رغم المعاناة والعجز.. فداء تبدع برسم خمس لوحات في 3 دقائق وتلوّن جدران اليامون

28.09.2017 01:37 PM

جنين- وطن- مي زيادة: تجاوزت عقبات الحياة التي اعترضتها طوال 17 عاما، عندما قررت الاستسلام لبذرة الفن في داخلها وتنميتها، فأمسكت قلم الرصاص لترسم لوحتها الفنية الاولى وهي على مقاعد الدراسة، فرسمت لوحات فنية من العشب الأخضر و الأحجار في ظل العجز المالي وغياب الدعم المعنوي.

فداء السمار من بلدة اليامون قضاء جنين، تبلغ من العمر اليوم 35 عاما، تكافح لتبقى بفنّها لتكريس هويتها، تجسد حكايات الوطن المحتل بأسراه وشهدائه واطفاله ونسائه.

تخرجت الفنانة التشكيلية من جامعة فلسطين التقنية للبنات كلية الفنون الجميلة، تطمح لتصل الى العالمية، ولن يثنيها عن تحقيق حلمها شيء، بإصرار وعزيمة تحدثت إلينا في "وطن"، فأخبرتنا بلهفة انها تستعد لمعرضها الجديد والذي سيحمل عنوان "صرخة يا هالوطن".

وتتابع فداء حديثها إلينا، "منذ ان قررت ان أسلك هذا الطريق، طريق الفن، لم يشجعني احد ولم يؤمن برسالتي، لم يساعدني اي مسؤول او وزارة او جهة تُعنى بالفن والفنانين، طرقت كل الابواب، حصلت على فرصة لأمثل فلسطين في الخارج ولكني احتجت للمال لللسفر وطلبت من مسؤول في احدى الوزارات لكن تعذر لي بأن الميزانية لاتسمح".

"حتى اهلي في البداية اعترضو على سفري بهدف الرسم والمشاركة في معارض فنية، فكانت البداية صعبة جدا، لكن الان الكل تقبل الموضوع ويشجعني ان استمر"، وفق السمار.

بريشتها ترسم خمس لوحات في 3 دقائق

وتتميز فداء بطريقة فنّها، فلديها تقنية في الرسم تقوم على رسم اربع او خمس لوحات بأوراق الاشجار خلال 3 دقائق فقط، وتكون قد انهتها على اكمل وجه. وتتبع فداء مدرسة الفن التجريدي التشكيلي.

وعن العجز المالي والوضع الصعب الذي تمر به، تقول: "لم احصل على وظيفة رغم تخرجي بتقدير ممتاز من الجامعة، فلا عمل لي يؤمن دخلا ولو بسيطا لأستطيع شراء مستلزمات الرسم، ففي الايام التي لااتمكن فيها من شراء لوحة، فأرسم على ماتوفر من ورق الصحف او البلاط، لااستطيع شراء كافة الادوات اللي احتاجها، لذلك لجأت لمكتبة وعقدت اتفاقًا معها بأن ادفع لها مقابل مااشتري منها بالتقسيط".

وتضيف أنها ترسم على جدران الروضات والمدارس، وقريبا ستكون بلدة اليامون هي اول بلدة ترسم على شوارعها، مضيفة، "أنتظر من الحكم المحلي ردًا على الطلب الذي تقدمت به لها، سيكون الرسم في كل المحافظات لكن البداية في بلدتي اليامون".

ومع قرب موسم الزيتون كشفت فداء عن انها تثحضّر للوحة ستقدمها في معرضها، مؤكدة انها ستستخدم فيها طريقة جديدة وغريبة، مشيرة الى انها شاركت في 16 معرضًا، بعضها كان في الشارع وفي احدى المرات قامت بتنظيم معرض في احضان الطبيعة وكان في سهل مرج بن عامر بين اشجار الزيتون.

تصميم وتطوير