نادية حرحش تكتب لـ"وطن": الحال الفلسطيني المايل.. بين قيادات مهترئة ونزاعات حزبية واحتلال

10.08.2017 07:58 AM

بينما يتزايد الاحتلال في بطشه كل يوم . مستوطنة يقر بناؤها ، او بيت يهدم، او عائلة تشرد ،او ابن يستشهد او اخ يصاب او زوج ابناخ اب يعتقل .

مشاهد قمع لا تتوقف ، بل يتم ابتكارها علينا ومن خلالنا .
تعنت إسرائيلي يحاصرنا ويكبلنا بين معاملة خانقة
وحواجز وجدار يلتف حولنا يكاد يكتم علينا انفاسنا . يحد في كل يوم من انسانيتنا و يحجم من طموحنا وامالنا .
بين مآسي لا تنتهي، وطغيان يمتد كالسرطان في أحشائنا ....
يتزايد اهتراء قيادتنا السياسية
. فالأفق لا تزال تضيق في سمائنا ، لدرجة لم يعد هناك امل في اصلاح او تغيير . نسمع نفس التصريحات المترددة من نفس الاشخاص الذين هرموا وهم يرددون نفس الشعارات التي لم تعد تصلح حتى للواقع ، ليس فقط للزمن .
وتعلوا التهديدات الجوفاء نحو مقاطعة او الذهاب الى محكمة الجنايات او وقف التنسيق الامني.
والوعودات المتجددة مستمرة بانتخابات لن تحصل.

وتستمر التنديدات الخرقاء "احيانا" مع كل خرق اسرائيلي يطال الارض والانسان .وتقل مطالبنا ويسقط سقف توقعاتنا مع كل لحظة عابرة ...
الا عند النزاعات الداخلية التي تزداد وكأنها حفرة رملية زاحفة تلتهم كل ما يلامس اطرافها . فعداوتنا لبعض بين فتح وحماس باتت اشد من عداوتنا لاسرائيل . يتلصص كل صاحب غرمة لغريمه ينتظر اي هفوة .

فبينما لا تزال غزة تلملم صدع فتاتها ، تتفرغ زعامات حماس للتنكيل بالحريات العامة وتعتقل الصحافيين المعارضين لها،
ويتداول حكام رام الله شؤون الاقرار في عقد مجلس وطني بينما يتم اعتقال صحافيي الجانب "المعادي" .

وبين سباق لمن يتفاوض مع اسرائيل سرا او علانية من كلا الحزبين المتناحرين . والتلويح بالوطن كالثوب المخروق المهتريء . يبيع كل حزب ما طاب له مما تبقى من وطن . حرفا وكلمة . ارضا او خارطة.

ويتسابق كل للبكاء والعويل ومد اليد في طلب عون على شهيد سقط وبيت دمر ... ويستمر الشعب على حافتي ما كان وطنا تشقه احزاب تبيع الدين مرة وتبيع التحرر مرة اخرى . وامتلأت صرخاتهم واكاذيبهم وألاعيبهم  ارضنا وفضاءنا وخنقتنا واغرقتنا ...

ونستعد لذكرى وعد بلفور المئوية لنتسابق للتلويح بأعلام منكسة ليس فقط لبغض الاحتلال اللا منتهي ولكن لأجل الحال الفلسطيني المهين الدامي.

نستغل فواجع الاباء والامهات على فلذات اكبادهم ليتناحر الغرماء لرفع علم اصفر او اخضر ..
ويستمر الاحتلال في عربدته ...
ويستمر الفلسطينيون في بث سمومهم على بعضهم البعض...
فدعوات في المساجد تدعو للحرب على الاخر .. ودماء اللاجئين في المخيمات تسيل والفرقاء يصنفون المحاصرون بين عدو فتحاوي وعدو حمساوي . ونصفق لانجاز بالدبلوماسية الفلسطينية في محاولة التوسط في فتح السفارة الاسرائيلية في عمان.

وكأنه لا يكفينا ظلم الاحتلال وغصبه واغتصابه لنا ...
نكمل من الداخل تحطيم ما لم يحطمه الاحتلال
ونزيد من نكبتنا نكبة ..
ونفكك ما لم يستطع الاحتلال بسنواته الطويلة تفكيكه من وحدة واخوة لنصبح يوما تلو اليوم اضحوكة العالم
يصبح النزاع الفلسطيني اكبر من القضية الفلسطينية
يصبح ابن حماس اشد عداوة من جندي الاحتلال
ويصبح ابن فتح منشق مرتد يستحق رجمه
ويستمر الاحتلال بشد الخناق بين حاجز وشارع وجدار

وينجز الفلسطيني بين حال مائل وخنوع ونعرة قبلية هوجاء جوفاء ما لم يستطع انجازه الاحتلال.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير