نتنياهو.. لقد نجحت في استفزازنا

كتب: د. عبد الرحيم سويسة

بعد أن تحول اتفاق أوسلو إلى عبء على الشعب الفلسطيني، بسبب مماطلة ومراوغة حكوماتكم التي أفرغته من أي مضمون أو أمل ، حتى بدا أشبه ما يكون بقيد أو شرك وقعنا فيه.

وبعد أن فشل ما سُمي زورا بالربيع العربي ، وبانت سوأته ليظهر على حقيقته خريفا أو صقيعا جلب على الأمة العربية العواصف والأعاصير والخراب والدمار والقتل.

وبعد أن بدا النظام العربي الرسمي يترنح من الضعف والاستكانة والخنوع ، وبدأ يتهافت على إسرائيل للتطبيع معها في السر والعلن.

وبعد أن تم تشويه الإسلام وجرت محاولات اختطافه وشيطنته من قبل أعدائه.

بعد كل هذه الإرهاصات والأحداث الجسام أصبح الفلسطيني وحيدا محاصرا، وأصبح العربي خجولا بعروبته، وأصبح المسلم مصدرا للشك والشبهات.

بعد كل هذه الانجازات التي حققتها إسرائيل، دخل الشارع الفلسطيني والعربي في مرحلة من التراجع والحيرة والإحباط ، وتلبدت السماء العربية بالغيوم والأمطار الحمضية، وحُجبت الرؤية، وفقدنا المقدرة على الفعل  والتأثير، وأصبح المستقبل في مهب الريح، وأصبح يهددنا القحط والمحل والخوف و...الخ.

غاب الأمل والثقة وكدنا ندخل في مرحلة اليأس ...

وفجأة جاء نتنياهو لينقذنا بفضل أخطائه وغروره وتهوره !

نعم جاء الانفراج من حيث لم نتوقع ، ومن حيث لم يرغب .. ومن حيث لم تدري يا نتنياهو.

لقد نجحت في استفزازنا وإثارة الرغبة بالتحدي  فينا.

لقد كان قراركم الاستفزازي وغير الحكيم بإقامة البوابات الالكترونية على أبواب المسجد الأقصى هو الشرارة التي أعادت لنا الصحوة  والأمل والفعل والرشاقة ومكنتنا من استعادة زمام المبادرة.

لقد تأكد لكم ألآن أن الشعب الفلسطيني لم يمت ولم يوهن ولم يفقد ذاكرته ولم يتشوه وعيه، ولم يتدجن ولم يدخل بيت الطاعة..وها هو اليوم يذكرك بديسمبر 1987.

وها هو يبدو للعالم شعبا حراً حياً مفعما بالحيوية .. يمتلك زمام أمره ويحمي  مقدساته ويذود عن أرضه ويدافع عن كرامته .. جديرا بالاحترام والاستقلال .

وها هي القومية العربية تنهض وتستعيد زخمها في ذكرى ثورة 23 يوليو التي تحل علينا ألآن لنستلهم منها الأمجاد والدروس والعبر والقدرة على التصدي وإحراز النصر.

نتنياهو - إن شئت -  ابقي بواباتك الالكترونية حول قبلة المسلمين الأولى ومسجدهم الثاني وحرمهم الثالث.