انقسام في الجهاز الأمني الإسرائيلي بشأن البوابات الالكترونية

20.07.2017 12:34 PM

رام الله- وطن: في وقت واصل فيه نتنياهو إطلاق تصريحات تظاهر من خلالها بتعنته في مسألة نصب البوابات الالكترونية على مداخل المسجد الاقصى، تكشف التقارير الصحفية، اليوم، انه يسعى الى انهاء هذه الأزمة بشكل هادئ، قد يقود في النهاية الى سحب هذه البوابات، وتجنب اندلاع مواجهات عنيفة مجددا في القدس، في ضوء اقتراب يوم الجمعة الثاني بعد الاغلاق، والذي من شأنه ان يفجر مظاهرات عنيفة في حال تواصل وضع هذه البوابات غدا، واضطرار عشرات الاف المصلين الذين يتوقع وصولهم الى الحرم، لأداء الصلاة خارج اسواره، في ضوء رفض دائرة الاوقاف دخول الحرم طالما لا تزال هذه البوابات هناك.

وتكتب الصحف الاسرائيلية عن مشاورات حثيثة جرت يوم امس الاربعاء، على المستويين الأمني والسياسي، حول الأزمة في الأقصى. وقالت صحيفة "هآرتس" ان حاشية رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اجرت محادثات هاتفية مع قادة الجهاز الامني في البلاد، قبل مغادرتها لبودابست عائدة الى اسرائيل، حول سبل حل المواجهة المتزايدة مع الفلسطينيين بشأن تركيب البوابات الالكترونية على مداخل الحرم. ومن المتوقع ان يعقد نتنياهو جلسات اخرى في البلاد، اليوم، لمناقشة الموضوع.

ولوحظ خلال النقاشات التي جرت امس، حدوث انقسام في الاجهزة الأمنية، في الموقف من البوابات، حيث اعرب الشاباك والجيش ومكتب منسق اعمال الحكومة الإسرائيلي عن تحفظهم من مواصلة الاصرار على تفعيل البوابات الالكترونية في الأقصى، واوصوا بالتوصل الى حل يسمح لإسرائيل بالخروج "بكرامة" من هذه المواجهة من دون ان يؤدي الأمر الى انفجار مترامي الاطراف في القدس والضفة الغربية. واعرب الجهاز الأمني عن قلقه ازاء تأثير الموضوع على العلاقات مع الأردن على خلفية ردود فعل الجمهور الأردني. ومن بين المقترحات التي نوقشت، امس، ان تتوجه شخصية غربية او عربية رفيعة الى اسرائيل مع خطة لإنهاء الأزمة، حسب "هآرتس".

وتضيف ان الجيش يستعد لإمكانية تعزيز قواته في الضفة الغربية ومنطقة القدس في نهاية الأسبوع، على خلفية التخوف من وقوع اضطرابات. وتم خلال مناقشات الجهاز الأمني مناقشة الاستعداد لإمكانية إطلاق صواريخ من قطاع غزة على اسرائيل ومبادرة حماس الى تنظيم تظاهرات قرب السياج الحدودي.

وقال نتنياهو، مساء امس، في بودابست، ان اسرائيل توجهت الى الأردن والى جهات اخرى في العالم العربي طالبة مساعدتها على إعادة الهدوء. وخلال حديث مع الصحفيين قال نتنياهو ان اسرائيل لم تغير موقفها بشأن اقامة البوابات الالكترونية على ابواب المكان المقدس، واوضح: "لم يتم اتخاذ قرار مختلف بشأن جبل الهيكل (المسجد الأقصى)، وهذا المساء سأعقد مشاورات مع الجهات الأمنية، هناك آراء مختلفة وسأستمع اليها. لقد قلنا للأردنيين بأنه كانت تقوم على مداخل الحرم حتى العام 2000 بوابات الكترونية بشكل جزئي، وقلنا هذا للعالم العربي كله".

كما قال نتنياهو ان اسرائيل تحافظ على اتصال مباشر مع الأردن. "انهم يريدون انهاء الموضوع بشكل هادئ، ونحن نتوقع من الجميع المساهمة في اعادة الهدوء. يجب التعامل مع الحقائق والحقيقة – وضع البوابات الالكترونية لا يعني اجراء أي تغيير في الوضع الراهن، وانما يهدف الى منع تكرار الهجوم المسلح".

وقال وزير الخارجية الأردني، ايمن الصفدي، امس، ان مفتاح الهدوء في القدس والمسجد الأقصى يتواجد في أيدي اسرائيل. وقال ان الملك عبدالله، يتدخل شخصيا في الاتصالات مع اسرائيل، ويطالب بالحفاظ على الوضع الراهن والغاء القرارات التي اتخذتها اسرائيل في الايام الأخيرة بشأن حراسة المكان.

وقال الناطق بلسان الرئيس الفلسطيني، نبيل ابو ردينة، امس ان "الرئيس ابو مازن يجري محادثات مع جهات دولية وعربية من اجل منع الاشتعال في القدس. وسيعقد اليوم جلسة طارئة مع قادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمهيدا لصلاة يوم الجمعة".

وشهد يوم الغضب الذي تم اعلانه، امس، مواجهات، لكن الجيش الاسرائيلي يتخوف من امكانية تصعيد الاوضاع غدا الجمعة، على خلفية دعوة مفتي القدس للمصلين بالحضور لتطبيق حقهم بالصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

وكان الشيخ عزام الخطيب التميمي، المدير العام للوقف الإسلامي في الأقصى، قد دعا المسلمين للوصول الى الاقصى يوم الجمعة، وقال ان "ادارة الاوقاف تدعو كل ائمة المساجد إلى عدم القاء خطبة الجمعة في مساجدهم، واغلاقها والحضور الى المسجد الاقصى". 

وحول المواجهات بالقرب من باب الاسباط، يتضح ان فلسطينياً وصل الى المكان لتوزيع منشورات، فقامت الشرطة بتفريق الناس الذين تحلقوا حوله ومن ثم، كما يتبين من توثيق للحادث، قامت الشرطة بضربه من دون ان يمارس أي قوة. وخلال اعتقاله قام المتظاهرون برشق الحجارة على الشرطة. وقالت الشرطة ان "الحادث وقع خلال خرق عنيف للنظام، حيث طلبت الشرطة تفتيش شخص قام بتوزيع منشورات للمسلمين بالقرب من باب الأسباط، وقام الشخص بترديد هتافات ما ادى الى تجمع وتأجيج خرق النظام والذي شمل رشق حجارة على الشرطة. ومع ذلك سيتم فحص الحادث، وتحويل الأمر لمعالجة الجهات المسؤولة."

كما يتعرض الصحفيون الذين يتواجدون في المكان لاعتداءات الشرطة، ويوم امس الاول اعتدى شرطي على مراسل موقع Ynet حسن شعلان، رغم عرض بطاقته الصحفية. واصدرت نقابة المراسلين العاملين في القدس بيانا شجبت فيه الاعتداء وطالبت الشرطة بالسماح للصحفيين بأداء مهامهم.

تصميم وتطوير