نادية حرحش تكتب لـوطن: على هذه الأرض، سيدة الأرض، أبناء يستحقون الحياة

23.10.2017 09:12 PM

ما جرى في الأيام الأخيرة من حملة شعبية وطنية من أجل ايقاف عرض فيلم "قضية رقم ٢٣" خلال الامسية الختامية لمهرجان أيام سينمائية بهدف تكريم الفيلم وبطله، أثبت بالفعل بأن هذا الشعب حي.

كفاح أصحاب الموقف الوطني الخالص للوطن ولقضية لا يختلف اصحابها على معنى الحفاظ على ما تبقى بها من أوصال لم تقطع بعد بفعل الاحتلال وخنوع اصحاب السلطة، اثبت مرة اخرى اننا لسنا شعب مهمش ولا مغيب.

في اللحظات الحاسمة ترتفع الاصوات عاليا لتجبر الحق على ان يكون هو سيد الموقف الاخير.

ولا يقل ما جرى في اصرار الصادقين على وعد هذه الارض من حفاظ على الثوابت الوطنية للقضية الفلسطينية في وقت يتم فيه العمل على احتوائها في عملية تطويعية يكون فيها الاحتلال هو الامر الاعتيادي. فما نراه من تغيير واضح وعلني في المواقف الرسمية العربية نحو فتح العلاقات مع اسرائيل والاعلان عنها ، يتزامن مع محاولة تغيير او بالاحرى تمييع فكرة التطبيع التي كانت محسومة في اكثر الدول العربية ان لم يكن جميعها على المستوى الشعبي.

فالمعادلة ليست لصالحنا على الارض اذا ما نظرنا نحو السياسة الفلسطينية الخانعة المطوعة منذ قدومها مع اوسلو. ولم يعد عاقل في هذا الوطن لا يفهم ولا يرى تبعيات اوسلو الكارثية التي نجنيها كل يوم على الارض التي تم استئصالها في معظمها وتقويد ما تبقى منها بين حواجز وجدار عازل وطرق تم شقها للمستعمرات.

ما تبقى من هذه القضية هو الانسان الفلسطيني المنتمي لدمه المرتبط بهذه الارض. للانسان الفلسطيني الذي لا يساوم على وجوده ولا يقبل الخنوع ولا التطويع كالامر الواقع .

وكما في كل مرة عند إثارة هكذا قضايا ، نصاب باليأس والاحباط لما آل اليه حالنا الوطني . كيف يمكن للانسان الفلسطيني الذي تصدى لألية العنجهية الحربية الصهيونية بحجر ، ودفع من اجل هذه الارض ابناء واحبة، ويعاني ولا يزال من حرقة الشوق على ابن او زوج او حبيب يقضي ريعان عمره بين جدران المعتقلات، أن يساوم في ثوابته ؟

كيف يدافع المخلص لهذا الوطن عن شخص يتفاخر بالتطبيع مع الاحتلال ويجول العالم مفاخرة ونقدمه نحن كبطل قومي من اجل فيلم اخر اهاننا فيه وشيطن الانسان منا وجعل من خائن للعروبة والقضية بشخص بشير الجميل الذي تلطخت يديه وكتائبه بدماء الابرياء من ابناء شعبنا في لبنان ؟

عن ماذا يدافع هؤلاء ؟

عن ممثل فلسطيني دفع ثمن ولائه لهويته بنجومية وجائزة دولية ؟

عن حرية لا نفهم منها قدر المسافة بين شوارعنا والحاجز الذي يرصد حركتنا ويحددها ؟

لماذا تاه الكثيرون منا عن طريق الوطن ؟ اهو فعلا انعدام الامل ، فبالتالي كل صار يغني على ليلاه؟

ولكن بكل الاحوال اولئك ليسوا موضوع هذا المقال ...

هذا المقال لمن وقف بايمان حقيقي ، بلا انحياز لشخص او  مصلحة ،الا تلك التي تعني القضية الوطنية .

وهنا لا احاول الخوض في كلام شعارات . ولكننا اصحاب قضية وطنية تملأ صفحاتها دم شعب بأكمله تشتت وضاع وسالت دماؤه من اجل حقه بأن يكون على تراب ارضه . شعب لم تستطع قوى العالم كلها بأن تزيله او تنهيه او ترميه الى غيابات الزمن .

لاولئك الذين لا يفاوضون على الحق ولا يميعون دماء ابنائهم بشراب الاحتلال ومن يدعمه .

لأولئك المثقفين الواعين الحقيقيين في هذا الوطن ...

لاولئك الذين يظهرون من كل مكان رجال ونساء ، لا يوجههم الا بوصلة تشير الى وطن لا يزال ينبض بعروقنا ....اكتب كلماتي هذه واصرخ عاليا ...

على هذه الارض ، سيدة الارض ... أبناء يستحقون الحياة

لم يعرض.....

ليس من اجل التحريض ولا الترهيب ولا قمع الحريات ، ولا من اجل الحقد ولا الغيرة ولا الحسد ...

لم يعرض ، لأنه لا يستحق العرض في مهرجان ترعاه فلسطين على أرضها.

لم يعرض لأن التطبيع السافر هذا جريمة بحق فلسطين .

لم يعرض لأن الخط الفاصل بين الحق والباطل واضح ....

لم يعرض ...

لأن هذه الارض لا تزال تنبض حياة بأبنائها المخلصين .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير