هذه الكتب ممنوعة في معرض الكويت للكتاب.. تعَّرف عليها

16.11.2017 06:42 PM

وطن: حديث متجدد تتم إثارته بشكل سنوي في الكويت مع افتتاح معرض الكتاب، الذي بدأ دورته الـ42 الأربعاء 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، حول الكتب الممنوعة وجدوى هذا المنع في ظل توافرها إلكترونياً وإمكانية توصيلها للمنازل.

ومن بين أشهر العناوين الممنوعة في هذه الدورة، رواية "فئران أمي حصة " التي تعالج قضية الفتنة الطائفية، للكاتب الكويتي سعود السنعوسي الحائز جائزة البوكر؛ وكتاب "خرائط التيه" لبثينة العيسى، الذي تدور أحداثه حول رحلة حج زوجين كويتيين يضيع ابنهما الوحيد في بيت الله؛ وكذلك رواية "رائحة التانغو" للكاتبة دلع المفتي والتي تناقش قضية الظلم ضد المرأة؛ ورواية "طعم الذئب" للكاتب الكويتي عبد الله البصيص والتي فازت بجائزة "أفضل رواية عربية"، في معرض الشارقة للكتاب.

الكاتبة أروى الوقيان، التي سبق لها أن مرت بتجربة المنع، قالت لـ"هاف بوست عربي"، إن "الرقابة المفروضة على الكتب في الكويت مخزية؛ لأن الكتب التي تمنع بالكويت مقبولة في كل الدول العربية، ومن بينها المملكة العربية السعودية"، لافتة إلى أن "وضع الحريات بالكويت في تدهور، وعندما يحدث منع لأي كتاب بالكويت لا يتم الإفصاح من جهة السلطات الرسمية عن أسباب المنع".

وأضافت: "هناك مفاهيم فضفاضة، مثل خدش الحياء، وتعرية مشاكل المجتمع، يتم اعتبارها خدشاً للحياء، في حين أن وظيفة الكتابة هي معالجة أوجه القصور".

وأكدت: "نحن ككتّاب نواجه الخوف من أن تُمنع كتبنا، وهي بالفعل تمنع لأسباب سخيفة "، موضحة أنها "عاشت تجربة المنع من خلال روايتها (فلتكوني بخير)، التي تحكي قصة صحفي يغطي أحداث الحرب، في سياق إنساني لا يحتوي على أي مشاهد جنسية أو إثارة، وتم التلاعب معي والمماطلة حين طلبت السبب، فيما سُمح بتداول الكتاب بعد تقديمي ثلاثة تظلمات للجنة الفحص".

وعبرت عن سخريتها من المنع، بالقول: "الغباء في هذا المنع، أنه يمكن طلب هذه الكتب الممنوعة إلكترونياً وتصلك للمنزل! ومن العار أن نمنع كتباً مثل كتب السنعوسي أو العيسى أو المفتي".

أما الكاتبة دلع المفتي، التي تعرضت روايتها للمنع أيضاً، فأكدت لـ"هاف بوست عربي" أن "المنع أمر مخجل بالنسبة للكويت ووزارة إعلامها "، مشيرة إلى أنه "لا توجد أسباب واضحة له".

ووصفت الرقيب الذي يقوم بالمنع بالغباء؛ لأنه يعلم أن المنع يعني أن الناس ستبحث عن الكتاب الممنوع، لافتة إلى أن المنع يضر بسمعة الكويت، ولا يوجد أي بوادر لتخفيف حدة الرقابة .

بدورها، قالت أستاذة الفلسفة بجامعة الكويت الدكتورة شيخة الجاسم، في تصريح لـ "هاف بوست عربي": "نعيش في عالم مفتوح، وحتى الأطفال بأيديهم أجهزة إلكترونية حديثة تمكنهم من الإطلاع على كل شيء".

وتابعت: "فكرة المنع قديمة جداً وتعبر عن التفكير الأبوي المتسلط الذي يمنع أشياء عن أبنائه ويسمح بأشياء أخرى، وهذا أمر لا يليق سواء من ناحية الوقت الذي نعيشه من التقدم التكنولوجي ولا من ناحية مناخ الكويت التي تتميز بديمقراطية لا بأس بها بين دول الخليج".

وأضافت: "الملاحظ أن هذه الرقابة على الكتب غير دقيقة؛ بل وعشوائية؛ فهي لا تمنع مثلاً الكتب التي تحوي أدباً ركيكاً وإنما تركز المنع على موضوعات معينة؛ بسبب خوف وزير الإعلام من مساءلة نواب مجلس الأمة".

وأوضحت أنه "في السنوات الماضية، كان التيار الإسلامي في الكويت ذا صوتٍ عال، سواء من النواب السنّة أو من النواب الشيعة، وكل جانب يطالب بمنع والسماح بأشياء معينة، مما يجعل المسؤولين يلجأون للمنع باعتباره الطريق الأسلم لتجنب المشكلات".

وعن العناوين التي سببت لها صدمة عندما عرفت أنها ممنوعة، أجابت بالقول: "كان بودي أن أقرأ كتاب (بعد الشيوخ: السقوط القادم لممالك الخليج) للمؤلف كريستوفر ديفيدسون، وهذا كتاب لا يوجد بِه إسفاف، وكنت أودّ أن أطلع عليه، خاصة في ظل الأحداث التي نعيشها بالخليج، فليس به صور إباحية أو غيرها، وهذا يعني أن الرقابة ليست فقط على الأمور الأخلاقية؛ بل امتدت للأمور السياسية كذلك".

وقالت: "منذ أيام، انتهى معرض الكتاب في الشارقة، المعروفة بطابعها المحافظ، ورغم ذلك لم يكن بهذا المعرض أي رقابة، ونحن في الكويت، التي تعد أكثر دول الخليج انفتاحاً، نجد أن الكتب ممنوعة لدينا".

واختتمت بالقول: "أتفهم منع الكتب التي تحتوي على صور خليعة؛ لوجود أطفال وغير ذلك، لكن لا أتفهم منع كتب سياسية أو دينية".

وتشارك العديد من الجهات والمؤسسات في هذا المعرض، منها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي تقدم المهرجان العلمي "الجاحظ وكتاب الحيوان" طوال فترة المعرض، وهو مهرجان علمي تثقيفي مميز.

كما يتخلل المعرض معرض للتصوير الفوتوغرافي يشارك فيه أكثر من 100 مصور فوتوغرافي من الشباب والهواة والمحترفين، بالإضافة إلى "معرض الكاريكاتير".

وعلى هامش المعرض، يقام أيضاً معرض للأختام الدلمونية وصور للقطع الأثرية، تصاحبه ورشة عمل للأطفال عن الأختام الدلمونية وصناعتها.

وتم تخصيص صالة رقم 5 لدور النشر العربية، بينما ستكون صالة رقم 6 لدور النشر المحلية والخليجية والأجنبية، بالإضافة إلى المقهى الثقافي، أما صالة رقم 7 فهي مخصصة للأطفال ودور النشر الخاصة بهم.

تصميم وتطوير