نتنياهو يأمر بتركيب بوابات الكترونية يرفضها الوقف ويعتبرها إذلالا للمصلين

17.07.2017 12:53 PM

رام الله- وطن: رغم الدعم الاعلامي العبري الذي انعكس في العديد من المقالات والتقارير التي تناولت قرار الحكومة الاسرائيلية تركيب بوابات الكترونية لتفتيش المصلين على مداخل الحرم القدسي، الا ان بعض هذه التقارير تضمنت تحذيرا، احيانا مباشرا واحيانا ضمنيا، من أبعاد هذه الخطوة، التي اعتبرتها دائرة الاوقاف الإسلامية بمثابة اذلال للمصلين وتغييرا للوضع الراهن، رغم ادعاء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال محادثة مع الصحفيين في باريس، امس الاحد، بأنه يعارض تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي، "كالسماح لليهود بالصلاة في المكان المقدس، لأن من شأن ذلك ان يقود الى تدهور امني والمس بعلاقات اسرائيل التي تشهد سخونة مع دول عربية سنية"، على حد تعبيره.

وعكست بعض التقارير التي نشرتها "هآرتس" و"يديعوت أحرونوت" رفض دائرة الأوقاف والمسلمين لهذه الخطوة، ونقلت تصريحات لمسؤولي دائرة الأوقاف وعدد من المصلين الذين اعلنوا رفضهم الدخول الى الحرم عبر هذه البوابات ورفضوا تحمل المسؤولية، ودعوا جمهور المصلين الى الامتناع عن دخول الحرم، مع فتح بابين، او ثلاثة، من ابوابه يوم امس الاحد.

في هذا الشأن تنشر "هآرتس" تصريح نتنياهو "المعارض" لتغيير الوضع الراهن، والمؤيد لنشر كاميرات وتركيب بوابات الكترونية، حيث قال في باريس، ان "تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي هو خطوة غير صحيحة. هذا سيؤدي الى نتائج غير متوقعة في المنظومة العالمية والاقليمية. لقد نجحنا بعزل موضوع الحرب الدينية قدر الامكان في المنطقة، وهناك معايير امنية واضحة تحتم الحفاظ على الوضع الراهن. بالإضافة الى ذلك، نحن ننجح بخلق علاقات متزايدة مع دول المنطقة وحتى تحقيق تغييرات مشجعة ازاء اسرائيل في الرأي العام في العالم العربي، وتغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي سيمس بهذا كله".

مع ذلك قال نتنياهو انه يعتقد بأن هناك حاجة لزيادة وسائل الامن في الحرم القدسي "من اجل منع العمليات كتلك التي وقعت يوم الجمعة". وحسب اقواله فان "نشر كاميرات خارج الحرم لتعقب ما يحدث في داخله، وتركيب بوابات لكشف المعادن على مداخل الحرم هي وسائل مطلوبة. فبدون هذا سنجد أنفسنا امام عملية اخرى".

وكانت الشرطة الاسرائيلية قد فتحت ابواب الحرم امام الزوار امس، وقامت بتركيب بوابات الكترونية لكشف المعادن. وفي اعقاب ذلك اندلعت في المكان مواجهات. وقالت الشرطة انه تم اعتقال شخص واحد، فيما ابلغ الجانب الفلسطيني عن وقوع عدة اصابات جراء إطلاق النار على المتظاهرين.

ورفض المجلس الاسلامي الأعلى فتح الحرم بنفسه، احتجاجا على خرق الوضع الراهن، وطلب مدير المسجد الاقصى الشيخ عمر الكسواني من الزوار عدم الدخول حتى يتم ازالة البوابات الالكترونية. ولم يتم امس فتح الحرم امام الزوار اليهود.

وقال مسؤول في دائرة الأوقاف لصحيفة "هآرتس" ان "الوقف يعتبر تركيب هذه الاليات بمثابة خرق للوضع الراهن، والان ستضطر اسرائيل الى العثور على جهة تتسلم المفاتيح وليس من المؤكد انها ستجد جهة كهذه. مدراء الوقف لا يصلون الى المكان".
وجاء من الشرطة ان عائلة فلسطينية وصلت الى باب الاسباط للصلاة على ميت لها في الحرم، وعندها حاول عدد من الشبان اجتياز قوات الشرطة المرابطة في المكان، فتم تفريقهم.

وحسب الشرطة فقد دخل الى الاقصى حوالي 200 مسلم للصلاة. لكن هناك من انصاعوا لأوامر الوقف بعدم الدخول احتجاجا على اقامة البوابات الالكترونية. احدهم فخري ابو ذياب الذي قال لصحيفة "هآرتس" انه "يجب اعادة الوضع الى سابق عهده. المسؤولية تقع على عاتق نتنياهو وحكومة اسرائيل". وقال "ان وضع البوابات الالكترونية هو عقاب جماعي، والهدف منها هو اهانتنا وتقليص عدد المصلين الذين يدخلون". واضاف بأنه يصلي في الاقصى منذ عام 1967 "والحكومة تدفع الناس نحو انتفاضة. لم يعد لدى الناس ما يخسرونه. في النهاية ستقع حرب دينية". وقال محمد ابو حمص ان "وضع البوابات الالكترونية سيتسبب بحرب دينية وهم يعرفون ذلك. لا اعرف من غسل دماغ الشبان، غسلوا دماغهم مثل داعش، ولكن لم يخرج ابدا أي عيار من المسجد. ما يحدث اليوم يظهر فقط ان القدس مقسمة ومن يقول غير ذلك فانه يكذب".

يشار الى انه تم فتح بوابتين فقط من بين ابواب الحرم التسع، ويسمح فقط للفلسطينيين من سكان القدس بالدخول بعد اجراء فحص لهم بواسطة البوابات الإلكترونية

تصميم وتطوير