فلسطين تشارك بفيلم "واجب" في مهرجان لندن السينمائي

24.09.2017 12:03 PM

وطن: المهرجان الذي كان يقام في أواخر السنة في فصل الشتاء، نقل نشاطه قبل سنوات إلى الخريف مباشرة بعد مهرجانات فينيسيا وتورونتو وسان سباستيان، كما نجح في استقطاب الكثير من الأفلام التي تعرض عروضا عالمية أولى، أي لم يسبق عرضها في أي مهرجان آخر من قبل، وهو بالتالي يتيح الفرصة لاكتشاف الأعمال الجديدة خاصة للمخرجين البريطانيين.

ومن هذه الأفلام يعرض المهرجان 28 فيلما لم يسبق عرضها من قبل، و9 أفلام في عروض دولية، أي خارج بلادها، و34 فيلما تعرض للمرة الأولى على صعيد القارة الأوروبية.

يتميز المهرجان بانفتاحه الكبير على مختلف الثقافات وبعروضه الجماهيرية التي تتوزع على مناطق متفرقة من مدينة لندن (تعرض الأفلام في 15 دارا للعرض السينمائي) وإن كان يتركز بالدرجة الأساسية في وسط المدينة وحول نهر التايمز وفي ساحة ليستر سكواير الشهيرة التي تعج بالحركة وتزدحم بالسياح على مدار العام، ويحضر العروض لمناقشة الأفلام مع الجمهور بعد عرضها مباشرة مخرجو الأفلام وعدد كبير من النجوم المشاركين فيها.

لا يمثل المهرجان الدولة رسميا، ولا يفتتحه عمدة المدينة ولا الوزير، بل يقيمه معهد الفيلم البريطاني وهو جهة مستقلة تتلقى دعما حكوميا وتهتم بالنشاط السينمائي البريطاني، كما تشارك في إنتاج بعض الأفلام ذات القيمة الفنية، ويعتمد المهرجان أساسا على الدعم الذي يتلقاه من عدد كبير من المؤسسات الداعمة.

افتتاح وختام

يتضمن برنامج المهرجان عرض 46 فيلما تسجيليا تدور حول مواضيع وقضايا معاصرة مختلفة، و14 فيلما من الأفلام الكلاسيكية التي تمت استعادتها وترميمها وإطلاقها في نسخ جديدة، و16 فيلما من أفلام الفنون البصرية.

يفتتح المهرجان بالفيلم البريطاني الجديد “تنفس” Breathe أول أفلام المخرج آندي سيركيس، ويروي الفيلم كيف يصاب شاب بمرض شلل الأطفال أثناء وجوده في أفريقيا وتهرع إليه زوجته لتعيده إلى الوطن ثم تقف إلى جواره، تدعمه وتخوض معه رحلة حياة مليئة بالحب والضحك والسعادة وصحبة الأصدقاء فتسير الأمور عكس كل التوقعات.

أما فيلم الختام فهو الفيلم الأميركي “ثلاث لوحات خارج ايبينغ، ميسوري” للمخرج البريطاني مارتن ماوكدناه، الذي شارك مؤخرا في مسابقة مهرجان فينيسيا وظل على قمة ترشيحات النقاد لنيل جائزة “الأسد الذهبي” وفاز في النهاية بالجائزة الكبرى التي تمنحها لجنة التحكيم، وهو عمل يجمع بين الكوميديا السوداء الساخرة والإثارة وفيه تتألق الممثلة فرنسيس ماكدورماند في دور امرأة تسعى للانتقام من الشرطة نتيجة موقفها العاجز عن تتبع مغتصبي ابنتها.

من الأفلام المنتظر عرضها فيلم “معركة الأجناس” Battle of the Sexes الذي اشترك في إخراجه كل من جوناثان ديتون وفاليري فارس وأنتجه البريطاني داني بويل لحساب شركة فوكس الأميركية، وتشارك في بطولته إيما ستون أمام ستيف كاريل، اللذان يقومان بدوري بيللي جين كنغ وروبي بيغس، وهما نجما مباراة التنس الشهيرة في عام 1973 التي أحدثت دويا هائلا وشاهدها متلفزة أكثر من 90 مليون مشاهد في العالم.

وتدور الأحداث وقت تصاعد دور الحركات النسائية في الغرب، وسيعرض الفيلم بحضور أبطاله ومخرجيه عرضا احتفاليا خاصا للمرة الأولى على المستوى الأوروبي.

ويشهد المهرجان أيضا العرض الأوروبي الأول للفيلم البريطاني “النهر الداكن” للمخرجة كليو برنارد، و”مشروع فلوريدا” للأميركي شون بيكر صاحب الفيلم الشهير “تانغرين”، و”نادني باسمك” للإيطالي لوكا غواداغنينو.

ينظم المهرجان ثلاث مسابقات؛ الأولى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وتشمل 12 فيلما من بينها فيلم “وحش” Beast للمخرج البريطاني مايكل بيرس في عرضه الأوروبي الأول (بعد أن عرض في مهرجان تورونتو)، وفيلم “صانع الكعك” للمخرج الإسرائيلي عوفير راوول غريزير (من الإنتاج الألماني) الذي سبق عرضه في مهرجان كارلو فيفاري، و”أنا لست ساحرة” وهو من الإنتاج المشترك بين بريطانيا وفرنسا وإخراج مخرجة من زامبيا (حيث صوّر الفيلم)، هي رونغانو نيوني.

وفي مسابقة الأفلام التسجيلية 12 فيلما، منها فيلم “جان” لبريت مورغن في عرض أوروبي أول من بريطانيا، و”مملكتنا” للوسي كوهن، والعرض الدولي الأول لفيلم “من فضلك أخبرنا الوقت” من أستراليا، و”مالاكا” لإيمانويل غراس من فرنسا، و”قبل أن يبدأ الصيف” لمريم غورماغتيغ من بلجيكا. وتضم مسابقة الأفلام القصيرة 12 فيلما، ويتم تصنيف أفلام المهرجان منذ أن تولت إدارته الفنية قبل سنوات كلير الأسترالية تحت عناوين تتعلق بالنوع السينمائي مثل “جرأة”، “ضحك”، “جدل”، “حب”، إثارة”، “الرحلة”، “الإبداع” و”الأسرة”.

أفلام العرب

ضمن هذه الأقسام المختلفة يعرض مهرجان لندن عددا من الأفلام الجديدة للسينمائيين العرب من داخل العالم العربي ومن خارجه، أولها فيلم “الشيخ جاكسون” للمخرج المصري عمرو سلامة بعد عرضه العالمي الأول في تورونتو، وهو الفيلم الذي تقدمت به مصر للترشيح لجائزة أوسكار أحسن فيلم أجنبي، وهو من بطولة أحمد الفيشاوي وأحمد مالك وماجد الكدواني.

ويشارك فيلم “مصنع لبنان” الذي اشترك في إخراجه ثمانية من المخرجين وهو يصور جوانب مختلفة بطريقة ساخرة من الحياة في لبنان. ومن تونس يعرض الفيلم الروائي الطويل “على كف عفريت” الذي سبق عرضه في “نظرة ما” بمهرجان كان للمخرجة كوثر بن هنية، وفيلم “غزية” للمخرج المغربي الأصل الفرنسي الجنسية نبيل عيوش الذي يروي خمس قصص متفرقة بعضها يبدأ في الثمانينات وبعضها يبدأ في الدار البيضاء في العصر الراهن، يربط بين الشخصيات أستاذ يدرس في مدرسة بقرية صغيرة في جبال الأطلس عام 1982.

وجدير بالذكر أن الأفلام الثلاثة التي تمثل تونس ولبنان والمغرب من الإنتاج الفرنسي.

ومن العراق يشارك فيلم “الرحلة” للمخرج محمد الدراجي الذي يصور اللحظات الأخيرة في حياة شاب يعتزم القيام بعملية تفجير انتحاري، والفيلم من الإنتاج المشترك بين قطر وبريطانيا وفرنسا.

ويشارك الفيلم الروائي الثالث للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر “واجب” في مسابقة الأفلام الروائية، وهو من بطولة محمد بكري وابنه صالح بكري في دور أب وولده.

ويشارك فيلم “البحث عن أم كلثوم” للمخرجة الإيرانية شيرين نشأت الذي اشتركت في إنتاجه قطر ولبنان مع إيطاليا وألمانيا والنمسا، كما يشارك فيلم الرسوم “ليانا” السويسري البلجيكي الذي اشتركت قطر في تمويله، كما مولت الفيلم التركي “حبوب” Grain للمخرج سميح كابلانوغو مع ألمانيا وفرنسا والسويد وتركيا.

ومن السويد يأتي المخرج المصري-السويدي طارق صالح بفيلمه “حادثة فندق هيلتون النيل” الذي يروي قصة تستند إلى واقعة حقيقية تدور أحداثها في عصر الرئيس الأسبق حسني مبارك، بطلها ضابط شرطة يحقق في مقتل سيدة داخل غرفتها في فندق هيلتون وتدريجيا يكتشف الكثير من المفارقات والخفايا التي تتعلق بالفساد السياسي.

وكان هذا الفيلم قد فاز بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم في مهرجان صندانس الأميركي أوائل العام الجاري، ويقوم بأدوار البطولة فيه اللبناني فارس فارس، والسودانية ماري مالك والمصري ياسر علي ماهر.

ومن الأفلام القصيرة يعرض المهرجان فيلم “رجل يغرق” (15 دقيقة) للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، ومن إيران يشارك فيلم “إسرافيل” Israfil وهو الفيلم الروائي الثاني للمخرجة الإيرانية إدا باناهنده (مخرجة فيلم “ناهد”)، كما يعرض المهرجان فيلم “24 إطارا” للمخرج الإيراني الراحل عباس كياروستامي في نسخة مستعادة.

ومن الكلاسيكيات المستعادة النادرة يعرض فيلم “شيراز” الصامت الذي أنتج عام 1928 بين بريطانيا والهند، وهو من إخراج المخرج الألماني فرانز أوستن الذي كان يعمل في الهند، وهو أول من أخرج أفلاما ناطقة في بومباي بالتعاون مع الهندي هيمانسو راي.

ويحفل مهرجان لندن السينمائي بالعشرات من الأفلام الجيدة من الشرق والغرب، وهو يقوم بتسليط الأضواء على عدد كبير من الأفلام الأميركية والبريطانية الجديدة قبل نزولها إلى ساحة العرض العام في بريطانيا خلال فصل الشتاء.

 

تصميم وتطوير