مسرح "بيلسان".. بصيص نور لأطفال صبرا وشاتيلا

18.10.2017 10:09 PM

رام الله - وطن: "إرادة الحياة أقوى من أي شيء في هذه الدنيا المليئة بألوان الحزن والفرح"، بهذه العبارة يختصر المشرفون على مسرح "بيلسان" في مخيّم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة اللبنانية بيروت نشاطهم الثقافي التعليمي.

ثمانية متطوعين يلتقون ثلاث مرات أسبوعيًا لتدريب 80 طفلا فلسطينيا وسوريًّا على التمثيل والرقص التراثي على خشبة مسرح لا تتجاوز مساحتها 125 مترا مربعا، كانت في السابق ملجأ للهاربين من الحروب والمجازر وتحوّلت اليوم إلى "بصيص نور وأمل" لأطفال المخيم.

القائمون على المسرح اختاروا له اسمًا يربط بين فلسطين وتاريخها النضالي الطويل وبين الواقع الصعب الذي يعيشه اللاجئون في مخيم صبرا وشاتيلا مع قساوة العيش ومرارة الحياة.

"بيلسان" اسم يحمله المسرح اليوم، وهو في الحقيقة اسم لزهرة تُزرع في فلسطين، تنمو وسط بيئة طبيعية صعبة لا تختلف عن صعوبة الحياة في المخيم.

فسحة أمل

قال حزينة إنه بعد انتهاء الحرب الأهلية في لبنان عام 1990 تحوّل الملجأ إلى مخزن غير صالح للاستخدام بسبب البيئة السيئة وتجميع النفايات فيه، وقد استمرت هذه الحال المأساوية حتى عام 2016 حين قرر حزينة وشقيقته تحويله إلى مسرح تتسع خشبته للجميع سواء من داخل أو خارج المخيم.

وأكد أن المسرح يستقبل اليوم الأطفال الباحثين عن فسحة أمل ومساحة فرح، ويؤمّن لهم الأجواء الثقافية والتعليمية، إلى جانب الاستفادة من المكتبة البسيطة الموجودة فيه للمطالعة أو الرسم والتلوين.
ولفت حزينة إلى أنه في أي مناسبة تنبض خشبة المسرح بحياة ترفيهية ثقافية تراثية من خلال عروض هادفة يؤديها الأطفال بأنفسهم، أو عروض دمى يصنعونها بأيديهم داخل المخيم.

وسط مخيم صبرا وشاتيلا الذي يفتقد للكثير من مقومات الحياة الكريمة، برز هذا "النور الثقافي" الذي اشتركت في بناء نواته أيادٍ فلسطينية وأخرى لبنانية، في عمل تطوعي مشترك يلقى الترحيب والإشادة والتشجيع.
ومن أهم ما يعانيه القائمون على هذا المعلم، قضية الدعم المالي والمادي، إذ لا توجد حتى اليوم جهة محددة تؤمّن مصاريف المسرح، الأمر الذي يجبر المتطوعين على تحمّل تكاليف كل شيء بدءًا من الماء وصولا إلى حاجيات المسرح.

الاناضول

تصميم وتطوير