أرملة موشي ديان وحماة ياسر عرفات صديقتان منذ 50 عاما ويتحدثن كل ثلاثاء عبر "سكايب"

16.07.2017 06:39 AM

وطن- وكالات: المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني معطلة منذ سنوات، لكن ذلك لا يمنع روت ديان أرملة وزير الجيش الإسرائيلي الأسبق موشيه ديان وريموندا الطويل حماة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من التحادث كل يوم ثلاثاء عبر "سكايب". وبعد صداقة عمرها خمسون عاما بينهما تتفق ديان والطويل على عدم وجود حل للصراع طالما استمر الاحتلال.

وتؤكد ديان ابنة المئة أنها لم تعد صهيونية، وأن إسرائيل تتجه للضياع ومع ذلك لن تقيم في أي مكان آخر. ومن ضمن التجليات الغريبة للصراع هي تلك الصداقة بين أرملة ديان وزير الجيش الذي قاد حرب 1967 وبين حماة الراحل عرفات والدة سهى عرفات.

وتعمل ديان المقيمة في تل أبيب والطويل المقيمة في مالطا سوية مع ابنتها سهى وحفيدتها زهوة عرفات، على صيانة علاقاتهما بالحديث عن الأولاد، والأحفاد، والأدب والسلام كل أسبوع وبلقاء وجها لوجه كما حصل في مالطا قبل نصف عام.

ويروي كتاب صدر هذا الأسبوع بالعبرية تحت عنوان "صداقة غير ممكنة "للكاتب أنتوني دافيد قصة صداقة السيدتين الفلسطينية والإسرائيلية. ويستدل من الكتاب أن الصداقة ولدت عندما زارت ديان نابلس غداة احتلالها من قبل زوجها موشيه ديان، وهناك التقت مجموعة نساء فلسطينيات للحديث عن الحوار والشراكة. وقتها كانت ريموندا الطويل صحافية شابة حينما نشرت عن احتجاز عشرة أشخاص في معبر الملك حسين بالقرب من أريحا، مما دفع ديان للتدخل لمساعدتها ومن وقتها ارتبطتا بعلاقة تحولت لصداقة.

وتروي ديان أنها وجدت الطويل سيدة جميلة، أنيقة مفعمة بالحياة وقد التقتها عدة مرات في مالطا وفي الولايات المتحدة. وتتمنى ديان أن تزورها الطويل في بيتها في تل أبيب.

من جهتها تروي الطويل (77 عاما) أنها راغبة في زيارة ديان في تل أبيب، وأنها تتحدث مع صديقتها الإسرائيلية بالعبرية، والعربية والإنكليزية. الطويل التي ولدت في عكا داخل أراضي 48 قبل النكبة تقول أيضا إنها لم تشعر برغبة في زيارة تل أبيب بعد رحيل عرفات. ولا تتردد ديان بالقول إنها تعرف جيدا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وإنه لا يملك أي نية لصنع سلام مع الفلسطينيين. كما توجه نقدا لإسرائيل على خلفية استشراء الفساد وحوادث الاغتصاب والقتل فيها، وتتساءل أين ذهب الخجل؟ كما تبدي اشمئزازها من تديين الصراع ومن هيمنة أوساط دينية على إسرائيل. وتبدي خيبة أملها من عدم تسوية الصراع مع الفلسطينيين ومن استمرار قتل الجنود والمدنيين في المواجهات. وتتساءل ساخرة لماذا كل هذا الدم؟… هل هو من أجل أن يقول نتنياهو: انتصرت في غزة؟

وتقول إن هناك انتقادات للجانب الفلسطيني، لكنها لا تلبث أن توضح أن الجانب الإسرائيلي هو المحتل وهو القوي القادر على فعل أكثر وبالتالي مسؤوليته أكبر. وتتابع "ولدت في بريطانيا يوم صدر وعد بلفور وكنت مؤمنة بالصهيونية التي أقامت إسرائيل، ولكنني لم أعد صهيونية اليوم". وعن ذلك تقول "الصهيونية غير قائمة بعد وإسرائيل دولة صغيرة وإذا واصلنا التصرف مع الفلسطينيين على النحو الحالي سنذهب للضياع والعالم يصبح أكثر لاسامية ونحن لن نبقى في البلاد. من جهتي فليقم كل منا حيثما يريد. الناس هنا ليسوا أغبياء ويرون الاتجاه الذي تنحو له الدولة وشهريا يهاجر منها مئات اليهود. أنا شخصيا لم أكن لأسكن في مكان آخر بالعالم وأنا عمري مئة سنة ولذا لست مثالا ملائما من هذه الناحية".

وتقول الطويل عنها إنها تحب ديان بصفتها سيدة توجهاتها إنسانية ومثقفة وجريئة. وتستذكر أنها ولدت في عكا قبل أن تهجر وعائلتها للأردن عام ،1948 منوهة أنها تتنقل اليوم بين مالطا وبين دبي سوية، وابنتها سهى وحفيدتها زهوة الصبية الحلوة بنت الواحدة والعشرين. وتستذكر أيضا أنها لم تكن راضية من زواج ابنتها سهى عام 1990 وهي بالسابعة والعشرين من الرئيس الراحل ياسر عرفات ابن الواحدة والستين وقتها، لكنها اضطرت للتسليم بالأمر الواقع ومساندة ابنتها وحفيدتها. وعن السؤال لماذا لا تزور سهى وزهوة رام الله حيث ضريح الراحل عرفات تقول الطويل في الكتاب إن هذا سؤال شخصي جدا، وإن الجدة والبنت والحفيدة سيزرن رام الله فور رحيل الاحتلال. وعن تسوية الصراع ترى الطويل أن تسوية الدولة الواحدة غير واقعية مثلما أن دولة فلسطينية بحدود تقسيم 1947 ليست واقعية، وبالتالي هي تؤيد دولة في حدود 1967 التي يؤيدها العالم أيضا. وتؤكد أن عرفات كان جادا في السلام ووافق على دولة فلسطينية داخل 22٪ فقط من فلسطين، وأن نتنياهو هو الذي يفشل السلام منذ اغتيال اسحق رابين الذي "أوجع قلبي رحيله". وتتساءل لماذا لا يسكن المستوطنون في الجليل والنقب بدلا من الضفة الغربية؟ مشيرة لدعمها لحق عودة اللاجئين لبلادهم داخل أراضي 48 وتدعو للاعتراف به. وتتابع "نعم اعتراف بعودة اللاجئين لمنازلهم داخل أراضي 48. ربما لا أرغب بالعودة لكن فليكن لي الحق بذلك. السلام سيتحقق لكن طالما نتنياهو أن في الحكم هذا لن يحدث".

ديان التي انفصلت عن زوجها لارتباطه بنساء أخريات وعلانية، ترد على سؤال إذا كانت ما زالت تحبه كما في بداية طريقهما فتقول بعد تردد "ليس كثيرا لكنني أذكره حينما أتأمل أحوال إسرائيل اليوم وأسأل ماذا كان سيفعل لو كان معنا وبالطبع كان سيجلب السلام". ولماذا لم تتزوجي من بعده؟ فترد" لا سمح الله… يكفيني زواج واحد ومن وقتها تزوجت العمل وانشغلت بفعاليات اجتماعية وسياسية مؤيدة للسلام". وتقول إنها لا تخشى الموت وإنها تتمنى أن تنام مساء ولا تستيقظ صباحا فتموت دون مستشفيات ومعاناة.
وماهو سر عمرك المديد؟ "التفكير الإيجابي وبالأساس هذا وراثي".

 

 

المصدر: القدس العربي

تصميم وتطوير