"فتح" تتروّى عقب اعلان "حماس" حل اللجنة الادارية، والفصائل ترّحب وتطالب بخطوة مقابلة
رام الله- وطن: رحبت حركة فتح بخطوة حركة "حماس" حل اللجنة الادارية والتي اعلنت عنها صباح اليوم، بعد اجتماع في القاهرة مع المخابرات المصرية استمر لـ8 ساعات.
وقال الناطق باسم فتح منير الجاغوب في حديث لـ"وطن": "اننا نرحب بكل خطوة تؤدي لانهاء الانقسام وعودة اللحمة الفلسطينية، و المطلوب الان ان كان هناك "حسن نوايا" من حركة حماس يجب عليها تمكين حكومة الوفاق الوطني من استلام قطاع غزة من الالف الى الياء، وتطبيق جميع شروط المصالحة 2011، يجب البدء بتنفيذ هذه البنود".
واكد "ان ماسنقوم به الان هو التروّي وانتظار الخطوات القادمة، ان رأينا ان حركة حماس ستسمح لحكومة الوفاق الوطني بممارسة جميع مهامها وخاصة المتعلقة بالشرطة والامن والمحاكم، وانها ستسمح لحكومة الوفاق بممارسة كل مهامها فعليا على الارض او ستقتصر على مايتعلق فقط بدمج موظفيها، سننتظر ونتروى ونتأكد ان هناك نوايا صادقة للعودة للوحدة الوطنية".
وحول الاجراءات العقابية المفروضة على القطاع من قبل الحكومة، اشار الجاغوب الى " ان هذه الاجراءات ليست عقابية، هي اجراءات اتُخذت لوقف موضوع الانقسام بين الضفة وغزة، فكانت السلطة تدفع الكهرباء وحماس تجبيها وتأخدها لنفسها، هو مادفعها لخفض ماتدفعه للكهرباء لتضغط على حركة حماس لتحقيق الوحدة الوطنية، بالتالي هي ليست اجراءات عقابية هي اجراءات لتعزيز الوحدة الوطنية".
وقال: "حركة "حماس" 12 مرة اعلنت انها قبِلت بجميع الشروط وانها مستعدة للوحدة الوطنية، ولكن هل استمرت في نهاية المطاف بهذه الوتيرة بالقبول؟، نحن سننتظر الان، وماقامت به " حماس" اليوم شيء جيد، ولكن هذا مدخل للعديد من الخطوات الاخرى التي تظهر نواياها".
واكد الجاغوب، "لم نلتقِ مع حماس الى الان ولم نتواصل بشكل كامل، فقط هو اللقاء الذي حصل في القاهرة مع المخابرات المصرية واستمر لثمان ساعات، على ثلاث جلسات".
الفصائل: نرحب بخطوة حماس ونطالب بخطوة مقابلة من السلطة والشروع في تطبيق الاتفاقات الموقعة
هذا ورحبّت الفصائل الفلسطينية، بخطوة حركة "حماس" حل اللجنة الادارية والاعلان عن موافقتها على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة، عبر بيان لها صدر عنها صباح اليوم.
وقال الامين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي لـ"وطن": "ماقامت به حركة حماس خطوة ايجابية ونأمل ان تؤدي الى تنفيذ اتفاق المصالحة، وعدم التأخير في ذلك".
واضاف، "نأمل ان يتم بعد حل اللجنة الادارية البدء فورا بتنفيذ كافة بنود اتفاق المصالحة دون استثناء، وان يتم العمل على انهاء الانقسام، وحل اللجنة الادارية ازال عقبة رئيسية ونأمل ان تتلوها خطوات مثل الاجراءات التي اتخذت في قطاع غزة سابقا. وثانيا ان تبدأ اللقاءات لتنفيذ كافة بنود وجوانب اتفاق المصالحة، بما يمّكن من تشكيل حكومة وحدة وطنية، وتحديد موعد لاجراء الانتخابات".
من جانبه، أكد الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي لـ"وطن"، على الحاجة للعمل فورا من اجل تحقيق ماجاء في الاعلان، وانهاء الانقسام بشكل فوري لان في ذلك مصلحة عامة للشعب الفلسطيني.
وحول رد القيادة على خطوة حركة "حماس" قال الصالحي: "باعتقادي ان هذا الاعلان لبّى بشكل اساسي متطلبات كانت مطروحة سابقا وحيث ان هناك ضمانة مصرية، فمن الممكن ان يتم تأكيد وتكريس هذه الضمانة عند تطبيق كل بنود الاتفاق، بالتالي بإمكان مصر اذا عززت جهودها في اتفاق المصالحة ان تضمن تنفيذ القضايا التي اتفق عليها".
وشدد "ان على كافة القوى الفلسطينية أن تبني على هذا الاعلان، وان تحوّله الى واقع ملموس بما يسمح بإنهاء الانقسام".
وقال الصالحي: "نحن في حزب الشعب منذ اكثر من شهرين نعمل على صيغة تقوم على حل اللجنة الادارية، وان يتم وقف الاجراءات، بالتالي من المنطقي انه في حال حل اللجنة الادارية ان تتوقف جميع هذه الاجراءات العقابية وان يتم البناء على تعزيز دور حكومة الوفاق الوطني وتمكينها من العمل في قطع غزة، ونحن لم نوافق على هذه الاجراءات العقابية اساسا ونرى انه من الضروروي وقفها على ضوء الاعلان والضمانة المصرية".
وفي السياق، رحبّت الجبهة الشعبية بإعلان "حماس"، وقال عضو مكتبها السياسي كايد الغول لـ"وطن"، ترى الجبهة الشعبية في اعلان "حماس" خطوة مطلوبة من اجل تسهيل تنفيذ اتفاق المصالحة، مضيفًا، "اننا ندعو الى عدم الركون والاكتفاء الى ما حقق فقط وانما يجب مواجهة المحاولات التي ستبذلها قوى المصالح والاعداء من اجل افشال اي خطوة في سبيل انهاء الانقسام".
وأردف القول: "ندعو الى التقاط هذا الاعلان والبناء عليه والذهاب الى ابعد من ذلك، حتى نحقق وحدة وطنية جادة نحن بأمس الحاجة إليها".
المطلوب الان من القيادة ان تنفذ ما وعدت به، انها في حال الاعلان عن حل اللجنة الادارية ستلغي كافة الاجراءات التي اتُخذت بحق قطاع غزة ثم تستكمل ذلك بالدعوة الى لقاء وطني يعمل على وضع آليات وطنية لانهاء الانقسام بدلا من ان يبقى الامر بحث ثنائي بين الطرفين، ثبت انه من الصعب ان يصل الى نتائج محددة، وفق الغول.
وكان للجبهة الديمقراطية موقف مشابه حيث قالت: " إن موقف حركة حماس بحل اللجنة الإدارية خطوة في الاتجاه الصحيح ويجب على حركة فتح أن تتخذ خطوات إيجابية مماثلة".
ورحب النائب قيس عبد الكريم (أبو ليلى)، نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بالقرار الذي اتخذته حركة حماس بحل اللجنة الإدارية التي شكلت حكومة أمر واقع في غزة وقال أن هذا القرار هو تصويب موفق لموقف خاطئ لم يكن ينبغي التورط فيه أصلاً.
وأضاف أبو ليلى أن هذا القرار يزيل عقبة هامة من طريق استئناف عملية المصالحة الوطنية التي دعا إلى الإسراع في اتخاذ الخطوات التي تكفل تعزيز زخمها وصولاً إلى إنهاء الانقسام دون السماح لها أن تضيع مرة أخرى في دوامة القضايا الثانوية التي يستغلها المستفيدون من الانقسام كعقبات تعرقل مسيرة إنهائه.
وتوجه أبو ليلى بالنداء إلى الرئيس أبو مازن للمباشرة فوراً في المشاورات مع القوى الفلسطينية الفاعلة كافة من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية وإصدار مرسوم بالدعوة إلى انتخابات عامة للرئاسة وللمجلسين التشريعي والوطني على أساس التمثيل النسبي الكامل خلال فترة لا تتجاوز ستة شهور.
كما ناشد أبو الأديب رئيس المجلس الوطني بالدعوة الفورية إلى استئناف عمل اللجنة التحضيرية التي انعقدت في بيروت في يناير الماضي وبخاصة بعد ان زالت العقبة الرئيسية التي حالت دون ذلك، من أجل الإسراع في عقد دورة عادية للمجلس الوطني الفلسطيني تشارك فيها القوى الفلسطينية كافة بهدف تعزيز الوحدة في إطار م.ت.ف. وتجديد مؤسساتها.
وحيى أبو ليلى الجهود المباركة التي بذلتها جمهورية مصر العربية من أجل إزالة العقبات التي عطلت مسيرة المصالحة مؤكداً أن الاختراق الدراماتيكي الذي حققته هذه الجهود وتفعيل مصر بقوة لدورها في رعاية مسيرة المصالحة إنما هو تأكيد على أن لا بديل للدور المصري الذي هو وحده القادر على إنجاز هذه المهمة وفتح الطريق نحو إنهاء الانقسام وتطبيق اتفاقات القاهرة بهذا الشأن.
ودعا أبو ليلى القيادة المصرية إلى تعزيز هذا الدور بالدعوة إلى حوار وطني فلسطيني شامل يعقد في القاهرة من اجل التوافق على جدول زمني ملزم لتنفيذ استحقاقات المصالحة كما حددتها الاتفاقيات.