توجان.. حب للتراث أوصلها للتطريز على الخشب

17.10.2017 10:59 AM

رام الله_وكالة وطن_سندس قرعان: من جيل إلى جيل مسكت الفلسطينية الأبرة والخيط بأطراف أصابعها لتُطرز ثوبها الفلسطيني، وتحمل معها تراث الأجداد من التطريز على الأثواب إلى التطريز على الملابس العصرية والإكسسوارات، وجديدها اليوم التطريز على الخشب.

تُدير المقدسية توجان مشعش منذ خمسة أعوام، معرض للمشغولات الخشبية في رام الله  تطلق عليه اسم "توجان دار"، وهو مشروع صغير بدأته بصناعة الإكسسوارات النسائية، والمعلقات الخشبية التي تحمل أسماء الأطفال.

وفي رحلة بحث عن ما هو جديد لتضيفه إلى مشغولاتها الخشبية، ابتكرت توجان التطريز على الخشب، فتقول لـ وطن "قمت وطفلتي بخوض الكثير من التجارب، فجربنا الخيط العادي والنايلون والأسلاك حتى وصلت إلى تمرير الإبرة والحرير داخل ثقوب لصندوق خشبي وعندها لمعت الفكرة في أذهاننا".

وتضيف توجان أنها اكتشفت فيما بعد أن التطريز على الخشب قديم جداً في المكسيك من خمسة وعشرين عاماً، ولكنه غير معروف في فلسطين، ويختلف عمل عن آخر بالمسة الخاصة التي يضيفها الصانع، والتي بها يترجم أفكاره.

وعبرت مشعشع عن سعادتها لدخول التطريز على مشغولاتها الخشبية، فهي كانت تبحث عن طريقة لادخال التراث الفلسطيني إلى أعمالها.

وتتعامل مشعش مع الخشب كما وقطعة القماش الخاصة بالتطريز، تبعثها على ورشة خاصة لثقبها بطريقة منتظمة، من ثم تحدد النقشات التي نريد تطريزها على الخشب، وبالعادة نأخذ رسمة النقشات من الثوب الفلسطيني، ونطُرزها على الخشب، ويختلف التطريز على الخشب منه على القماش، فالنقشات على الخشب تظهر عليه بحجم أكبر كما أضافت مشعشع.

ومن جهة أخرى تُثمن مشعشع دعم المؤسسات المحلية التي قدمت لها تدريب واستشارت فنية وورشات عمل مختصة، وفتحت لها باب إدارة مشروعها وحدها، وأضافت أن دعم الأسرة لها كان له الدور الكبير في استمرار المشروع.

وتُشارك مشعشع في قرابة ثلاث معارض سنوياُ للتعريف عن مشروعها، وعملت على تسجيله في غرفة التجارة والصناعة ومنتدى سيدات الأعمال .
وتطمح بإنشاء قاعة عرض لمشغولاتها يحمل صفة رسمية، ليكون أقرب للناس وأسهل لهم في الوصول اليهم، فتجد المشعشع أن أكبر تحدي يواجه المشروع هو أنه لا يحمل الخبرة الكافية في تسويقه، أما ما يخص معداته فهي متاحة.

وعن بدايات المشروع، تقول توجان "تخوفت بداية مشروع التطريز على الخشب من رفض الناس للفكرة، كونها مست التراث، الا أنها تفاجئت بإقبال الناس على الفكرة وإستقبالهم لها بكل اعجاب، ودعمها بالمزيد من الاقتراحات والاضافات والأفكار".

وتشجع مشعشع الفتيات إلى ابتكار مشاريع خاصة بهن، والايمان العميق بكل فكرة ابداع لديهن، وأن يباشرن بالعمل عليها، فالمعيقات موجودة والتحدي يكون بتخطيها والاستمرار بتطويرها.

تصميم وتطوير