صالون طوقان الادبي.. كي ينطلق الادب الحبيس

05.11.2017 02:05 PM

غزة- وطن- مي زيادة: عرف المجتمع العربي الصالونات الأدبية بمعناها الحقيقي، قبل أن يعرفها الغرب بقُرون عديدة، وغالباً ما كانت تُدير المُنتدى عند العرب القُدماء إمرأة وتكون من الطبقات الراقية في المجتمع، فالمرأة في كثير من المراحل التاريخية حُرمت من المشاركة الفعلية في الحراك الثقافي العام، فآثرت أن تستدعي رجال الفكر والأدب والفن إلى صالونها كي تناقشهم وتتحدث معهم، ومن أشهر الصالونات العربية: صالون الأديبة مي زيادة.

وتقوم فكرة الصالونات، على أنْ يجتمع الشعراء والأُدباء ورجال الفكر والمُغنون أسبوعياً أو شهرياً في منزل أديب أو شاعر ليعرض كل منهم ما لديه من جديد ، وليستمع إلى اراء الأخرين ، وليناقِش معهم مُختَلَف الأمور الثقافية والادبية والفنية ، وهذا ما فعله الغزّي نبيل العريني، حين انشأ صالون طوقان الادبي في دير البلح بغزة.

يتحدث الكاتب والقاص العريني لـ"وطن" عن صالون طوقان الادبي، والذي اسسه في مقام الخضر الاثري في دير البلح، ليعزز ويكشف اهمية المقام التاريخي والتراثي في الدرجة الاولى.

فيقول: "ان المسيرة الثقافية الفلسطينية الغنية بالقضايا المصيرية لشعبنا تحتم علينا المحافظة على ثقافتنا وتراثنا وآدابنا الفنية واللغوية، ومن هذا المنطلق أسس  " صالون طوقان الأدبي " في 25/مايو من العام الحالي، في ضيافة جمعية نوى للثقافة والفنون وبالشراكة مع جمعية الشباب والبيئة .

ولديه اليوم خمسة فروع أخرى في كل من الضفة الغربية والداخل المحتل، والقاهرة وبروكسل وواشنطن، ليستطيع الشعر أن يجمع بين الفلسطينيين في كل مكان من هذا العالم .

ويؤكد العريني، انه صالون طوقان يهدف لرفعة الأدب الفلسطيني وصقل المواهب الشابة التي لم تجد الفرصة في النشر والتوزيع وتفريغ الطاقات الأدبية المكنونة لديها، ويحاول طوقان بهيئته التأسيسية التي تتكون من عدة شعراء وكتاب و روائيين وفنانين موسيقيين وتشكيليين وكوميديين من كلا الجنسين، ان يظهر الأدب الفلسطيني بشكله الجميل والمناسب لينافس القصيدة العربية ويرفع من المعرفة العالمية بقضيتنا الفلسطينية لدى العالم أجمع، حيث أن دمج عدة فنون لغوية وموسيقية وفنية في طوقان يخلق انسجامًا ثقافيًا منقطع النظير على الساحة العربية والساحة الفلسطينية بالخصوص.

وشدد الكاتب على ان نشاطات الصالون الادبي هي أدبية بحتة، "لانهتم  بالقضايا الثقافية والسياسية الجدلية، فالصالون يستوعب اشخاصصا مبتدئين في الادب وكتابة القصة، ويمنحهم الفرصة ليخوضو التجربة وليتعرفوا الى تجارب الاخرين".

ويضيف الكاتب العريني، " هدفنا الاول ان نفسح المجال لنشر القصص والكتابات في غزة، فمن يكتب ويُبدع هو مخفي حبيس منزله لا احد يعرفه او يسمع به، وفي ذات الوقت لايتسطيع ان يتحمل تكلفة النشر والتوزيع ونحن نمنحه فرصة في صالون طوقان".

وأشار العريني الى ان الصالون في دير البلح يضم 55 شاعر وروائي وفنان تشكيلي ، و12 في الضفة الغربية، 12 في الداخل المحتل، و 6 في واشنطن، 8 في بروكسل،و 16 في القاهرة، مؤكدًا أن الصالون لايتبع لاي تنظيم سياسي او فصائلي او عرقي او مذهبي، " نحرص ان ل ايكون اي نوع من انواع التماس بيننا، لان الادب والفكر والثقافة يجب ان يكون في حالة نقاء دائما".

وحول التسمية، يتحدث العريني أنه دار نقاش وتم تداول عدة اسماء لشعراء وادباء فلسطينيين، ووقع الاختيار اخيرًا  على طوقان، "فهو اسم موسيقي فيه جمال ورونق خاص، كما أنه بجمع مابين الجنسين للشاعرين الشقيقين ،ابراهيم طوقان وفدوى طوقان وهذه ميزة اخرى للاسم، يجمع بين شعراء اثنين لهم اعتبارهم ومكانتهم في فلسطين، وهو جميل في الكتابة ايضا".

ويشير الى أنه في كل أسبوعين يُعقد لقاءٌ في مقام الخضر، وفي جامعة غزة فرع الجنوب، اما اللقاءات الخارجية تحدث كل شهر مرة واحدة، " أنا اريد تسليط الضوء على دير البلح المكان الذي تأسسس في الصالون".

وعن تأثير الوضع السياسي في غزة على الادب والادباء، قال: "لدينا نخب ادبية غير قادرة ان تطبع ماتكتب وتتنظم حفل توقيع وتصقل موهبتها، وزارة الثقافة مغيبة في غزة، نحن نقوم بما هو مطلوب منها كوزراة، يجب نحن الادباء والشعراء والكتاب ان نجد هذه الحاضنات جاهزة وليس ان نقوم نحن بخلقها، الوضع في غزة معقد جدا، نعلق امالا كبيرة على المرحلة القادمة".

وتمنى الكاتب العريني ان يتم تقليد فكرة صالون طوقان الادبي، فهو لايريد احتكار الادب والثقافة، مشددا على ان مثل هذه الافكار يجب ان تعمم للاستفادة، مشيرا انه ومنذ انشائه صالون طوقان أُنشئت 8 صالونات ادبية جديدة، فكل 100 مثقف ومرتاد لهذه الصالونات يعكس سلوكه على المجتمع.

 

تصميم وتطوير