيت لحم خالد طافش وانور الزبون اللذين تم اطلاق سراحهما من حبس اداري عدة دورات ، ومن المؤكد انهما ضمن النواب السبعة والثلاثين الذين طالهم قطع المرتبات ، الاول كان على ملاك وزارة الاوقاف برتبة إمام ، والثاني على ملاك التربية والتعليم مدرسا لمادة الفيزياء قبل فوزهما في الانتخابات التشريعية قبل عشر سنوات . ولا أعرف إن كان بإمكانهما العودة الى وظيفتيهما كي يتمكنا من توفير لقمة عيشهما بعد هذا القطع الطويل .

  بعد انتهاء الكلمات ، صعدت فتاتان لوضع اكليل من الزهور على النصب التذكاري لغسان كنفاني - احداهما اسمها ورود ينتظر شقيقها الطفل محمد الحكم لمدة عشرون شهرا -  وهو نصب متواضع ، لم يكلف الكثير من الاموال ، ووفق معلوماتي المتواضعة ، فقد كانت كلفته صفر دولار او حتى شيكل ، وان من قام بتصميمه متطوع من حركة فتح كشف عن نفسه مؤخرا انه قام بذلك ايمانا بلحمة المخيم النضالية من جهة ، ووفاء للشهيد كنفاني من جهة اخرى ، وعند هذا المتطوع المبدع ، يرتفع سؤال : عن اية وحدة وطنية فاشلة يتحدث المختلفون في القاهرة وغير القاهرة منذ عشر سنوات ؟  وهي مدة كافية لتصرخ ان الوحدة المنشودة ليست من النوع الذي يجسده ابناء وبنات المخيم شبه الليلي في التصدي لجحافل الاحتلال بحجارتهم وحناجرهم وصدورهم العارية وما ملكت ايمانهم ، ما جمع اكثر من ثمانين شابا اصيبوا في ارجلهم وجعلهم يمشون على العكازات ، آخرهم وسام شريعة الذين حضروا لاعتقال شقيقه معتز فتصدى لهم فأقعدوه برصاصة في ساقه ، وانور البلعاوي الذين حضروا لاعتقال ابنه شهريار ، فتصدى لهم فأقعدوه بضربة على رأسه فقد فيها السمع بإحدى أذنيه . أما المعتقلون من ابناء المخيم ، فحدّث بلا حرج .
   ولهذا ربما لم يشهد مكان اخر غير مخيم الدهيشة احتفاء بذكرى استشهاد كنفاني الخامسة والاربعين ، لا في الضفة ولا في غزة ولا في القدس العاصمة ولا في الـ 48. 

    في ساعات الفجر ، كان المحتفون بذكرى غسان يتصدون لجحافل الاحتلال ، اصيب احدهم برصاصة في صدره وتم اعتقال يزن وحيدر ومحمد يوسف اللحام .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير