خاص لـ"وطن" بالفيديو .. نفق القطار العثماني في طولكرم، مهجور لكنه صامد بوجه الطبيعة

طولكرم -وطن -سندس علي: في موقع بين محافظات طولكرم ونابلس وجنين، يتوسط بين بلدات بلعا وعنبتا وبزاريا والعطارة، تحفة أثرية عثمانية ليس لها شبيه ولا مثيل في فلسطين، وهي نفق سكة القطار العثماني.

شقته الدولة العثمانية خلال فترة حكم السلطان عبد الحميد الثاني، وكان يطلق عليه اسم "الخرق" لأنه اخترق الجبل بعمق 250 متراً تقريباً، وبعرض 12 متراً وارتفاع 6 أمتار.

وقد استمر العمل في النفق مدة 30عاماً، إذ شق على يد "عسكر السخرة" (العمل الجماعي الاجباري) ودون استخدام أي معدات ثقيلة لذلك استغرق وقتاً لإنجازه، بإشراف مهندسين أتراك وألمان، إذ تم شق النفق من أجل مد سكة قطار الحجاز الذي كان ينقل حجاج فلسطين وبلاد الشام إلى بلاد الحجاز، إضافة لكونه وسيلة لربط فلسطين بالعالم  اقتصادياً وتجارياً، بحسب مؤرخين.

ويضم النفق شبابيك صغيرة على الجوانب منها لوضع قناديل للإنارة لأنه معتم من الداخل، إضافة لأخرى كبيرة حتى يتمكن الناس من اللجوء إليها في حال تواجدهم داخل الخرق بالتزامن مع مرور القطار.

فيما توقف العمل في النفق ولم يعد يمر القطار من خلاله مع بداية الحرب العالمية الأولى.

بدوره، أوضح مدير مديرية السياحة والآثار في محافظات طولكرم وقلقيلية وسلفيت مفيد صلاح، بأن عمر النفق العثماني يزيد عن 100 عام، ولذلك عملت وزارة السياحة والآثار على إدراجه ضمن الخارطة السياحية لمحافظة طولكرم، وتركيب لافتات سياحية تعريفية في المكان.

وبين أن الوزارة عملت بالتعاون مع مؤسسة الرؤية الفلسطينية والبلديات المجاورة على إعادة تأهيله وترميمه وتسوية أرضيته لتسهيل السير بداخله، إضافة لإعادة الحجارة المهدمة بفعل لصوص الآثار.