خلاف داخل حزب العمل الاسرائيلي حول اخلاء المستوطنات

18.10.2017 09:37 AM

رام الله- وطن:  في الوقت الذي يواصل فيه رئيس حزب العمل وكتلة المعسكر الصهيوني، آفي غباي، مغازلة اليمين الاستيطاني من خلال تصريحاته التي يعتقد انها ستقربها من مصوتي الاحزاب اليمينية، وفي ظل صمت الغالبية العظمى من نواب حزب العمل على هذه التصريحات، اعلنت عضو الكنيست شيلي يحيموفيتش (المعسكر الصهيوني) امس الثلاثاء، دعمها لموقف غباي الذي قال انه لا حاجة لإخلاء المستوطنات كجزء من اتفاق سلام. وحسب ما تنشره "هآرتس"، وبقية الصحف الاسرائيلية، فقد قالت يحيموفيتش: "انا لا ارى هنا انحرافا، ولو طفيفا، عن الخط الأساسي الذي يوحد حزب العمل".

وكان غباي قد رد خلال لقاء اجرته معه القناة الثانية، على سؤال حول ما اذا يجب إخلاء مستوطنتي "عيلي" و"عوفرا"، فقال: "في اتفاق السلام يمكن العثور على حلول لا تحتم الاخلاء". ودعما لموقفه قالت يحيموفيتش للإذاعة العبرية الثانية، امس، ان "المفهوم السياسي لحزب العمل هو دولتين للشعبين، السعي الى السلام، الانفصال، الحفاظ على كتل المستوطنات.. صحيح ان هذه الامور تحرق اذن وقلب من يتواجدون الى اليسار منا، لكن هذا هو مفهومنا. هذا هو مخطط كلينتون. انه يفترض الابقاء على غالبية المستوطنين في بيوتهم، الغالبية العظمى".

وقالت يحيموفيتش ان رئيس حزبها معني بحل الدولتين ويبحث عن حلول خلاقة. واضافت: "في معسكرنا، وحتى الى اليسار منا، هناك من يطرحون افكارا مثل الابقاء على المستوطنات المعزولة تحت السيادة الفلسطينية. انا ابارك وجود رئيس لدينا يؤمن باتفاق السلام ويبحث عن طرق خلاقة للتوصل الى حل".

وكان غباي قد قال للإذاعة العبرية الثانية، امس، انه "يمنع النظر الى إخلاء 80 الف يهودي كمسألة بسيطة". وقال انه لا يتراجع عما قاله للقناة الثانية في التلفزيون، قبل يومين، لكنه لم يصرح بشكل جارف بأنه لن يخلي مستوطنات.

وقال غباي: "اذا نجحنا بالتوصل الى اتفاق سلام، فأنا اعتقد انه يجب العثور على حلول خلاقة من اجل الامتناع عن إخلاء مستوطنات.. القضية معقدة جدا، لكن يحظر علينا جعلها اكثر تعقيدا من خلال النظر الى إخلاء 80 الف يهودي كمسألة بسيطة".

وخلال جولة قام بها غباي، امس، في مستوطنة "رمات سيرين" في منطقة غور الاردن، كرر تصريحاته، وقال: "يجب الامتناع الى اقصى حد عن إخلاء يهود من بيوتهم، كما يجب ان نمتنع عن إخلاء عرب من بيوتهم. في عهد يسوده السلام، يجب على الطرفين الاعتماد على بعضهما البعض ومساعدة احدهما للآخر". وقبل ذلك قال لإذاعة الجيش انه "لا يجب التفكير بان ما حدث في سيناء يجب ان يحدث في يهودا والسامرة".

وانتقد غباي سياسة الحكومة الاسرائيلية ورئيسها بنيامين نتنياهو، الذي اعتبره لم يعد يؤمن بحل الدولتين. وحسب موقف غباي فانه يجب التوقف عن البناء خارج كتل المستوطنات والاستثمار في البلدات داخل الخط الاخضر.

وقال: "يجب على كل مقيم تحت سلطة إسرائيل أن يحصل على جميع الحقوق التي يستحقها مثل أي مواطن آخر في إسرائيل، ولكن حكومة نتنياهو تعطي الأولوية لأولئك الذين يعيشون في الضفة الغربية، والأهم من ذلك إلى أولئك الذين يعيشون خارج الكتل الاستيطانية. لا يمكن ان يكون اولئك الذين يعيشون في هذه المستوطنات اولى من أولئك الذين يعيشون في غور الأردن أو في أي مكان آخر".

يشار الى انه على الرغم من كون نواب حزب العمل فوجئوا بتصريحات رئيسهم للقناة الثانية، الا انهم لم يتطرقوا الى ذلك على الملأ، باستثناء النائب زهير بهلول الذي قال انه "يستهجن مقولة من انتخب لقيادة معسكر السلام".

وقالت النائب تسيبي ليفني، رئيسة حزب الحركة، المتحالف مع حزب العمل في اطار المعسكر الصهيوني، ان موقف غباي لا يمثل موقفها ولا موقف حزب الحركة ولا المعسكر الصهيوني.

وتصل تصريحات غباي امس، بعد سلسلة من التصريحات المثيرة للجدل، التي ادلى بها مؤخرا. فقد تطرق خلال اجتماع عقد في ديمونة، الى المسالة الفلسطينية، وقال انه ليس متأكدا من وجود شريك في الجانب الثاني". وقال ان اسرائيل يجب ان تكون "اقوى جيش" و"يجب ان نكون عدوانيين دائما". وحسب اقواله "لا يمكن ان تكون مساوما في موضوع الامن. اذا اطلقوا صاروخا انت تطلق 20 صاروخا. هذا هو فقط ما يفهمونه في الشرق الاوسط".

وقبل يوم من ذلك قال انه لن يوافق على التحالف مع القائمة المشتركة في ائتلاف حكومي واحد. بينما لم يستبعد التحالف مع حزب كلنا وحزب يسرائيل بيتينو والاحزاب الدينية. ورد عليه رئيس القائمة المشتركة، النائب ايمن عودة، قائلا ان المشتركة ليست ملتزمة بالتوصية امام الرئيس بتكليف غباي بتشكيل الحكومة.

تصميم وتطوير