الأمل: صندوق يساعد على تعليم الشباب الفلسطيني في أمريكا

07.09.2017 01:54 PM

رام الله - وطن - ترجمة خاصة:  لا يمكن لأحد أن يدرك مدى أهمية وقيمة "صندوق الأمل" أكثر من رئيس مؤسسة "أمديست" السيد تيد قطوف. يقول قطوف، وهو سفير أمريكي سابق، إن الطلبة المستفيدين من صندوق الأمل يعكسون بعضا من أفضل وأجمل القصص عن الشباب الفلسطيني.

يقوم برنامج صندوق الأمل بتخريج أجيال جديدة وواعدة من القادة الفلسطينيين في مجموعة متنوعة من المجالات المهمة والحساسة. وأضاف قطوف: "سيكون من الرائع جدا أن تقوم وسائل الإعلام الأميركية بنشر مقالات تتناول إنجازات مميزة لأشخاص فلسطينيين في شتى مجالات الحياة. فهناك مثلا عائلة من مدينة غزة، درس ثلاثة من أبنائها في مدارس الأونروا والمدارس الحكومية في غزة، ومن ثم حصل ثلاثتهم على منح دراسية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وجامعة هارفارد، وجامعة ستانفورد، وهناك حققوا تفوقا كبيرا".

يمتلك الكثير من الطلبة الفلسطينيين، ممن يعيشون في مخيمات اللجوء هذه الأيام، الكثير من الفرص والمنح الدراسية التي يقدمها صندوق الأمل من أجل إكمال دراستهم في الكليات والجامعات الأمريكية. من الجدير بالذكر، أن "صندوق الأمل" بدأ منذ عام 2000 تقديم المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين. وفي السنة الجامعية 2017/18، يلتحق (41) طالبا فلسطينيا بالجامعات والكليات الأمريكية المختلفة من أجل الحصول على اللقب الجامعي الأول (درجة البكالوريوس) في تخصصات مختلفة، وذلك بدعم من الصندوق.

تتم إدارة برنامج المنح هذا من خلال أمديست، وهي منظمة أمريكية رائدة في مجال التعليم والتدريب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ تأسيسها سنة 1951. ومن الجدير بالذكر، أن ما يقرب من (5) ملايين فلسطيني يعيشون في مخيمات اللاجئين، التي تعاني الفقر، في الضفة الغربية، وفي قطاع غزة، وفي سوريا ولبنان أيضا، قادرون على الاستفادة من منح البرنامج، حيث يعتبر التعليم بالنسبة إلى الفلسطينيين أداة قوية جدا لمساعدة الشباب الفلسطيني على تحقيق مستقبل لائق ومشرق.

وفي العادة، يتسم الطلبة الفلسطينيين المستفيدين من منح "صندوق الأمل" بالذكاء والتأهيل الأكاديمي والحافز للحصول على منح من الصندوق، ولكنهم يفتقرون إلى الموارد المادية الكافية لمتابعة تعليمهم. يعرف صندوق الأمل مهمته بأنه يسعى الى "إغناء معرفة وخلق الأمل محل اليأس، وتعزيز التالف والتفاهم بين الثقافات المختلفة".

وحول كيفية اختيار الطلبة للمنحة، ومعايير الاختيار، يصف السفير قطوف أمديست بأنها أصبحت على درجة عالية من الخبرة والتمرس على هذا العمل عبر (50) عاما من العمل في الأراضي الفلسطينية، حيث أسست شبكة واسعة من العلاقات التعاون والتواصل مع المجتمع ومؤسساته ومع المستفيدين من منح البرنامج. ومن الجدير بالذكر، أن لأمديست مكاتب في رام الله وغزة ونابلس والقدس الشرقية والخليل.

وفي إجراءات تنفيذها لبرنامج صندوق الأمل، تقوم أمديست باختيار اللاجئين، وغير اللاجئين من الفئات الأقل حظا، الذين لا يتوفر لديهم إمكانيات لتحمل تكلفة التعليم الجامعي في الولايات المتحدة. من الجدير بالإشارة أن الخريجين المستفيدين من صندوق الأمل يبدون دوما تميزا أكاديميا ملحوظا، ويحققون درجات عالية في امتحانات القبول (امتحان توفل وامتحان سات). كما ويبدون شخصيات قوية ومصقولة عبر إشراكهم في الأنشطة اللامنهجية والرياضية، وأنشطة خدمة المجتمع المتنوعة. يقوم موظفو/ات أمديست خلال عملية الترشيح للبرنامج بالبحث عن طلاب لديهم الحافز والمرونة المطلوبة، والتي تعطي مؤشرات على نجاح متوقع في البرنامج. وهذه هي نفس المعايير التي تأخذها الكليات والجامعات الأمريكية ذاتها بالحسبان عند قرارها سواء بخصوص قبول الطلبة أو قرارها بخصوص المنح الدراسية لمقدمي الطلبات.

وأضاف قطوف أن أمديست لا تتدخل في قرارات الطلبة بخصوص اتخاذ تخصصاتهم الدراسية، فهم أحرار في اختيار أي مجال يريدون. علما أن معظمهم يختارون تخصصات في مجالات العلوم-التكنولوجيا-الهندسة-الرياضيات.

وعلى الرغم من أن صندوق الأمل يمول في العادة الطلبة للحصول على الدرجة الجامعية الأولى، إلا أن الكثير منهم يبدي تفوقا أكاديميا مميزا، مما يؤهلهم لاكتساب منح إضافية لمتابعة دراستهم العليا في المؤسسات التعليمية العريقة. كما يستفيد معظم الطلاب من البرنامج الخاص بالأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يسمح لهم بالعمل لمدة عام في الولايات المتحدة الأمريكية. فعلى سبيل المثال، حصل أحد الطلبة، وهو من مخيم العروب للاجئين جنوب الضفة الغربية، على "منحة رودس" المرموقة للدراسة في جامعة أكسفورد، وهو بالمناسبة أول فلسطيني يحصل على هذه الجائزة.

أما المثال الأخر من المستفيدين، فيمثلها محمد الكرد وهو من بين العديد من الطلبة الذين استفادوا من تمويل صندوق الأمل، وهو يدرس حاليا فن كتابة السيناريو في كلية سافانا للآداب والتصميم في مدينة أتلانتا (ولاية جورجيا). يعتبر الكرد معروفا جدا في الحي الذي يعيش فيه. وفي هذا السياق، فهو الفائز الرئيس في جائزة مرموقة حصل عليها فيلم وثائقي قام بإنتاجه حول حلقة تسمى "حيي".
يتسم محمد الكرد بوجود شحنة عاطفية دائما ما تحرك نضالاته لتحقيق العدالة الاجتماعية ومجابهة المظالم التي واجهها هو شخصيا هنا وهناك. وفي هذا السياق يشير إلى أن تجربته الحقيقية هي التي تساعده على تغذية كتاباته وتحافظ على حافزه للكتابة وتجدده.

وأخيرا، يقدم محمد عديد النصائح لطلبة المستقبل العرب من أجل النجاح الدراسي في الجامعات الأميركية:

1. إضفاء الطابع الشخصي الممكن على العلاقات (مشاركة ما أمكن من الأمور الشخصية): فبينما يتردد الناس في إخبار قصصهم الخاصة، إلا أن علينا تداول ما يمكن من أمور وتجارب وذكريات شخصية مع الاخرين في المجتمع الجامعي، لأن هذا يقربنا من الاخرين ويقرب الاخرين منا. لا شك بأن الجميع لديه ميزات وأمور استثنائية يمكنه مشاركتها مع الاخرين كل فيما يخصه، ولكن ليس لدى الجميع الجرأة الكافية للتعبير عن استثنائيته، وفق كلام الكرد.

2. الاستماع الجيد: نحن بحاجة إلى الاستماع من أجل تنمية المعرفة وتنويعها، وهو لا يقل أهمية أبدا عن القيام بكتابة رواية أو سرد قصة. إن بناء الأفكار من خلال أسلوب العمل الجماعي في ورش العمل، وتقديم الآراء الفردية والجماعية، والتغذية الراجعة تمثل جزءا كبيرا ومهما من أركان نظام التعليم في الكليات الأمريكية، وهذا الأسلوب مفيد جدا ومثمر بشكل لا يصدق. إن الاستماع إلى النقد وتقبله من منطلق أن أية ملاحظة مفيدة تسمعها سوف تسهم في تحسين معرفتك، وسوف تمنحك الثقة لاحترام الآراء وتقبل الأحكام السلبية من الناس، مع الحفاظ على رأيك، يمنحك الوقاية لنفسك من أن تغرق في حالة من السلبية.

3. كن دقيقا وعند الموعد: إذا كان أمامك موعد نهائي فلا تتجاوزه بأي حال. فإن الموعد النهائي هو موعد نهائي.

4. لا تكن متعصبا لرأيك: يأتي الطلبة من بلدان وخلفيات وثقافات مختلفة. وبالتالي فإن لديهم معتقدات ومواقف مختلفة. وفي هذا السياق، فإن من المهم جدا أن تفهم أن للناس اتجاهات واراء وأمزجة وسلوكيات مختلفة. وليس من الممكن أن تلزم الاخرين برأيك أو أن تجعلهم يعيشون على طريقتك، مثلما لا يمكنهم هم عمل ذات الشيء معك. وبالتالي، لا بديل عن خلق بيئة ومكان ينبغي فيه على الجميع التحلي بالاحترام والتقدير للأخر، مما يخلق بيئة ممتعة دراسة عيش ممتعة".

عن: أراب أمريكا: ترجمة ناصر العيسة

تصميم وتطوير