نبيل عمرو يكتب لـ"وطن": ماذا لو ازيلت البوابات

24.07.2017 09:14 AM

وقعت أحداث القدس وتداعياتها وقع الزلزال على الرتابة المملة التي ميزت الوضع الفلسطيني خلال الفترة السابقة، كان الحديث يجري عن مبادرة تاريخية سماها الرئيس ترمب " صفقة القرن" وكان الحديث كذلك يتداول بصورة نشطة، حول مزاعم نتنياهو بأن علاقاته العربية توشك ان تكون علاقات تحالفية، وكان الحديث يجري كذلك عن طغيان القضايا الموازية او المنافسة على القضية الفلسطينية، اذ لا مناص من انتظار حسم الأمور في الموصل والرقة والقلمون، كي يصبح المناخ مواتيا لمجرد الحديث عن الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

هكذا كان الوضع قبل ساعة من انفجار الاحداث في الأقصى ومحيطه، فإذا بالمعادلة تتغير، فتتصدر احداث الأقصى المشهد السياسي كقضية أولى تثير رعب الذين راهنوا على استمرار الرتابة حول القضية الفلسطينية الى ما لا نهاية.

حماقة نتنياهو هي التي اشعلت الحريق، ومعضلة استمراره في الحماقة او نزوله عن اعلى الشجرة هي ما يجري التداول بشأنه الان، وقد يجد عباقرة الصيغ مخرجا مؤقتا يحفظ بعض ماء الوجه لنتنياهو ويعيد الأمور الى وضع مقبول فلسطيني واردني ، غير ان هذا الذي حدث والذي يتوقع حدوثه، طرح على الفلسطينيين أولا سؤالا ينتظر إجابة مقنعة سيتحدد على أساسها ملامح ومسارات المرحلة المقبلة.

السؤال يقول... هل الوضع الفلسطيني الذاتي قادر على مواصلة معركة سياسية بدأت بالأقصى وينبغي ان تتطور لتشمل القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة جميعا؟

احداث الأقصى اجابت جزئيا عن هذا السؤال، اذ نجحت العفوية الفلسطينية في الوقوف الفعال امام التمادي الإسرائيلي في انتهاك المقدس في النفوس ، غير ان العفوية على عظمتها لا تكفي دون حاضنة مؤسساتية متينة تقود العمل المعقد على مستوى العالم كله، والجميع يؤرقه هذا السؤال ، القيادة الرسمية تحدثت عن حتمية استعادة دور المؤسسة من خلال استعادة منظمة التحرير، والإسلام السياسي تحدث عن انهاء الانقسام استنادا للأدبيات الفاشلة التي جسدت استمراره حتى يومنا هذا ، ما جعل المراقب يلاحظ ان الشعارات المجيدة ترفع موسميا وتحت ضغط العاطفة الشعبية، بينما الفعل الحقيقي يتبخر حين تخبو العاطفة وتزول مبررات رد الفعل .

ان اذعان إسرائيل برفع البوابات، سيفتح امامنا جميعا باب تواصل الاستيطان ومحاصرة القدس والعربدة في جميع انحاء الوطن، فما الحيلة امام هذا التحدي الأكبر من البوابات والأخطر على صعيد الوطن كله.

كانت الهبة الشعبية عظيمة وكان المصلون هم الأعظم في المشهد، فأين مقومات مواصلة معركة الحرية والاستقلال، والمسجد الأقصى احد عناوينها والقدس واحدة من تحدياتها ومعاركها.

ان لم نجب عن هذا السؤال بوضع فلسطيني متين من كل النواحي، فسنظل نصارع بالقطعة دون ان نصل الى الهدف الحقيقي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير