البحر كبير... لكن ما أضيقه امام صيادي غزة

16.10.2017 11:05 AM

9 أميال للصيد في غزة ..لُعبة من الاحتلال والصيادين يعلقون امالا على حكومة التوافق

غزة- وطن- مي زيادة: لم يكن من باب الصدفة ان اول من التقى رئيس هيئة المعابر لدى وصوله غزة، كان نقيب صيادي الاسماك فأوضح له معاناة الصيادين وزيف الادعاء الاحتلالي بتوسيع مساحة الصيد من 6 الى 9 اميال بحرية.

القاطن خارج   القطاع المنكوب عندما يقرأ خبر توسيع مساحة الصيد من 6 أميال الى 9 يفرح لفرحٍ يعتقد انه لامس روح وحياة الصيادين هناك، لكنه يجهل أن ما خفي كان أعظم، فالحقيقة المُرّة التي كشفها الصيادون الغزيون أن لاجدوى من هذا التوسيع بل ووصفوه بأنه لعبة من الاحتلال على الغزيين أنفسهم وعلى العالم أجمع.

تحدثنا الى منسق لجان الصيادين في غزة زكريا بكر، والذي كشف لنا اللعبة المتفق عليها منذ عامين، فقال: التوسيع والذي ذكره المنسق الاسرائيلي على صفحته الشخصية يبدأ من يوم الاربعاء وحتى التاسع والعشرين من تشرين ثاني/نوفمبر القادم، وهو امر متعارف عليه بحسب اتفاق رسمي تم قبل عامين، بأن يتم السماح للصيادين بالوصول الى 9 ميل بحري في من منتصف شهرايار /مايو الى منتصف حزيران/يونيو  ومن منتصف تشرين اول/اكتوبر الى منتصف تشرين ثاني/نوفمبر، بين وزراة الزراعة وهيئة الشؤون المدنية والجانب الاسرائيلي.

لا جدوى من توسيع المساحة

وأضاف بكر لـ"وطن"، المساحة التي نتحدث عنها ممتدة من وادي غزة حتى رفح، لكن هذه المنطقة تعاني من عدة اشكاليات، هي ان الجزء الشمالي وعر جدا لايستيطع الصياد العمل فيه، والجزء الجنوبي منطقة  رملية صحراء قاحلة، بالتالي هي فقط تُثقل على الصيادين من خلال زيادة المحروقات والمصاريف ولا جدوى اقتصادية منها.

من جانب اخر، أكد أن هذه الخطوة هي التفاف واضح على الحصار البحري المفروض منذ عام 2006،  ولتحسين صورة اسرائيل امام الرأي العام الدولي وتعاملها مع موضوع الصيادين كموضوع انساني لتظهر امام العالم بشكل جيد.

وكشف بكر أن هذه الخطوة ينطوي عليها زيادة المصائد والكمائن للصيادين، خاصة ان تقسيم الحدود المائية من واد غزة لاتسير بشكل مستقيم، بل منحرف باتجاه الجنوب، يعني هذا أن هناك ثلاث عوامات في البحر لتعريف الصيادين بهذه المنطقة الحدودية بالتالي هي اشبه بالكمائن الموجودة شمال مدينة غزة على ميل ونصف وعلى 3أميال وعلى 6 أميال، بالتالي الصياد هنا يقع في حيرة من امره ولا يستطع ان يعرف اين هو ان كان في المنطقة المسموحة او الممنوعة.

وتابع، أن المناطق الغربية تكون فيها حركة المياه أعلى من المناطق الشرقية، هذا يعني أن مابين المسموح والممنوع اقل من دقيقة، وهذا يعني ايضا ان من ينصب شباكه هناك ستسحبه مياه البحر وبعد دقيقة سيكون في المنطقة الممنوعة، وتقوم حينها الزوارق الحربية باطلاق النار عليه، وهذا واضح من حجم الاعتداءات التي تحدث في تلك المنطقة.

وذكر بكر، أنه وفي اول مرة تم توسيع مساحة الصيد لـ 9 أميال للصيادين، سجلت مجموع عمليات الاعتقال والمصادرة للقوارب تقريبا نفس الاعتداءات التي سجلت عام 2015، وهنا اتحدث عن اعتقال 73 صيادً، و فقط في فترة شهرين من منتصف نيسان/ابريل الى  منتصف حزيران/يونيو/2016 اعتقل 60 صيادًا، النسبة تتقارب، بالتالي هذا مايجعلنا  نفسر زيادة الاعتداءات والكمائن المنصوبة للصيادين .

وسجل الشهر الماضي، اعتقال صيادين ومصادرة قارب واحد، مضيفًا أن "الاعتداءات وعمليات اطلاق النار من الرشاشات الثقيلة لم تتوقف على مدار الساعة، بمجرد دخول الصيادين الى البحر ووصولهم الى العمل تُفاجئهم زواق الاحتلال بإطلاق النار بشكل عنيف وعشوائي، مايضطرهم العودة الى الميناء، فأمس الاحد اعتقلت قوات الاحتلال 4 صيادين، وصادرت قارب، وافرج عنهم بعد ساعات".

الانتاج السمكي انخفض الى اقل من الربع

وذكر بكر أنه وخلال 11 عامًا من الحصار وتحديد مساحة الصيد في المناطق الرملية والجرداء، ظهرت مشاكل عديدة تمثلت في: ان اجمالي انتاج السمك انخفض الى اكثر من الثلث، فكان الانتاج قرابة 6  الاف طن من الاسماك والتي كنا نصدر منها، و تتعطشها اسواق الضفة والداخل المحتل، حتى الاسواق الاسرائيلية ، ولكن مابعد عام 2006 وحتى اللحظة انخفض الانتاج الى 1400 طن مع فرق النوعية والجودة مابين الماضي والحاضر، الى جانب غلاء المحروقات والمصروفات التشغيلية للمراكب، بالتالي انخفض مستوى الدخل من 1500 شيقل الى اقل من 400 شيقل شهريا.

وهذا خلق مشاكل عديدة ايضا اهمها الفقر المدقع، حيث وصل 99% من الصيادين الى خط الفقر المدقع، ومديونية عالية تراكمت على اصحاب المراكب تحديدا الكبيرة، الى جانب تدمير النسيج الاجتماعي وعدم تطوير المسكن او المركب الذي يعمل عليه، وتدمير البنية التحتية لقطاع الصيد بشكل كامل، الى جانب تخلف في العملية التعليمية لأطفالهم، حتى وصول اعداد  كبيرة من الصيادين الى سن كبير وبقائه اعزبًا.

اتفاق المصالحة ..امال كبيرة على حكومة الوحدة الوطنية

وشدد بكر على أن احد مطالب الصيادين كانت ومازالت انهاء الانقسام، والتوجه للعالم بخطاب موحد ورفع الحصار البحري الخانق ولجم آله الحرب الاسرائيلية، "بمعنى ان مطلب الصيادين العمل في ظروف مرضية وبكرامة بعيدا عن الاعتداءات الاسرائيلية، و بكل تأكيد في ظل حكومة التوافق والوحدة الوطنية سيتحسن وضع الصيادين، وان كان هناك ارادة حقيقية سيعود قطاع الصيد الى سابق عهدهمن خلال تدخل حكومة  الوحدة الوطنية ودعمها للقطاع وانعاشه اقتصاديا خاصة انه من اكثر القطاعات معاناة ، فلم تسعفه اوتنعشه الحكومات المتعاقبة عليه خلال 11 عاما".

وناشد منسق لجان الصيادين في غزة، رئيس الوزراء ووزير الزراعة بضرورة التحرك بشكل عاجل لمعالجة اشكاليات الصيادين في البحر .

تصميم وتطوير