اخطر وزير خارجية امريكي :تدمير "داعش" سيقود إلى نشوء "إمبراطورية إيرانية متطرفة"

08.08.2017 03:05 PM

وطن للانباء- ترجمة خاصة:

وطن - ترجمة خاصة: تتفق معظم القوى الفاعلة في المنطقة، بما يشمل إيران الشيعية والدول السنية الرئيسية، على ضرورة القضاء التام على تنظيم الدولة (داعش). ولكن السؤال المهم يبقى: من هي تلك القوة، محل الثقة، التي يمكن أن نتركها لتسيطر على مناطق داعش الحالية؟

بهذا التساؤل الهام، يحذر هنري كيسنجر، من أن تدمير "داعش" قد يفضي إلى منح الفرصة لإيران لتتحول إلى "إمبراطورية متطرفة". وقد أكد الدبلوماسي الأمريكي السابق على أنه في حال احتلت أو سيطرت إيران على تلك المناطق بمجرد هزيمة "داعش"، فإن النتيجة ستكون بلا شك ظهور إمبراطورية إيرانية جديدة.

كما تطرق التسعيني، وهو وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في عهد الرئيس ريتشارد نيكسون، إلى تعقيدات وعواقب اتخاذ المواقف المختلفة إزاء النزاع في الشرق الأوسط، ومحذرا من المخاطر المحتملة جراء الانحياز إلى طرف دون الاخر.

وفي ظروف بالغة التعقيد كهذه، في الشرق الأوسط الجديد، لا يصبح معها المثل القائل "عدو عدوك هو صديقك"، صحيحا أبدا. بل إن عدو عدوك قد يكون أيضا عدوك اللدود. بل أكثر من ذلك، فإن الشرق الأوسط وهو في هذه الحال من الغليان، ومن تقلب الايديولوجيات والتحالفات وتغيرها حسب الأحداث على الأرض، حتى وإن كانت أحداثا صغرة غي مؤثرة، إلا أنه يؤثر على العالم ككل.

إن الحرب الحالية، والتي يشنها التحالف الدولي ضد "داعش"، يمكن أن تكون أوضح مثال على ما سبق:
فجميع القوى الفاعلة في الشرق الأوسط، باستثناء "داعش" ذاتها بالطبع، قد أجمعت على ضرورة القضاء المبرم على "داعش"، علما أن هذا التحالف يشمل إيران الشيعية والدول السنية الرئيسية. ولكن التحدي الأكبر سيتمثل في ضرورة الإجابة الواضحة على السؤال التالي: من هي تلك القوة محل ثقتنا، والتي يمكن أن نتركها لتسيطر على مناطق داعش الحالية؟ هل هو تحالف سني؟ أم سنترك المناطق مجالا تهيمن عليه إيران؟

تعتبر الإجابة على هذا التساؤل غاية الصعوبة، بل وبعيدة المنال في ظل الوضع المعقد حاليا، لأن روسيا ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) تدعم فصائل المعارضة. وإذا ما قام الحرس الثوري الإيراني أو أي من القوى الشيعية أو جميعها، والمدربة والموجه من قبل إيران "باحتلال" مناطق "داعش" والسيطرة عليها، فإن النتيجة الحتمية ستكون عبارة عن حزام إقليمي متصل يمتد من طهران إلى بيروت، وهو السيناريو الذي سيؤدي الى ظهور "إمبراطورية إيران المتطرفة"، وفق تعبير الدبلوماسي الأمريكي السابق.

تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يدلي فيها السيد كيسنجر بملاحظات هامة كهذه. فقد قال في العام الماضي، وهو أستاذ سابق في جامعة هارفارد: إن أكبر التحديات التي يواجهها الشرق الأوسط هو "الهيمنة المحتملة" قبل إيران.

 

"عن: ذي إندبندنت - ترجمة ناصر العيسة"

تصميم وتطوير