قيادة ميدانية موحدة بشعار"يا الله يا الله"

24.07.2017 12:36 PM

كتب: حمدي فراج

يستطيع المقدسيون وحدهم ، الانتصار على اسرائيل في معركة الاقصى المبارك المتمثلة اليوم في إزالة البوابات الالكترونية والكاميرات المذلة "الذكية"، وما سبق ذلك من تدنيسه بالدخول الممنهج للسوائب المتزمتة "المتدعششة" الرامية اولا وأخيرا الى هدمه ، وفي الحد الادنى الى تقسيمه زمانيا ومكانيا ، وهم عمليا – المقدسيون – يقومون بذلك منذ حوالي عشرين سنة ، عندما تم اغلاق القدس على شعبها الفلسطيني في الضفة والقطاع ، الا في حالات المرض والاعياد وكبار السن ، ويكفي للتدليل على ذلك ان شرارة الانتفاضة الثانية قد قدحت في جنباته المقدسة عندما دخله شارون الذي كان أنذاك زعيما للمعارضة بموافقة رئيس الوزراء العمالي ايهود براك .

لقد اوضحت الايام العشرة الاخيرة قدرة هؤلاء المقدسيين على خوض مجابهة صارخة في التصميم والارادة والتنظيم والتحمل والتوحد والمواكبة والتحدي ما جعلهم يستقطبون اهتمام وتعاطف العالم كله ، فهم فقط يريدون الصلاة في مسجدهم ، وكان ما صرخه احد هؤلاء المسنين في وجه الجندي المدجج  : "اريد ان اصلي لـ ألله" ، وقعا مؤثرا ، لكن الشعار الجماعي الناظم في كل صلاة ، وعلى الاخص الصلوات الليلية ، وتصدح به الاف الحناجر ، واستقطب تعاطف المؤمنين في كل مكان ، هو : يا الله يا الله .

ولقد استطاع المقدسيون ان يتجاوزوا خلافات قياداتهم السياسية المستعصية ، بين فتح وحماس ، فالهراوة الاسرائيلية لم تميز بين هذا وذاك ، وكذا قنبلة الغاز التي تلقى في اوساط جموعهم وادت الى وقوع شهداء واصابات بالمئات ، بمن في ذلك شيوخا ونساء واطفالا ، توزعوا على ألوان الطيف الفلسطيني البهي في القرية والمخيم ، فقراء واغنياء ، مسلمين ومسيحيين من اليمين الى اليسار .

بالطبع ، لا يمكن ان يكون هناك انتفاضة جديدة بقيادة قديمة ، حتى لو اتخذت بعض اجراءات متوافقة مع الهبة التي تكاد تغطي ارجاء الوطن السليب كله ، ولا يمكن التقدم في احداثيات انتفاضة جديدة افقيا وعموديا في الحالة الانقسامية التشرذمية السائدة  ، وبرامج سياسية متضاربة حد التناقض ، وادوات قديمة تكاد تكون قد اصبحت مهترئة ، وولاءات لمعسكرات ومحاور ضربت العمق العربي في الصميم حتى طالت تطلعاته والعديد من ثوابته واقانيمه ، ومن جهة ثانية ، لا يمكن للشرارة الانتفاضية الانتظار طويلا ، لأنها سرعان ما ستخبو اذا لم تجد هشيمها ، فيكون الحل الواقعي اجتراح قيادات ميدانية موحدة ناظمها النضال والتصدي كل حسب موقعه ، وكل موقع حسب عناصره ومكوناته ، وسيؤدي ذلك بكل تأكيد الى نزول القيادة عند متطلبات هذا الفعل الانتفاضي بايجاد قواسم نضالية ذات حدود دنيا من ناحية ، وارجاء بحث الخلافات التي ستحتل المرتبة الثانية الى وقت لاحق ، تكون القيادة ذاتها قد تغيرت ، او على الاقل غيرت ادواتها.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير