"احنا معكم".. متضامنون دوليون شاهدون على استبداد الاحتلال و معاناة المزارع خلف الجدار

20.10.2017 11:24 AM

سلفيت- وطن- مي زيادة: "يا حسره عليك يا ظهر ويا واد عبد الرحمن" بهذه الكلمات عبر المزارع ومنسق الاغاثة الزراعية في محافظة سلفيت بكر حماد عن حسرته على مناطق استولى عليها الاحتلال وسخطه على ما يمارسه المحتلون والمستوطنون من اغتصاب وسرقة لاراضي مزارعي سلفيت، وتنكيلهم بهم خلال موسم الزيتون الحالي.

"قضم للارض مستمر هنا وهناك، وعلامات غريبة بين الاشجار، ومستوطنو "ارئيل" يمرحون ويلعبون هم واولادهم الذين يخبرونهم بروايات سخيفة عن ملكيتهم واحقيتهم بهذه الارض"، وفق مااخبرنا به حماد، والذي عبر عن دهشته وتفاجئه لـ"وطن" مما رآه الاسبوع الفائت خلال معاونته لمزارعي مدينة سلفيت خلف الجدار، خلال حملة "احنا معكم" والتي أطلقتها الاغاثة الزراعية للموسم التاسع على التوالي، وانهت عملها الذي استمر لمدة اسبوع امس الخميس.

وتابع حماد حديثه، الحملة تطلقها الاغاثة الزراعية كل موسم زيتون لمساعدة المزارعين في قطف ثمارهم، وتكون بالتنسيق مع البلديات والمجالس القروية ومتطوعي الحملة الشعبية واتحاد المزارعين، وموظفي ومتطوعي الاغاثة الزراعية، واستهدفت هذا العام قرى وبلدات قراوة بني حسان، اسكاكا، مدينة سلفيت،فرخة، وهذه الاراضي كانت قريبة من المستوطنات واراضي مهددة بالمصادرة الا في مدينة سلفيت كانت اراضيهم خلف الجدار، ودخلنا اليها عبر البوابات".

واشترك فيها عشرات المتطوعين الدوليين من لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني من فرنسا وبريطانيا والمانيا، كان عددهم 20 متطوع، وفي كل بلدة وقرية كان ينضم لهم ايضا بعض المتطوعين في الاغاثة الزراعية.

اليوم الاكبر في سلفيت، وماشاهدناه كان صادمًا

يروي حماد تفاصيل يوم العونة مع مزراعي سلفيت خلف الجدار: "دخلنا مع المزارعين في السادسة والنصف صباحا وهذا كان اكبر يوم في الحملة، للأسف المزارعين اصحاب الاراضي مضطرين للحضور باكرا جدا على البوابات والانتظار وحسب مزاج الجندي الاحتلالي، فاحيانا يفتح البوابات على الموعد واحيانا يتأخر ويضطرون لانتظاره".

وتابع حديثه مستنكرًا: "للاسف مايجري خلف البوابات وخلف السياج الشائك صادم، فالمستوطنون يتنزهون هم و اولادهم الذين يصطحبوهم في رحلات ترفيهية على منطقة تسمى الظهر وواد عبد الرحمن وخربة معروفة بأصولها الفلسطينية القديمة والتي لاتمت لهم بصلة لكنهم يدّعون ملكيتهم واحقيتهم بها، وتفاجأنا بوجود كسارة في اراضي المزراعين خلف الجدار وهي للاحتلال ومستوطنيه بلا شك، وهناك علامات تستدعي الشبهة في كثير من الاماكن على الارض وبين الاشجار".

ويقول: "اتحسر على الاراضي هذه التي تُعدّ اخصب اراضي سلفيت التي ابتعلها الجدار الفاصل، والتي أصبحنا ندخل إليها عبر بواباب حديدية، في الوقت الذي يتجول فيها المغتصب ويمنع اصحابها من التمتع بها وبخيراتها".

واشار الى طغيان الاحتلال واستبداده في اراضي المزراعين، " لا ننسى ماتقوم به خيلهم بين اشجار الزيتون، حيث تعيث خرابا وفسادًا فيها، في الوقت الذي يمنع اصحابها من الوصول اليها للعناية بها الا في موسم الزيتون ولأيام وساعات محددة، وبعض السنوات يسمع لهم بيومين او ثلاثة خلال موسم الحراثة، وفي اغلب المرات لايسمح لهم بذلك".

ويتحدث عن محاولات المستوطنين استفزازهم خلال تواجدهم مع مزراعي سلفيت والمتطوعين الدولين، لكنه قابله بالغناء والرقص، مضيفًا: "من الجيد ان المتضامنين رأوا بعينهم معاناة المزراع خلف البوابات والانتهاكات الاسرائيلية بحقه، وكيف يتصرف الضعب والمزارع الفلسطيني".

ويردف القول: "نشجع زيارة الوفود الدولية لنا في فلسطين وفي المناطق المهمشة والمستهدفة من الاحتلال، فنعتبرهم رُسل ورسالتنا لهم اننا نستمد قوتنا من عدالة قضيتنا ومن تضامنهم الدولي معنا، والجميل ايضا هو ان المتضامنين الاجانب لحماستهم وصدق تضامنهم كانو يقطفو الزيتون بحماسة كبيرة وكأنهم فلاحين متأصّلين مثلنا".

تصميم وتطوير