كوبر التي خرجت عمر، وعشرات المناضلين، لم تبخل عليه بقطعة ارض لبناء منزل جديد

23.07.2017 12:41 PM

رام الله- وطن- رولا حسنين: لم يُرد عمر العبد ابن قرية كوبر قضاء رام الله، أن يضع لنا احتمالات كثيرة نفكر بها، لشرح الأسباب التي دفعته لتنفيذ عملية طعن ضد مستوطني الاحتلال في مستوطنة "حلميش" مساء الجمعة، وقتل 3 منهم.

كتب عمر وصيته ونشرها على صفحته "الفيسبوك" وقال إن ما يمارسه الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني شيء لا يمكن السكوت عنه، وحصار الاحتلال للمسجد الأقصى بوضع بوابات الكترونية وكاميرات مراقبة بداية فرض سيطرة اسرائيلية على أولى الفبلتين وأحد ثوابت الشعب الفلسطيني الذي لا يمكن التنازل عنه أو الصمت أمام ممارسات الاحتلال، عدا عن مشاهد تنكيل الاحتلال بجثامين شهداء جمعة الغضب نصرة للأقصى، والتي ارتقى فيها 3 شهداء مقدسيين.

عمر جنّد نفسه

عمر الذي ينحدر من عائلة بسيطة الحال، لا علاقة لها بأي تنظيم سياسي فلسطيني، نفذ عملية طعن في مستوطنة "حلميش" المقامة عنوّة على أراضي قريته، ناوياً الشهادة، ولكن القدر خالف أمنيته، وأضحى عمر جريحاً أسيراً مكبلاً في زنازين التحقيق الاسرائيلية.

وعلى الرغم من عدم انتماء عمر لأي تنظيمي سياسي يوجهه لتنفيذ عمليته، إلا أن عمر جنّد نفسه، ولم ينسلخ في وطنيته  عن قريته كوبر، والتي هي من أوائل القرى الفلسطينية التي شاركت في العمل النضالي الفلسطنيي ضد الاحتلال.

قدمت كوبر نحو 15 شهيداً، وعشرات الأسرى الذين ما زال كثير منهم في سجون الاحتلال، يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد مدى الحياة، أبزرهم عميد الأسرى الفلسطنييين نائل البرغوثي الذي تحرر في صفقة وفاء الاحرار عام 2011 ثم أعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014، والأسير النائب مروان البرغوثي أحد قادة المقاومة الفلسطينية وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وكذلك فهد أبو الحج ورائد زيبار وربيع البرغوثي، وهلال يوسف وفخري البرغوثي وعمر البرغوثي، وآخرين ما زالوا أسرى في سجون الاحتلال.

تاريخ كوبر المقاوم

ووفقاً للصحفي عطا صباح ابن قرية كوبر في حديث مع وطن، قال إن العملية  التي نفذها الشاب عمر (19 عاماً) هي اول عملية  خرجت من كوبر بطابع الاستشهاد، اذ توجه عمر قاصداً بعمليته الشهادة، إلا أنه أصيب خلال عمليته وجرى اعتقاله.

وأوضح أن كوبر خرجت أجيالاً لها بصمتها في العمل العسكري ضد الاحتلال، فمنها برز قادة التنظيمات الفلسطينية، وبعض أبنائها عملوا في خلية عسكرية مشتركة مع أبطال قرية سلواد خلال الانتفاضة الثانية، ونفذوا عمليات عديدة منها قتل 7 جنود من جيش الاحتلال على إحدى حواجز الاحتلال في الضفة، عدا عن مشاركة بعض أبنائها في اغتيال الوزير الاسرائيلي زئيفي على يد مجموعة من أبطال كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
ويعمل والد عمر عاملاً يعيل عائلته، وكان عمر اليد المساندة لوالده، إذ كان يعمل في كسارة ويعيل نفسه اذ التحق للدراسة في جامعة القدس المفتوحة، ويعيل أسرته، عمر الذي تحمّل مسؤوليته ومسؤولية عائلته فلا غرابة في أن يتحمّل مسؤولية وطنه المحتل مدافعاً عنه بما هو قادر عليه.

كوبر تضمد الجراح

وما يميز الشعب الفلسطيني عامة وأهالي قرية كوبر، التعاون الشعبي والتضامن الوحدوي والتكافل بين أبناء القرية، فما أن وصلهم نبأ تنفيذ العملية، وما أن اقتحم الاحتلال منزل عائلة عمر وأبلغهم نيتهم هدم المنزل كعقاب جماعي على ما فعله نجلهم، حتى جرى الاعلان عن تبرع بقطعة أرض لبناء منزل لعائلة عمر في حال منعها الاحتلال من اعادة بناء بيتها المنوي هدمه على ذات مساحته، كما وجرى الاتفاق بين أبناء القرية على تشكيل لجنة لجمع التبرعات من داخل القرية لعائلة عمر.

جغرافيا كوبر

وتبعد كوبر نحو 10 كم شمال رام الله، ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 4 الاف نسمة، ويتألف سكان كوبر من عدة عائلات ومنها: عائلة البرغوثي،عائلة ريان(شنان)، وعائلة دار يوسف، وعائلة دار ياسين، وعائلة دار بدوان، وعائلة دار عامرية، وعائلة دار أبو الحج، وعائلة دار الفحل، وحمولة دار زيبار والتي تعد من أكبر العائلات في القرية.

ويوجد في قرية كوبر أربعة مساجد، مسجد الشهداء، وكوبر الجديد، وأبو بكر الصديق، والاتقياء.

وهناك العديد من المواقع ذات الأهمية الأثرية، بما في ذلك دوير، كفر فيديا، مقام الشيخ جميل، الدير الجواني، البتول والبلدة القديمة.

 

تصميم وتطوير