ام سامر العيساوي، قضت سنوات طويلة في رحلات صعبة للسجون

06.11.2017 01:26 PM

وطن- مي زيادة: كانت الطريق طويلة، وساعات الانتظار والعقاب الاسرائيلي اطول، غادرا،  بعد صلاة الفجر من أمام  سينما القدس متوجهين في باصات الصليب الاحمر الى سجن جلبوع، قرب بيسان،  لزيارة سامر، هي الزيارة الاولى هذا الشهر لأم سامر وزوجها، والتي بدأت قولها "كانت الزيارة صعبة ومتعبة جدا".

ام سامر العيساوي والتي تبلغ اليوم من العمر 70 عاما وشهرا ، تعاني اوجاع الديسك والسكري، انهكها طول الطريق التي استغرقت امس قرابة الساعتين ذهابا فقط، اضف الى ذلك تعطل باب الفحص الالكتروني والانتظار في قاعة الزوار، حتى تمكنو اخيرا وفي حدود الحادية عشرة والنصف من رؤية سامر و وجهه "البشوش".

سامر العيساوي صاحب اطول اضراب عن الطعام في التاريخ ( 9أشهر)، اعتقل مطلع عام 2003 بتهمة الانتماء للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين و حكم عليه بالسجن لمدة 30 عاما، قضى منها 10 اعوام فقط، ينتمي لعائلة مقدسية مكونة من 6 اخوة واختين، وله شقيق شهيد وهو فادي العيساوي الذي استشهد عام 1994 في مجزرة الحرم الابراهيمي.

صفقة تنجح  "حماس " في عقدها ، هي أمله في التحرر فقط

افرج عنه ضمن صفقة "وفاء الاحرار/شاليط" وأعيد اعتقاله بتاريخ 7 تموز 2012، حيث طالبت النيابة العامة الاسرائيلية انذاك بسجنه لمدة عشرين عاما بحجة ممارسته نشاطات تنظيمية وسياسية وزيارة مناطق في الضفة الغربية، وهو اليوم يقبع في سجن جلبوع دون توجيه لائحة اتهام بحقه، فقط يقضي حكمه القديم (السجن لمدة 20عاما)  بعد اعادته اليه هو ومحرري صفقة وفاء الاحرار المعاد اعتقالهم.

تتحدث لي ام سامر والضحكة وروحها المرحة لم تفارق صوتها المُنهك: " سامر بسلم على الجميع، صحته جيدة، كان في فترة من الفترات يشتكي من الام في كليته لكنه اليوم افضل، كنت منهكة من الانتظار امس عندما التقيته، لكن سرعان ما رأيته وبدأ المزاح والنكات نسيت التعب كله".

وتشير الى انها تزور سامر مرتين في الشهر، "فبعد ان تخلى الصليب عن التكفل بالزيارتين واكتفى بواحدة اصبحنا نخرج على حسابنا الشخصي في الزيارة الثانية، لكنها مُنهِكة اقتصاديا على العائلات واهالي الاسرى في ظل الوضع الاقتصادي الصعب، فهي تكلف تقريبا 60 شيقل عن كل  فرد، مضيفة "أن الاسير الذي يخرج من السجن تلقائيا يصبح ممنوع امنيا ويمنع من زيارة شقيقه او والده المعتقل، وهذا ماحصل مع شيرين وشقيقيها سامر ومدحت، فهي ممنوعة من زيارتهم الان".

وتؤكد ام سامر "ان امل ابنها الوحيد في التحرر هي صفقة تجريها حركة حماس فقط حينها يتحرر".

ليلى ابنة الخمسة اعوام ممنوعة امنيا !!

وتتابع ان ابنها الاسير مدحت العيساوي والذي يقبع في سجن النقب الصحراوي الزيارة له مرة في الشهر، وتزوره بالعادة زوجته وابنته ليلى ابنة الاربعة اعوام التي تذهب فقط "لتقيس الطريق"، فهي ممنوعة امنيا وفق معايير الاحتلال.

وتقول في هذا الصدد، "كل مرة بتروح ليلى تزور ابوها الا يبكي السجن كلو عليها ، ففي كل مرة يمنعها السجانون من الدخول لرؤية والدها منذ ان كانت تبلغ من العمر عامين، بحجة المنع الامني، حتى اذكر انه في مرة قالت للشرطي بصوت طفولي وحركات بريئة، بدي ادخل عند بابا شوي صغيرة ابوسو واطلع، وهي تشير باصابعها الصغيرة، فرد عليها الشرطي بصوته المزعج: لا، فما كان من طفلة صغيرة الا ان تبكي وتصرخ حتى انه في كل مرة يسمع السجن كله صوتها وتهتز الجدارن والقضبان حتى نكاد نشعر انها ستسقط من بكاء طفلة بريئة لاتفهم معنى السجن والسجان والاحتلال ، وهذا الامر يترك مدحت في حالة نفسية وصحية صعبة جدا لكثرة تفكيره بابنته وحزنه من عدم تمكنه من رؤيتها.

واعتقل مدحت بتاريخ 13/3/2014، وسبق ان اعتقل عدة مرات و أمضى 23 عاما داخل الأسر، و فرض عليه الحبس المنزلي لفترات متفاوته، بقي الان من حكمه 4 سنوات.

تصميم وتطوير